حكايات| فساتين زفاف وهدايا غرامية.. جولة بمتحف ذكريات «الحب الضائع»

مقتنيات تركها المحبون بعد الفراق
مقتنيات تركها المحبون بعد الفراق

هل انتهت قصة حبك للتو بالفراق؟، هل قلبك محطم جراء زيجة أو خطبة فشلت فكان مصير كلاكما البعد والهجر؟ هل تود القضاء على ذكرياتك العاطفية السابقة بقذف هدايا حبيبك نحو سلة المهملات أو تمزيق الرسائل الغرامية التي كانت بينكما؟.. مهلا لا تقدم على ذلك فربما تلك المقتنيات التي تود التخلص منها سيصبح مكانها «متحف» وتصبح على المشاع أمام الجميع لتروي جزء من حياتك كان الأهم يوما ما.

في كرواتيا وتحديدا عام 1999، ارتبط النحات دراين جروبيشيتش بمنتجة الأفلام أولينكا فيشتيكا، وكأي ثنائي كانت علاقتهما تمر بالكثير من الضغوط والكثير أيضا من الحب والاستقرار، وفي إحدى المرات مزحا سويا واقترحا إقامة متحف يضم مقتنياتهما وهداياهما لبعضهما، لكن لم تلبث تلك العلاقة أن تتم عامها الرابع حتى اتخذ الثنائي قرارا بالانفصال على أن يحتفظا باحترامهما لبعضهما، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أرادا الاحتفاظ بذكرياتهما سويا ونقلها في مكان كي يراها العالم وتصبح كالأثر.


عقب انتهاء علاقة جروبيشيتش وفيشتيكا بحوالي 3 سنوات وتحديدا في 2006، قرر الحبيبان المنفصلان بصورة جدية إقامة متحف يضم مقتنياتهما، بل وأرادا التوسع في الأمر فاتصلا بأصدقائهما ومعارفهما للتبرع باحتياجاتهمم وهدايا علاقاتهم «العاطفية» وبالفعل افتتح المتحف في مدينة زغرب الكرواتية.


أراد الثنائي لفت انتباه واهتمام وزارة الثقافة الكرواتية أملا في الدعم ولإيجاد موقع مؤقت للمتحف، إلا أن المحاولات كان مصيرها الفشل مما اضطرهم إلى القيام باستثمار خاص واستئجار مساحة 300 متر مربع (3200 قدم مربع) في مدينة زغرب، مما جعله أول متحف مملوك للقطاع الخاص في المدينة. 


في أعقاب نجاح وقبول الفكرة من قبل الكثيرين، لم يكتف كلا من جروبيشيتش وفيشتيكا ببدء فكرتهما في كرواتيا بل أرادا أن ينقلا التجربة للعديد من مدن العالم وبالفعل قاما بصحبة عدد من أصدقائهم بجولة حول العالم، حيث زارا الأرجنتين والبوسنة والهرسك وألمانيا ومقدونيا والفلبين وصربيا وسنغافورة وسلوفينيا وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.


في الفترة بين أعوام 2006 و2010، عرضت مجموعة جروبيشيتش وفيشتيكا على حوالي 200 ألف زائر، وازدادت تبرعات محطمي القلوب لدرجة أن مدينة برلين الألمانية وحدها وصل منها 30 قطعة كتبرع في 2007. 


في 2010، تم افتتاح متحف «العلاقات المحطمة» -والذي يعمل طوال أيام الأسبوع- بصورة رسمية حيث أصبح جاهزا لاستقبال الزائرين، وفي مايو 2011، حصل المتحف على جائزة كينيث هدسون والتي قدمها منتدى المتحف الأوروبي، وهي جائزة تذهب إلى متحف أو شخص أو مشروع أو مجموعة من الأشخاص الذين أظهروا الإنجاز الأكثر غرابة والأكثر جرأة وربما المثير للجدل مع تقييم الجودة العامة والابتكار.


يعرض متحف العلاقات المحطمة، ما تبقى من العلاقات العاطفية والإنسانية ولم يقف الأمر عند المشاعر التي تحطمت، بل يعرض أيضا ما تحطم جراء الظروف الإنسانية السيئة، حيث تعرض كل قطعة ومعها قصتها على لسان صاحبها في سرد مميز وجاذب للزائر، عارضا اختلاف وتنوع الثقافات والهويات.


ينقسم المتحف لقسمين، أرشيفي وإلكتروني، ففي القسم الأرشيفي تعرض الصور الفوتوغرافية والرسائل المكتوبة مصحوبة بالتاريخ وأسماء أصحابها، إضافة إلى الهدايا العينية.


أما في القسم الالكتروني، فيمنح المتبرعين بمقتنياتهم مساحة كافية لتحميل الصور والمستندات على الأجهزة حيث تعرض على الزائرين.


