بسم الله

ضجيج بلا طحين !

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

تعودنا على الصوت المزعج لماكينة الطحين ونحن أطفال فى قريتنا الكفر الجديد بالدقهلية ، وكانت ماكينة مميزة تحول القمح إلى دقيق ، والارز الشعير إلى أرز أبيض ، وكان يملكها أحد أعيان القرية ، رحمة الله عليه الحاج مختار الهوارى، وسمعنا عن المثل الشائع «ضجيج بلا طحين» ، عندما يتم تسخين الماكينة أو صيانتها بلا إنتاج أو عندما لا يتم تغذيتها بالمادة الخام فى التجارب ، فتحدث صوتا مزعجا دون انتاج ، تذكرت ذلك وأنا اتابع الحديث الممتع الذى أجراه الصديق العزيز على حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط مع وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم.
لقد أتحفتنا الوزيرة بأحلام وردية وخطط واستراتيجيات ، دون أن نجد شيئا مما تقول على أرض الواقع ، رغم تنبيه الرئيس عبد الفتاح السيسى عليها فى اجتماع خاص بحضور رئيس مجلس الوزراء ، بأهمية الثقافة فى تنمية وتطوير الوعى القومى ، ومواجهة الافكار المتطرفة، وضرورة أن يكون هناك دور لهيئات الوزارة فى ذلك ، قالت الوزيرة ضمن ما قالت إن الوزارة تعمل على مواجهة التطرف الفكرى ، وأسأل: هل هناك برنامج أو حدث فعلى تضمن ذلك؟ لا مسرح للدولة الآن، ولا سينما، ولا إنتاج ثقافى يغزو الدول العربية كما كان يحدث فى الماضى، بل غزتنا فى عقر دارنا الثقافة التركية والخليجية ، أغلب الدراما مستوردة ، إلا من ثقافة البلطجة التى انتشرت منذ سنوات ، وغيرت من قيم وأعراف الشعب المصرى ، حتى النجوم والمبدعون اختفوا ، بعد أن ساد غثاء ما يسمونه فن المهرجانات والشوارع والحوارى والأزقة.
الوزيرة تقول إن المواجهة للفكر المتطرف تتم من خلال الكتاب والسينما والمسرح والفنون المختلفة، حيث تم وضع خطة لتنفيذ أنشطة توعوية تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة لمواجهة التطرف فى مختلف المحافظات، بالتعاون مع وزارات الشباب والرياضة، والتضامن، والأوقاف وكذلك المجلس القومى للمرأة وغيرها. أرجو أن يزور أى مسئول هذه الهيئات التى تتحدث عنها الوزيرة ليكتشف سوء الأماكن والادارة ، حتى يتوه الزائر فى أضابيرها.. أتمنى أن تتحقق أحلام وطموحات الوزيرة.
دعاء : رﺑﻨﺎ اﻓﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ وأﻧﺖ ﺧﻴﺮ اﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ.