تشتهر مدينة نيويورك بناطحات السحاب، مما يخيم على أركان المدينة البرودة الشديدة وصعوبة اختراق أشعة الشمس جدران المباني الشاهقة الارتفاع.
ومن هنا تسعي المدينة إلى الحفاظ على المناطق الخضرة، ومناطق الأنشطة العامة قدر براينت بارك وهي حديقة عامة مجانية ذات مواصفات خاصة جدا.
لماذا هذه الحديقة ذات مواصفات خاصة جدا، الإجابة ببساطة إنها نجحت في تغير المفهوم الخاص وتحويله للمنفعة العامة.
حديقة براينت التي تبلغ مساحتها حوالي 10 أفدنة، تحولت إلى مركز ومنارة ثقافية، بعد أن كان معروفا عنها اسم "نيدل بارك" بسبب شعبيتها بين متعاطي المخدرات في المدينة.
ففي عام 1980 تأسست شركة لتجديد وإدارة وتشغيل براينت بارك لا تهدف الربح، ونجحت الإدارة الجديدة في تطبيق الإدارة الخاصة المدعومة بالتمويل الخاص وخلق كيان عام ناجح ونافع للجماهير التي يتجاوز عدد المترددين عليها 12 مليون زائر في العام ، وهي لا تخدم سكان نيويورك فقط بل تعد مزارا سياحيا وتقدم كل أنشطتها مجانا.
وفي الحديقة تستطيع أن تقضي يومك متنقلا بين جنابتها دون ملل، فهي أشبهه بنادي اجتماعي مجانا لكل المستويات، رغم كونها – أي الحديقة – تقع وسط أغلى مناطق نيويورك منطقة الأثرياء غير أنها تعج بكل المستويات الإجتماعية.
وبراينت بارك تتميز بالعديد من الأنشطة التي تتم عبر جنابتها منها ملاهي للأطفال وركن للعب الشطرنج و"تنس الطاولة" وملعب جولف مصغر وركن للقراءة و ركن لليوجا وآخر رياضات المختلفة، وركن لمتابعة عروض الأفلام المجانية في الهواء الطلق حيث يتم عرض فيلمين في يوم محدد، وفى الشتاء يتم تحويل المنطقة الخضراء إلى ساحة للتزحلق على الجليد بوصفها رياضة مناسبة للشتاء ومع الربيع تتحول نفس المساحة إلى حديقة غناء ، ويحد المنطقة بازارات تضم العديد من البضائع التي تناسب كل الأذواق، إلي جانب المطاعم والكافيتريات على كل الأشكال، يمكننا القول أن سنترال بارك نادي اجتماعي على مساحة 10 أفدنة وسط مانهاتن ويقدم خدماته مجانا للجميع.
ومع أن الحركة الدءوبة والسريعة الإيقاع خارج حدود براينت بارك، فإن دخول المرء إلى حدود الحديقة ومتابعة ما يدور حوله يشعرك بالسلام الداخلي وهدوء النفس رغم برودة المناخ، هذا السلام غير من طبيعة الفطرية للحمام الزاجل وجعله يسير بين المارة بكل ثقة ولا يحلق في الفضاء البعيد.
ورغم التغير الواضح للمناخ، فإن وجود مثل هذه الحدائق في كل العواصم والبلدان يساعد على الحد من الكوارث المناخية.
