إضاءات

حبر على ورق !

عاطف النمر
عاطف النمر

فى عهد د. محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق تم توقيع أكثر من بروتوكول تعاون مع وزارات ومؤسسات فى الدولة والمساحة لا تكفى لسردها، وعندما نسأل عما تحقق من هذه البروتوكولات لا أعتقد أن هناك إجابة لدى أحد، وكأنها كانت مجرد « حبر على ورق» أو ما تم تنفيذه منها تم نسيانه تماما، لأن الآفة المعتادة فى دولاب الحكومات المتعاقبة أن كل وزير جديد لا يلتفت لاستكمال ما تم توقيعه من اتفاقيات تعاون، ويبدأ بتوقيع بروتوكول جديد !.. وعندما تولى د. جابر عصفور وزارة الثقافة فى عهد وزارة الفريق أحمد شفيق التى استقال منها سريعا، وفى عهد توليه الوزارة الثانية التى غادرها بعد صدام مع التيارات الدينية، وقع د.عصفور ما يقرب من 12 بروتوكول تعاون، بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم فى أكتوبر 2014 تمخض عن مشروع « مسرحة المناهج» الذى ثبت فشله وتوقف، وبروتوكول تعاون مع وزيرة القوى العاملة والهجرة فى نوفمبر 2014، وبروتوكول تعاون مع وزارة التنمية المحلية فى نوفمبر 2014 لدعم الأنشطة الثقافية بالمحافظات ومواجهة ثقافة الإرهاب والعنف وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وبروتوكول آخر مع وزارة الشباب والرياضة، وبخروج د. جابر عصفور من وزارة الثقافة لم يسأل أحد عن مصير بروتوكولات التعاون التى تم توقيعها وتحولت بمجيء وزير الثقافة الجديد إلى «حبر على ورق»، مما يثبت أن خروج الوزير والإتيان بوزير آخر لا يعنى أن هناك تواصلا واتصالا، وأن كل وزير جديد يبدأ ببروتوكول جديد مع أن أدراج وزارته متخمة بما تم توقيعه من بروتكولات تعاون بالفعل يمكن تطويرها وتحديثها إذا استدعى الأمر بدلا من أن نضع نقطة ونبدأ من أول السطر !.. دليلى على ذلك بروتوكول التعاون الذى وقعته منذ أيام وزيرة الثقافة الفنانة القديرة د.إيناس عبد الدايم مع وزير التربية التعليم، وكانت وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم فقدا الذاكرة ولا يعلمان أن هناك بروتوكولا سابقا تم توقيعه فى عهد د. جابر عصفور، وفى البروتوكول الموقع مؤخرا يدور الحديث عن «مسرحة المناهج» مرة أخرى، ومشاريع تخيلية أخرى لا أعتقد انها تتفق مع الامكانات المادية واللوجيستية التى يفرضها الواقع !.. كذلك وقعت وزيرة الثقافة بروتوكول تعاون مع وزير الشباب والرياضة، وكأن البروتوكول الذى وقعه د. جابر عصفور مع نفس الوزارة من قبل قد تبخر ولا وجود له بين أضابير وملفات كل وزارة منهما،وأرجو ألا تكون البروتوكولات الجديدة مجرد إعادة تدوير ما مضى من بروتوكولات تنتهى بمجرد التوقيع عليها فتتحول لحبر على ورق، أتمنى أن نرى تجسيدا حقيقيا لمشاريع مشتركة تنتج عن البروتوكولات التى وقعتها الوزيرة النشيطة د.إيناس عبد الدايم !