محمد البهنساوي يكتب: الأفضل بالغردقة.. والأسوأ في العباسية !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

- حدث وضيوف عالميين و١.٢ مليار متابع.. و«التنشيط» كالعادة ترفع شعار: «لا نرحم ولا نخلي رحمة ربنا تنزل»

- من المسئول عن اختفاء لافتات مصر وبيرشورات الدعاية وأفلام مصر السياحية عن سهل حشيش

- هل لدينا خطة للاستفادة من الزخم الكبير واستغلال تصريحات «أساطير الساحرة» عن مصر 

- «أبو علي» و «إستادات» أبهرا العالم.. ومصر جاهزة لإقناع «الفيفا» بالأفضل عالميًا 

- العناني غير مسئول.. لكنه مطالب بفتح ملفات الهيئة واتخاذ قرارات مصيرية عاجلة
 

حفل مبهج.. تنظيم رائع.. فكرة مبدعة.. وعالم منبهر بكل هذا.. هكذا وباختصار شديد يمكننا وصف حفل «الأفضل بأفريقيا» الذي تابعه العالم كله من قلب منطقة «سهل حشيش» الساحرة بمدينة الغردقة.. هذا الحفل الذي يترقبه سنويًا المهتمون بالرياضة وهم تقريبا العالم بأثره ليتعرفوا على الأفضل في القارة السمراء - أحد منابع الفن والإبداع وتفريغ النجوم للساحرة المستديرة - كما ينتظروا تعليقات الحضور الرفيع للحدث من نجوم الكرة بأفريقيا والعالم كله.. ويتابعوا بشغف تلك التعليقات عن الحدث وما يتعلق به من أحداث ونتائج واختيارات.. ولعل هذه المرة ربما كانت الأولى التي ينال التنظيم الرائع والأجواء الطبيعية والسياحية الساحرة المحيطة بالحدث جزء من الاهتمام بجانب الفائزين.. وهذا ما يهمنا الحديث عنه.

 


 
كل التقديرات تؤكد أن هناك حوالي ١.٢ مليار شخص حول العالم يتابعون حفل الأفضل بأفريقيا.. بجانب عشرات وربما مئات الملايين من المتابعين للنجوم المشاركين والحاضرين للحدث على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعي.. ولنا أن نتخيل كم المتابعة والاهتمام والدعاية والترويج للحدث والمكان الذي يستضيفه.. فما بالنا إذا كان المكان بحجم وشهرة وجمال مدينة الغردقة.. وهنا لابد من الإشادة بكل من ساهم في نجاح هذا الحدث وخروجه بهذا الشكل الذي شاهدناه.. وفي مقدمتهم بالطبع كامل أبو علي رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر.. فهو صاحب فكرة استضافة الحفل.. وسعى وبذل الجهد الكبير حتى تم توقيع الاتفاق قبل شهور قليلة مع أحمد أحمد رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف».. وتكفل بمبالغ كبيرة لاستضافة وتنظيم هذا الحدث وصفها «أبو علي» في تصريحاته أنها واجب عليه تجاه بلده وأنها لا تساوي مطلقا نجاح حدث يحمل اسم مصر.. واستغل «أبو علي» علاقاته الدولية في إحضار عدد كبير من النجوم المحليين والأفارقة والعالمين لإضفاء زخم كبير للحدث وهو ما تم بالفعل.. ونضم صوتنا لكامل أبو علي في دعوته لجميع المستثمرين بإقامة أحداث مماثلة في مختلف المجالات لترفع اسم مصر وتظهر حقيقة أمنها وأمانها أمام العالم باعتبار ذلك واجب وطني على هؤلاء المستثمرين.. وهناك أيضا شركة «استادات مصر» التي كان لها إسهاما كبيرا في التصوير والتنظيم وإخراج الحدث بهذا الشكل وكل من شارك بفكرة أو إضافة ليرتفع اسم مصر عاليا حتى أصبح هناك محاولات الآن لاستضافة «الأفضل» عالميًا في كرة القدم.. وأثق أن مصر سوف تفوز بها.

