فى الصميم

الولاء للعراق.. فقط!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

بعد كل ما شهده العراق الشقيق فى الأيام الماضية من وقائع الصراع على أرضه بين أمريكا وإيران.. عادت الحقيقة العراقية لتفرض نفسها!
والحقيقة العراقية التى يحاول أن يتهرب منها الجميع هى هذه الجماهير التى عادت لتملأ ساحات التظاهر وهى ترفع شعارها الواحد «ولاؤنا للعراق».
هذه الجماهير التى خرجت قبل أسابيع وهى تجمع كل أطياف العراق بعيدا عن الحزبية والطائفية ولغة الميليشيات. تعلن أنها قد سئمت من الذين استولوا على الحكم ليقتسموا الغنائم وينشروا الفساد ويجعلوا الولاء للميليشيات قبل الولاء للوطن، ويتركوا العراق ساحة للحروب بالوكالة.
تحملت هذه الجماهير تآمر الجميع عليها. قدمت مئات الشهداء، وآلاف الضحايا وصمدت.. وواجهت حملات الاتهام المضللة لأنها طلبت أن يعود العراق لأبنائه. وها هى الآن بعد الصدام المباشر على أرضها بين أمريكا وإيران ترفض أن تكون وقودا لهذا الصراع، وتعلن أن ولاءها الوحيد هو للعراق الذى لا ينبغى أن يكون فى همجال للتدخل الأجنبى أو لنفوذ «الغرباء» كما سماهم الإمام «السيستانى» وهو يؤكد مرة أخرى أن الكلمة الأولى والأخيرة فى مستقبل العراق لابد أن تكون لشعبه وليس لأى جهة أخرى تدعى الولاية أو تغتصب السلطة.
مستقبل العراق لن يكون فى الانحياز لهذه الدولة أو تلك التى تتصارع الآن على أرضها، ولن يكون فى يد ميليشيات ترفع أعلام الطائفية وتتاجر بالأديان، ولن يكون فى يد سياسيين زاوجوا بين الطائفية والفساد. مستقبل العراق يصنعه هؤلاء الذين خرجوا إلى الساحات يتحدون الظروف ويعبرون حواجز الطائفية والخلافات الزائفة. يتوحدون وهم يطلبون استعادة العراق لأبنائه. يرفضون أى ولاء إلا للعراق وحده.
رغم القنابل والصواريخ وصراع الدول وحروب الميليشيات.. تبقى الحقيقة عند هؤلاء الصامدين فى الساحات يطلبون الوطن.