حكايات| باب خلفي للتحرش.. العالم السري لـ«موديلز» الملابس والبشرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بسرعة الصاروخ ولهواة الربح السريع، فرض مجال التجميل والعمل كـ«موديل» سواء للملابس أو الميكب أو أدوات البشرة نفسه بقوة، وفيه جميع الفتيات مطلوبات من أجل ترويج غير عادي.. لكن ما المقابل؟
 

كثير من الفتيات لجأن إلى عالم عارضات الأزياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتحسين دخلهن بشكل سريع وللشهرة والظهور؛ حيث بات الباب مفتوحاً للجميع حتى المجبات، ويتراوح مقابل السيشن الواحد ما بين الـ٤٠٠ جنيه إلى ٢٠ ألفاً.
 

عدد ضخم من «الجروبات» على «فيسبوك»، تتضمن العديد من المنشورات، منها فتيات جديدة في عالم «الموديلز» وتريد تكوين سيرة ذاتية «داتا» مليئة بالصور، وكذلك «ميكب أرتيست» تبحث عن موديلز لاستخدامهم في دورات تدريبية أو للحصول على داتا  متنوعة لعرضها والترويج عن إمكانياتهم في التجميل.
 

عروض مختلفة تتضمنها الجروبات لمصور يريد فتيات بمواصفات معينة؛ حيث يحدد الطول والوزن ومحجبة أو بدون، وغالبا ما يتم طلب وضع صور في التعليقات للراغبات حتى يتم الاختيار من بينهن، ومحلات ملابس تبحث عن عارضات لعرض كوليكشن أزياء، ويتم عرض السعر خلال المنشور.
 

منشور صغير لموديل مبتدئة لعرض ملابس المحجبات والميكب، رفعته إحدى الفتيات كان كفيلا بجلب عدد لا بأس به من الرسائل، إحداها من فتاة سودانية وهي عارضة، وتعمل مع شركة جديدة في مصر للعبايات الخليجي، ويبحثن عن عارضات للتعاقد معهن بشرط إجراء مقابلة شخصية للتأكد من الجدية وتطابق المواصفات وللاتفاق على الراتب، وخلال الرسائل أكدت أنه سيتم عمل عقد عمل في حالة الاتفاق.
 

وجاءت رسالة أخرى من خبيرة تجميل، تريد تكوين داتا لنفسها، والمقابل الحصول على الصور بجودة عالية واستخدامها فيما بعد، ونفس الرسالة من مصور يريد وجوه جديدة والمقابل الصور أيضا.
 

أما أسعار «السيشن» فبدت متفاوتة فعرض 10 قطع من «العبايات» كان بسعر 350 جنيها، ويتم التصوير بواقع مرتين في الشهر أي 700 جنيه خلال ساعات قليلة في الشهر، ويمكن للعارضة زيادة عدد القطع التي تعرضها وبالتالي تحصل على أجر أعلى.
 

وبلغت قيمة السيشن لملابس الكاجوال للمحجبات حوالي 600 جنيه، وترتفع كلما تخلت الفتاة عن الملابس بشكل أكبر والأعلى أجرا «اللانجيري والملابس الداخلية» فتتراوح ما بين 15 إلى 20 ألف في السيشن الواحد، حتى وإن كان التصوير بدون إظهار الوجه.
 

ربما يكون كل ما سبق «تجارة بالتراضي» لكن الأزمة أن بعض الرسائل لا تخلو من التحرش أو العروض الإباحية بطرق جديدة، بعرض مبالغ كبيرة في محاولة للتأثير.

تحرش بمحجبة
 

«م.م» فتاة تبلغ من العمر 30 عاما، تحدثت عن قصة بحثها عن عمل كعارضة أزياء، فقالت: «أنا محجبة وكنت أندهش كثيرا عند التعرض لرسائل تحرش، ولكن الأبرز كان رسالة مضمونها: مطلوب موديل، كيرفي، وأوفر كيرفي، وميك اب ارتست، الموديل لشخصيات كرتونية متحركة مثل الألعاب الإلكترونية، وأفلام الكرتون وشخصيات الفانتازيا، والمشروع  بيبدأ من 800 دولار ويصل إلى 1200 دولار و3 آلاف دولار وأكثر».
 

