أكد خبراء عسكريون أن قاعدة برنيس العسكرية التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، تؤمن البعد الاستراتيجي جنوب حدودنا، وتحافظ على مقدراتنا الاقتصادية، كما أن المناورة التي أجريت تبعث برسالة تحذير للمتربصين بأمننا ورسالة طمأنة للمصريين.
وقال العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للدراسات الإستراتيجية، إن مناورات اليوم، أظهرت قدرات القوات المصرية وكفاءتها في استيعاب التنوع بمصادر التسليح، حيث ظهر الطيارون المصريون بالمقاتلة الروسية "ميج 29"، إلى جوارها الأمريكية "إف 16" المعدلة، ومعهما الرافال الفرنسية، في تنسيق واضح ويجمعهما هدف واحد.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن المناورة اليوم تبعث برسالة تؤكد على أهمية الدور المصري، في تأمين ليس فقط حدود مصر، ولكن يمتد إلى تثبيت أركان الأمن في المنطقة بأثرها التي تعد بوابة تجارية مهمة للجميع.
وأشاد «راغب» بالموقع الجغرافي للقاعدة العسكرية الجديدة التي افتتحها الرئيس السيسي بـ"برنيس" في أقصى الجنوب على ساحل البحر الأحمر، حيث تقع على لسان داخل البحر الأحمر، مما يجعلها نقطة إستراتيجية "حاكمة " على الجزر المنتشرة في البحر الأحمر، وتطل على جنوب البلاد وتؤمن البعد الاستراتيجي جنوب حدودنا بعد خط 22، كما يمتد دورها شمالا حتى قاعدة سفاجا التي تبعد عنها 270 كيلو.
وأوضح «راغب» أن إنشاء قواعد عسكرية وطنية تؤكد علي السيادة المصرية والإرادة السياسية التي ترفض إقامة أي قواعد أجنبية علي أراضينا، وتعد قاعدة برنيس إضافة كبيرة للقوة البحرية والجوية، بهدف الحفاظ علي مقدراتنا الاقتصادية التي بدأ العمل على استكشافها في البحر الأحمر، عقب ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن مشاركة زعماء وقادة من مختلف الدول، يحمل رسالة قوية بأن مصر حجز الزاوية في الأمن القومي العربي ولجنوب المتوسط.
من جانبه أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، أن القوات المسلحة تعمل بشكل دوري ومستمر، على رفع كفاءة الجيش من أجل إظهار قوة مصر العسكرية، وذلك في ظل الأحداث الجارية في دول الجوار، وهو مايعد تحذيرا لأي قوة تحاول الإقتراب من الحدود المصرية.
وأضاف أن قاعدة «برنيس العسكرية» تُعد أكبر قاعدة جوية بحرية في منطقة الشرق الاوسط، الأمر الذي يجعل الجيش المصري في مقدمة تصنيفات الدول عسكرياً في تلك المنطقة، وستقوم بتأمين الملاحة في البحر الأحمر من باب المندب إلى قناة السويس.
وأوضح «مظلوم» أن إنشاء مثل تلك القواعد، شهادة قوية لاثبات قدرات القوات المسلحة، أمام العالم أجمع، وإبراز الجهود التي تقوم بها في تأمين الحدود وتحقيق الإستقرار داخل الدولة، وهو ما يبعث برسالة طمأنة للشعب المصري.
وأشار إلى أن «القاعدة قاعدة عسكرية جوية بحرية، تستوعب جميع أنواع الطائرات حسب طبيعة العمليات، فهى قاعدة قائمة بذاتها، حيث تحوي أرصفة تخزين بضائع، ومحطة تحلية مياه البحر، ومطار دولي».
وفي سياق متصل قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، إن قاعدة برنيس العسكرية ومناورة قادر 2020، رد قوي وحاسم على الشائعات التي تُحاول الدول المعادية بثها، ورسالة طمأنة للمصريين عن شكل قوة جيش مصر العظيم.
وأضاف أن قاعدة برنيس العسكرية، تدعم الجهود البحرية المصرية في البحر الأحمر، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على تحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أن اختيار هذا المكان تحديدًا قد يرجع لوجود أطماع في البحر الأحمر من دول الجوار.
وأوضح «سويلم» أن المناورات التي تجريها القوات المسلحة تعكس مدى قوة مصر العظمى في الخارج ورسائل لدول الغرب، مفاداها عدم السماح بأي تهديد لمصالحنا في البحر الأحمر.
