نهار

موليير مصر...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

بعد أن قرر يعقوب صنوع تأسيس مجلة جديدة،حدث أن كان فى زيارة لبيت الأفغاني، وعندما خرج من عنده عائدا إلى بيته، أحاط به المكارية (العربجية) وكان كل واحد منهم يريد أن يختار صنوع حماره، فيناديه (ده يا أبو نضارة)..فيرد الآخر(لا ده يا أبو نضارة)..أعجب صنوع بالنداء، وقرر أن يختاره اسما لصحيفته، واسما يوقع به أيضا بعض كتاباته، بما يوحى به، من أن صاحبه (رجل يرى من بعيد)...هكذا اختار يعقوب صنوع اسم (أبو نضارة) من نداء العربجية..مثلما كانت شخصيات مسرحياته ولعباته التياترية مستمدة من الواقع المصري، ومن الشخصيات الشعبية والتراثية...فهناك شيخ الحارة، والفلاح، وأبو السباع والمقصود به الخديو إسماعيل..وهناك (نوبار الأطروش)!! والمقصود به رئيس مجلس النظار نوبار باشا...بينما بقية الوزراء بالمسرحية، يسميهم (أبو شفاتير، أبو ضب، أبو قبقاب، أبو برغوث)!!..ويسمى العامة من المصريين(مجدع، عنتر، نصر)...
أطلق الخديو إسماعيل على يعقوب صنوع لقب(موليير مصر)..برغم انتقاد صنوع الدائم للخديو إسماعيل فى مسرحياته،وتناوله لقضايا اجتماعية وموضوعات سياسية، تقاوم الظلم والتخلف، وتدافع عن أحوال المواطن المصرى البسيط...وتنتهى معظم اللعبات التياترية نهاية ثورية، بالانتقام من ظلم الحاكم،وهو ما أدى إلى إغلاق مسرح صنوع أكثر من مرة،كما أشار الناقد جرجس شكرى فى مقدمته لكتاب د.نجوى عانوس»يعقوب صنوع رائد المسرح المصرى ومسرحياته المجهولة»....
المثير للدهشة أن معظم مسرحيات يعقوب صنوع،تتناول قضايا سياسية واجتماعية، برغم انتمائه الماسوني، وتأسيسه لأكثر من محفل ماسونى فى القاهرة، يشترط على أعضائه الابتعاد تماما عن السياسة والدين..!!