 

 

بالطبع كانت الفرحة ستكتمل بهجتها بحضور فخر مصر والعرب محمد صلاح.. وللأسف.. هناك بعض الأصوات المتربصة بمصر والتي تبث سمومها ضدنا من الدوحة دافعت عن غياب محمد صلاح بتأكيدها أن مصر بحضارتها وإمكانياتها السياحية المميزة لا تحتاج صلاح ليروج لها.. وهو إفك يراد به باطل.. وإلا فلماذا تنفق الدول السياحية الكبرى على الدعاية وأيضا الشركات العالمية على الإعلانات والعلاقات العامة.. نحن هنا بالطبع لا نهاجم صلاح لغيابه الذي هو أدرى الناس بأسبابه.. بجانب أن صلاح أيقونة مصرية تشع بالخير يوميًا وسمعته ونجاحه في حد ذاته حقق للسياحة المصرية الكثير والكثير.

 


نعود للكلام عن السياحة.. وكيف أن شخص مثل كامل أبو علي تحول إلى ما يشبه هيئة للتنشيط والترويج السياحي في ظل غياب تام للهيئة المنوط بها هذا الدور.. فإذا كان ما تم بالغردقة هو الأفضل بكل المقاييس.. ففي المقابل فإن الأسوأ ما يتم - أو قل - ما لا يتم في برج مصر للسياحة بميدان العباسية بالقاهرة حيث تقبع هيئة تنشيط السياحة ومكتب رئيس الهيئة.. فإذا كنا نقول إن مثل هذه الأحداث الكبرى تحقق الرواج والدعاية لمصر قاطبة.. فليسرد لنا رئيس الهيئة الأحداث المماثلة التي استضافها منذ توليه المنصب.. ليس هذا فحسب لكن لنتساءل ونرصد دور هيئة التنشيط في استغلال الأحداث التي تقام بمصر دون جهد منها للترويج للسياحة المصرية.. وهذه الشكوى تسمعها في كل مكان ومن كافة الشخصيات.. فكما يقال بالبلدي «لا بترحم ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل».

 


ولنأخذ مثال الحفل الأخير للأفضل بسهل حشيش.. فالحدث بالطبع لم تتكفل الهيئة بمليمًا واحدًا فيه.. لكن نتساءل.. هل قامت بدعوة وفود إعلامية أو سياحية أو غير ذلك لمتابعة النجاح المصري في التنظيم.. وهل استغلت الهيئة الحدث للترويج لمنطقة «سهل حشيش» والغردقة تحت عنوان «تعرف على المنطقة التي تستضيف الأفضل».. وهل بادرت باستخدام الفيديوهات العديدة للمنطقة قبل أيام من الحدث وما تم خلال الحفل للترويج لمصر الأمن والأمان.. وهل يعقل أن تستضيف مصر مثل هذا الحدث وهذا الحشد من الضيوف ولا يوجد لافتة واحدة عن السياحة المصرية أو «بنر» بشوارع ومطار الغردقة أو فيديو يذاع حتى في أماكن وجود الضيوف والشخصيات العالمية التي حضرت.. وهل كان من الصعب تجهيز كتيبات أو «بيرشورات» عن مصر وأنماطها السياحية  وهدايا تذكارية من هذه النوعية توزع على الضيوف؟

 

 

بالطبع كان هناك غياب تام للهيئة كعادتها في تلك الأحداث.. وليخبرنا رئيس الهيئة ونحن نعلم انه من المفترض وجود حملات بـ«السوشيال ميديا» وحملة علاقات عامة.. هل وجهت تلك الحملات باستغلال الحدث والدعاية له والحديث المكثف عنه؟.. وماذا سيفعل بتصريحات مهمة مثل التي أدلى بها جياني إنفانتينو رئيس «الفيفا» وصامويل إيتو نجم برشلونة السابق وحتى ساديو مانى، وحديثهم عن روعة سهل حشيش والغردقة ودعوتهم للعالم كله بزيارتها والاستمتاع بجمال وأمن وأمان مصر.
 


الأمر يحتاج وقفة.. ونعلم أن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، الذي بدأت بالفعل بصماته تظهر على القطاع السياحي بعد أيام من توليه المنصب ليس مسئولا عن موقف الهيئة هذا الراسخ منذ سنوات وازداد مؤخرًا.. لكننا نطلب من الوزير أن يكون ملف تطوير أداء هيئة تنشيط السياحة وتحديثه وحل المشاكل العديدة بها في مقدمة أولوياته.