متحف العلاقات المكسورة في لوس أنجلوس
وإعجابا بالفكرة الكرواتية الأصل، أقدم المحامي الأمريكي الشهير جون ب. كوين، على نسخ فكرة متحف العلاقات المحطمة ليقوم بتأسيس واحدا بمدينة لوس أنجلوس وذلك في عام 2016، وعلى مساحة 1000 متر مربع، إلا أنه أغلق في نوفمبر 2017 للبحث عن موقع جديد.

 

مفتاح القلب من سلوفينيا
«تحدثت معي عن الحب وقدمت لي هدايا صغيرة كل يوم وهذا واحدا منهم «مفتاح القلب»، لقد فهمت لماذا رفضت الزواج مني وإقامة علاقة معي، أدركت كم كنت تحبني فقط بعد موتك بسبب «الإيدز».

 

لعبة «سنوبي» من هولندا
«أهداني لعبة سنوبي في عيد ميلادي السابع عشر، كنا قد وقعنا في حب كلانا قبل ستة أشهر، تحديدا في 5 أكتوبر 1981». 


«بعد ثلاثين عامًا ، كان لدينا ثلاثة أبناء ، ومنزل جميل، لكنه وقع في حب امرأة أخرى واختارها...لقد كسر قلبي حقا حين أخبرني أنه لم يحبني في تلك السنوات الثلاثين وكان يخدعني أنا فقط لا أفهم شىء».

بطاقة بريدية من أرمينيا

«أنا امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا من يريفان عاصمة أرمينيا، زرت زغرب في عام 1967 والمدينة قريبة جدًا من قلبي. قرأت منذ وقت قريب في إحدى الصحف المحلية أن هناك متحفًا للعلاقات المحطمة، كنت حزينة وسعيدة لتلك الفكرة في نفس الوقت، هذه بطاقة بريدية تم إدخالها عبر فتحة باب بيتي منذ فترة طويلة من قبل ابن جيراننا، لقد كنا واقعين في حي بعضنا البعض لمدة ثلاث سنوات، ووفقا للتقاليد الأرمينية القديمة ، جاء والديه إلى منزلنا ليطلبوا يدي، لكن والداي رفضا مبررين رفضهم بأنه لا يستحقني، تركني حبيبي وعائلته وهم غاضبين وأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة. في نفس الليلة ، قاد حبيبي سيارته قبالة إحدى الأودية لكنها انقلبت به فارقني وفارق الحياة».

 

 

آلة القهوة من باريس نهاية 20 عامًا من القرن الماضي
«لوقت طويل كان يحب القهوة التي صنعتها له باستخدام آلة الإسبريسو التي أعطاني إياها، لفترة طويلة كان يحبني.  وفي إحدى الأيام ، لم يعد يحب القهوة التي صنعتها له باستخدام آلة الإسبريسو التي أعطاني إياها، لم يعد يحبني أنا أيضا وانتهى به المطاف إلى هجري». 


«حملت آلة الإسبريسو التي أعطاني إياها والتي صنعت القهوة التي أحببناها يوما سويا ووضعتها في الطابق السفلي من منزلي حتى لا أضطر إلى النظر إليها بعد الآن..لكن هيهات فإني حتى وبعد إبعادها عن نظري أذهب إليها في كل مرة لأراها وأتذكره».

ضفادع من ولاية إنديانا الأمريكية عمرها 36 عاما
«فارقت أمي الحياة عندما كان عمري 3 سنوات فقط، وتلك الضفادع اللعبة هي واحدة من هدايا عيد الميلاد القليلة التي قدمتها لي».

الحبيب المخادع.. لوس أنجلوس بالولايات المتحدة في 2015 
قصة مضحكة ومبكية في نفس الوقت، بدأنا نتحدث على تويتر لأول مرة، تقابلنا بعد 3 أشهر. كان لدينا الكثير من القواسم المشتركة وكنا نحب بعضنا البعض بعد 9 أشهر من العلاقة بدأت الأمور تتغير وأشعر بعدم الارتياح تجاه، اكتشفت أنه يتحدث إلى فتاة أخرى ويزعم أنها "ابن عمه"، تركته لكنه كان قادرًا على إعادة إلى العلاقة بعد شهر واحد».
«لم يتغير طبعه السىء، ظل خائنا وفي كل مرة يقدم حججا ومبررات واهية، تغيرت الأمور قررت أن أنهي العلاقة للأبد، لكنني كنت أحبه مما ترك بداخلي جرح كبير وألم، لكنني تعافيت بعد وقت قصير من وجوده بداخلي، وبعد 7 أشهر من انهيار علاقتنا، كنت أبحث في أشيائي القديمة ووجدت واحدة من رسائل الحب التي كتبها لي يوما انتابتني حالة من الغضب والحزن مزقتها إلى قطع صغيرة وحين جمعتهم مرة أخرى وجدت تلك العبارة الكاذبة، أكثر ما ألمني هو قراءة هذه الكذبة الكبيرة مرة أخرى».