خواطر

من أجل إعلام وطنى محترف ؟

جلال دويدار
جلال دويدار

ينتهز الرئيس السيسى كل فرصة متاحة لإبداء اهتمامه بالإعلام وحتمية تصويب مساره من أجل الصالح العام وصالح المهنة. يأتى ذلك إيمانًا بالدور المهم الفاعل للوسائل الإعلامية فى تشكيل الرأى العام على أسس سليمة ركيزتها القيم والانتماء الوطنى.
نصائح الرئيس نابعة من سوء أداء بعض هذه الوسائل بالشكل الذى يلحق الضرر بالوطن والمجتمع. حرص دائما على أن يؤكد تطلعه إلى إعلام واع يساهم فى بناء الدولة المصرية والحفاظ على أمنها القومى.
إدراكًا من جانبه لحقيقة راسخة تقوم على تعظيم دور ومكانة هذا الإعلام ورسالته جاء اجتماعه منذ أيّام بوزير الدولة للإعلام أسامة هيكل بحضور رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى. تركز حديثه بشكل أساسى على أهمية توافر الحرفية فى الأداء الإعلامى باعتبار أن غياب هذا العامل يفتح الطريق أمام الأخطاء والانحراف. طالب بالتنسيق بين كل الوسائل الإعلامية مع الحرص على عرض كل الآراء والاتجاهات والرأى والرأى الآخر إلى جانب العمل على ترسيخ قيم وثوابت المجتمع.
 كما شمل توجيه الرئيس دعم مفهوم الإعلام المحترف بما يتفق والتطور الكبير السائد عالميا. يأتى ذلك لزيادة قدرته على مواجهة الأخطار والشائعات والتفاعل السريع مع الأحداث المتلاحقة فى المنطقة. وشدد على ان ما يجب من مسئوليات ومعايير اعلامية.. الاهتمام بالشباب وبناء الإنسان المصرى.  كل ما جاء فى توجيهات وملاحظات الرئيس بشأن أحوال الأعلام.. تمثل فى بعض مواقفه التى تواصلت منذ أحداث يناير ٢٠١١
من المؤكد أن ما أبداه الرئيس متعلقًا بالإعلام قد لقى تفهمًا كاملًا من وزير الدولة للإعلام على ضوء خبرته وممارسته الميدانية الطويلة لهذا النشاط. يزيد من هذه الإمكانات توليه وزارة الإعلام سابقا ثم بعد ذلك لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب حيث قام بإعداد القانون الجديد للصحافة والإعلام الذى ينتظر التطبيق.
فى هذا الإطار عرض هيكل وجهة نظره حول الاستراتيجية الواجبة للإعلام لمسايرة التطورات الإقليمية والعالمية. أشار إلى أن ذلك يتطلب الاستفادة من كل الخبرات المتوافرة فى هذه المجالات.
 حول هذا الشأن فإننى أقول وأكرر أن إعلامنا انكشفت حقيقته منذ أحداث يناير ٢٠١١. ظهر ذلك جليًا فى سيطرة نزعة الجهل والسقوط المهنى والانتهازية فى تناوله ومعالجاته للتطورات. تخلى عن الحرفية والقيم المهنية والأخلاقية. كان لذلك دور فيما تعرض له الوطن من محن ومعاناة استمرت حتى الثورة الشعبية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣. هذا السلوك دفعنى فى أكثر من مقال الى وصف ما حدث ويحدث بأنه انحطاط اعلامى.
 هذا الاعلام حاول أن يكفر عن سقطاته بالوقوف إلى جانب ثورة ٣٠ يونيو. ما حدث يؤكد أن أهم ما نحتاجه ليكون لدينا إعلام محترف ومحترم ومسئول.. ضرورة الاهتمام ببرامج التدريب والتثقيف والتوعية لجميع الكوادر الإعلامية. إن ذلك يضمن اكتسابهم الحرفية والقيم الوطنية والأخلاقية المطلوبة. هذا التأهيل وبهذه الصورة يعد ضرورة ماسة للارتقاء والارتفاع بمستوى الأداء الإعلامى وتجنب كل ما يؤدى إلى تشويه صورته.