إنها مصر

الشعوب لا تعيش بالوعود !

كرم جبر
كرم جبر

آلاف المشروعات التى يصعب حصرها، وما لا يتم الإعلان عنه كثير، ومن أراد أن يعرف مستقبل مصر، ينظر إلى المشروعات العملاقة التى تنشق عنها الأرض فى كل المجالات، إنها دولة جديدة تغير وجه الحياة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام أجيال المستقبل، ليدركوا أن وطنهم دخل سباقا مع الزمن، ولم يضيع دقيقة واحدة، فالشعوب لا تعيش بالوعود وإنما بالإنجازات، وسوف يذكر التاريخ للرئيس والشعب أنهم كانوا أعظم البنائين.
يختلف بعض المصريين حول اولويات المشروعات الكبرى، بينما تتحارب شعوب اخرى فى صراعات مسلحة، فتهدم ما كان موجودا ولا تبنى طوبة واحدة، فأيهما افضل: نبنى ونتحاور، ام نهدم ونتعارك؟
>>>
لدغنا من جحر التطرف عشرات المرات، ابتداء من منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما التقط التطرف شباب الجامعات، بنفس الدعاوى والخطب التى كان يرددها عمرو خالد وبطانته، فصنعوا منهم إرهابيين، قتلوا أكثر من مائة جندى شرطة بعد صلاة فجر عيد الأضحى بعد حادث المنصة فى بداية الثمانينيات، وانطلقوا يشعلون النار فى كل مكان، وتجسدت المأساة الكبرى فى اغتيال السادات فى المنصة.
صناعة الإرهاب تبدأ ببث أفكار تفرش الفضاء بالتطرف، ويأتى بعد ذلك من يستكمل دورهم، بالتقاط العناصر المهيأة، وتزويدها بالغضب والكراهية والحقد على المجتمع، واستثمار الفقر والبطالة والاحتياج، فى إشعال روح التمرد، بعد أن زين لهم تلك الأفكار دعاة يرتدون الملابس الفاخرة والعطور والساعات، وتركوهم يسقطون على أرض الواقع المليء بالتحديات والأزمات.
لعبة هؤلاء الدعاة محفوظة ومفهومة، والغريب أنها تجد دائماً من يمهد لها الطريق ويعيد بعثها وانتشارها، رغم اكتشاف الرأى العام للمداهنة والخداع، واستثمار الدعوة فى اغتراف الملايين، والعيش عيشة الملوك والأمراء، صحيح أن الغِنى ليس حراماً، ولكن أن تقول ما لا تفعل فى أمور الدعوة فهو الحرام بعينه.
>>>
الأجيال الشابة المهيأة للتطرف، محاصرة بتلال من المشاكل التى تصعد بها إلى الهاوية، وتقدم لهم جماعات التطرف حلولاً سحرية، جرى استخدامها وتجريبها فى الفترات الماضية، فاليأس من الحياة، يلتقطه داعية يفرش له الأرض بالأحلام الوردية، ثم يقع فى براثن آخر.
الحرب ضد الإرهاب تبدأ من ايقاظ العقول ضد التطرف وتطهيرها من الأفكار الأشد خطورة من الألغام والقنابل والمتفجرات، وإنقاذ المؤهلين للإرهاب من الوقوع فى براثنه، والظروف الراهنة لا تتطلب النوم فى بلهنية ظناً بأن الخطر قد زال، أو فى طريقه إلى الزوال، فمعروف عن الإرهاب وجماعته، أنهم يلجأون إلى الكمون، والاختباء تحت الأرض، إذا كانت قبضة الدولة شديدة.
>>>
المتطرفون يختبئون فى الجحور، أملاً فى الخروج ولو من خرم ابرة، مما يتطلب اليقظة التامة، وتجديد الدعوة إلى إحياء خطاب دينى وقائي، يحمى الواقفين على أبواب الإرهاب من الدخول، ويستعيد الوعى والضمير، ويوقف الخطر الداهم الذى يتسلل كخيوط العنكبوت.