بدون تردد

شكوك مصرية فى الموقف الإثيوبى

محمد بركات
محمد بركات

ليس لدى توقعات متفائلة بخصوص المفاوضات الجارية حاليا فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بين مصر والسودان وإثيوبيا، على مستوى وزراء الخارجية والرى فى الدول الثلاث، وبحضور ومشاركة وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى.
بل العكس هو القائم، حيث يراودنى الكثير من الشك فى الموقف الإثيوبى، بعد ان خيبت «أديس أبابا» كل ظنوننا الحسنة فيها وأحبطت نوايانا الطيبة تجاهها، ومارست كل صنوف التعنت خلال الجلسات التفاوضية الأربع الأخيرة وما سبقها أيضا من مفاوضات طوال الأعوام الماضية.
وقد تزايد الشك نتيجة هذا التعنت الإثيوبى، وحرصها الدائم على وضع العقبات أمام فرص الحل، واحباطها لكل السبل المؤدية لتوافق بين الدول الثلاث، حول حلول للخلافات القائمة بخصوص المدة الزمنية لملء الخزان، والقواعد المنظمة لتشغيل السد، بما يحقق مصلحة الجميع، ولا يؤدى إلى الاضرار بدولتى المصب مصر والسودان.
وفى ظل السلوكيات المتعمدة من الجانب الإثيوبى، ورفضهم المستمر لكافة الاطروحات والمقترحات المصرية لحل الخلافات، بات واضحا سعيهم الدائم للمراوغة وإضاعة الوقت، حتى يتم الانتهاء من بناء السد، تمهيدا لفرض الأمر الواقع على بقية الأطراف وخاصة مصر.
وفى ذلك يصبح مؤكدا أن الطرف الإثيوبى كان ولا يزال يسعى لفرض السيطرة على مياه النيل الأزرق، وملء وتشغيل السد وفقا لمصالحه هو فقط ودون مراعاة للمصالح المائية لدول المصب وخاصة مصر.
والسؤال الآن.. هل يستمر الجانب الإثيوبى على ما هو عليه من تعنت ورفض للمقترحات الايجابية التى تقدمت بها مصر؟!،...، أم يتخذ موقفا أكثر مرونة وايجابية؟!،..، هذا ما سنعرفه اليوم فى نهاية المفاوضات.