الإثنين».. اجتماعات «الفرصة الأخيرة» لمفاوضات سد النهضة في واشنطن

سد النهضة
سد النهضة

شهدت مائدة المفاوضات «سد النهضة» ٤ اجتماعات فنية على مستوى وزراء مياه مصر والسودان واثيوبيا، تضمنت ٣٥ جلسة تشاورية مباشرة، لبحث النقاط الخلافية، غير أن الاجتماعات كلها انتهت إلى طريق مسدود، وتبقى الفرصة الأخيرة غدا فى واشنطن، حيث يجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث بوزارة الخزانة الأمريكية لتقييم مخرجات الاجتماعات الفنية.

وتوجه سامح شكرى وزير الخارجية إلى واشنطن للمشاركة فى الاجتماع كما يعقد خلال الزيارة عددا من اللقاءات مع الدوائر الأمريكية المختلفة لتناول أبعاد العلاقات الثنائية بين الدولتين والتشاور حول الأوضاع الإقليمية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وكشف مصدر مسئول فى مفاوضات سد النهضة أن مصر تمسكت خلال المفاوضات بمقترح الملء على مراحل تعتمد على هيدرولوجية النيل الأزرق ومراعاة التصرفات الخارجة من السد فى الظروف المختلفة، وليس عددا ثابتا من السنوات حتى يتم مراعاة حالات الجفاف وتجنب تأثيراتها السلبية على دولتى المصب خاصة فى حالات الجفاف الممتد، فاذا تكررت فيضانات مرتفعة يتم الاسراع بالملء واذا تكررت فيضانات منخفضة يتم ابطاء عملية الملء. وأوضح المصدر أن مصر طلبت أن يخرج الاتفاق حاميا لدولتى المصب من الأضرار الجسيمة التى يمكن أن يسببها سد النهضة، وأن تتخذ إثيوبيا إجراءات واضحة تحفظ قدرة السد العالى على مواجهة الآثار المختلفة التى قد تنجم عن ملء وتشغيل سد النهضة خاصة خلال سنوات الجفاف.

وأضاف أن مصر معنية بحالة الفيضان وليس عدد السنوات، وأشار إلى أن مفاوضات واشنطن ستدور حول ملء خزان سد النهضة وتشغيله لوضع قواعد ملزمة لكل الأطراف لتجنب حدوث أضرار جسيمة لدول المصب. واكد خبراء مصريون فى الموارد المائية والسدود أن واشنطن قد تستخدم أوراق الضغط التى تمتلكها بهدف دفع الأطراف الثلاثة لتقديم تقاربات مقبولة من أجل التوصل لاتفاق نهائى يرضى الجميع وتوقعوا أن تستمر وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى فى دفع وحث الأطراف المعنية على الإبقاء على مسار التفاوض السلمى وعدم اللجوء إلى لغة القوة أو التهديد.

وأوضح الخبراء أن هناك 3 احتمالات للحل بالنسبة للخلاف حول قواعد ملء وتشغيل السد خلال اجتماع واشنطن. الأول أن تطلب أمريكا من الأطراف الثلاثة إبداء قدر من المرونة الزائدة للوصول إلى حل والاتفاق على النقاط العالقة، ويتمثل الثانى فى مد فترة المفاوضات لمدة شهر أو أسبوعين، والاحتمال الثالث وأن يتم الإعلان عن فشل المفاوضات ودخول أمريكا كوسيط مباشر لمدة شهرين لحل النقاط العالقة. وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح بفشل المفاوضات حال دخولها وسيطا لمدة شهر أو شهرين للتفاوض حول النقاط العالقة، ومن ثم فالاحتمال الأول هو الأقرب إلى التنفيذ وفى حال الفشل سيتم دراسة الخطوات المقبلة. وأكدوا أن اجتماع واشنطن سيكون حاسما وفى حال استمرار إثيوبيا فى المراوغة سيتم إبلاغ الجانب الأمريكى بتعنتها.

وأكد د. محمود أبو زيد، وزير الموارد المائية والرى الأسبق وخبير المياه الدولى، أن خطوات مصر القانونية لحل قضية سد النهضة محددة وواضحة، تبدأ بمباحثات، وإذا ما تعثرت يتم اللجوء لوسيط، وإذا ما فشلت هذه الخطوة يتم اللجوء إلى الهيئات الدولية، وأخيرا الذهاب إلى محكمة العدل الدولية.

 

وتوقع أن يشهد اجتماع واشنطن الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة فى صورة اتفاق للضغط على الأطراف المعنية بهدف الإبقاء على مسار التفاوض حتى الوصول للهدف المنشود.

وأشار إلى أن مصر استنكرت فى بيان شديد اللهجة، مغالطات البيان الإثيوبى الأخير بشأن الاجتماع الوزارى لسد النهضة الذى عُقد الاسبوع الماضى، وأكدت رفضها بيان الجانب الإثيوبى جملة وتفصيلًا.