وتستكمل قصتها: «تواصل معي حساب لفتاة تبدو أنها لبنانية، تدعي أنها مسوقة فقط ولا تعمل للشركة تطلب صورة والرقم حتى يتم التواصل من خلال الإدارة، لكن عند سؤالها عن صفحة وموقع الشركة، كان ردها بأن التفاصيل مع الإدارة، وطلبت مني ترك رقمي وصورتي حتى ترسلها للشركة».

«بعد أقل من دقيقة اتصل بي أحد الأشخاص، وأخبرني أنه يعمل ضمن فريق عمل وليسوا شركة وأن مقرهم طنطا لذا سيبحث عن مقر في القاهرة، وكان سؤاله الأول هل لديك مقر يمكن التصوير به في القاهرة نظير مقابل مالي فأخبرته بأنني أعمل (فري لانس)، وبالتالي ليس لدي مكتب أو مكان يصلح للتصوير».

 

وبدأ يتحدث معي عن المشروع الذي يحضر له وأنه كارتون يقرأ حركات الجسم ويترجمها فيتم تصوير الجسم في أوضاع مختلفة مثل الوقوف والجلوس وحركات مختلفة لليد وغيرها، ثم بدأ يسأل في بعض التفاصيل مثل شكل الجسم وأوصافه وتساؤلات مثل «هل أنت كيرفي؟، هل لديك بطن ممتلىء، هل ...» وقبل أن يكمل سؤاله الثالث الذي بدا تلميحا للتحرش بشكل مختلف وكان ظاهرا من التحول في نبرة صوته، وقبل أن يتمادى أكثر تم إغلاق الخط في وجهه، لأنه تم التأكد بأنها طريقة مبتذلة للتحرش.

منتجات البشرة

فتاة أخرى روت قصتها لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلة: «أبلغ 34 عاما، وأعمل في مجال العارضات منذ عامين تقريبا، بدأ الأمر بصديقة لي افتتحت متجرا لبيع منتجات للبشرة، وطلبت مني التسويق لها من خلال الظهور في بعض الصور ووافقت، ثم إنهالت علي العروض بمبالغ مناسبة فوافقت ودخلت هذا المجال».
 

بدا المجال في البداية لطيفا، حيث كانت تصلني الهدايا لعمل تقييم كإعلان عبر حسابي، مقابل المنتجات، ثم مبالغ مالية نظرا لزيادة عدد المتابعين، وكنت أوافق على أي عرض فكان أجري في الشهر يصل أحيانا لـ8 آلاف جنيها، إضافة إلى دعوتي لمطاعم والسفر مع شركات سياحة والترويج لها، والترويج لملابس تصلني هدايا.

ولكن قررت التوقف مدة، بعد رسالة من فتاة أخبرتني أنها ميكب أرتيست مبتدئة وتريد مساعدتي بعمل ميكب لي مقابل الصور، وفي المقابل أقوم الترويج لها عبر صفحتي، ووافقت لمساعدتها، وسألتها عن مكانها فأخبرتني أنه ليس لديها مكان سوى منزلها، ولم أشك في الأمر، وذهبت للمنزل في المعاد المحدد ومن حسن الحظ أن صديق لي أوصلني وأخبرني أنه سيكون في محيط لإيصالي بعد الانتهاء.
 

في البداية فتحت لي من ادعت أنها خبيرة التجميل، وطلبت مني غسل وجهي في الحمام جيدا، وعندما خرجت كانت الصدمة حيث وجدت رجلا بدلا منها ويعرض علي مبلغ مالي مقابل مرافقته، فخرجت مسرعة إلى الخارج دون كلمة واحدة إثر الصدمة.