حكايات| مشاهير قتلهم لاعب أرسنال!.. «بن لادن والقذافي وستيف جوبز» والبقية تأتي

لاعب الأرسنال السابق وستيف جوبز وبن لادن والقذافي
لاعب الأرسنال السابق وستيف جوبز وبن لادن والقذافي

 

فجر يوم الإثنين 2 مايو من عام 2011، وفي أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كيلومترا من إسلام آباد، قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستهداف زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية استغرقت مدتها 40 دقيقة، أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي، انتهت بمقتل رأس التنظيم الإرهابي.

 

وفي بقعة أخرى من الكرة الأرضية وبالتحديد في ملعب الإمارات، وقبل العملية الأمريكية بيوم، التقى فريق أرسنال ضيفه مانشستر يونايتد ضمن مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2010 - 2011، ومع نزول لاعب الوسط الويلزي آرون رامزي حقق أرسنال أغلى فوز له في الدوري، بهدف رامزي الذي سجله في الدقيقة 56 بتسديدة صاروخية من داخل منطقة الجزاء.

 

وبعيدا عن باكستان والإمارات، كان لليبيا حدث هام يوم 20 أكتوبر من عام 2011، حيث أفاق العالم على صور دموية لاعتقال معمر القذافي، بدا فيها الزعيم الليبي السابق وهو يستعطف شبانا فيما يشبه محاولات يائسة لتجنب مصيره المحتوم الذي أظهرته لاحقا صور متعاقبة التقطها هواة، ليتم إعلان مقتله رسميا.

 

وعلى الجهة المقابلة، سجل الويلزي آرون رامزي، وبالتحديد يوم 19 أكتوبر من عام 2011 أي قبل مقتل القذافي بيوم، هدفا في نادي أولمبيك مارسيليا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني لمباراة فاز فيها أرسنال الإنجليزي على أولمبيك مرسيليا الفرنسي بهدف دون رد في المباراة التي جرت بينهما ضمن منافسات المجموعة السادسة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

 

لعنة رامزي
ولكن ما الرابط بين لاعب كرة القدم آرون رامزي، وبين زعيم تنظيم إرهابي وزعيم ليبي، الحقيقة أن أهداف رامزي هي الرابط بينهم، وبين العديد من المشاهير، فما أن تطلق قدمه تسديدة في مرمى فريق الخصم، إلا وصداها يأتي في ثاني يوم بوفاة أحد المشاهير، ليصبح وبجدارة صاحب لقب «لعنة رامزي».

 

تتبع تلك اللعنة بدأ عندما تحر مجموعة من الصحفيين الرابط الذي قد يجمع بعض حوادث موت الشخصيات العامة، ليكتشفوا أن الرابط الوحيد الذي قد يجمع مقتل زعيم تنظيم القاعدة، وزعيم ليبي، وصاحب فكرة ومخترع أجهزة «أبل» الإلكترونية، ومطربة أمريكية، ونجم كرة سلة عالمي، ورئيس إيراني أسبق، ورئيس أرجنتيني سابق، وانتحار ممثل كوميدي، وغرق مغنية بوب، وموت عالم فيزياء، ورحيل سيناتور بالكونجرس الأمريكي، كل هؤلاء ارتبط موتهم بالأهداف التي يسجلها آرون رامزي بقميص نادي أرسنال.

 


16 هدفا ووفاة
16 هدفا من إجمالي 60 هدفا سجلها اللاعب الويلزي مع «الجانرز»، ربطها الصحفيين بوفاة 16 شخصية عامة، فمنذ ظهور اللاعب بقميص «الجانرز» بدأت اللعنة في يوم 22 أغسطس من عام 2009، وبالتحديد في موسمه الثاني بالفريق وأمام نادي بورتسموث، سجل لاعب الأرسنال أحد أهداف المباراة الأربعة في شباك الحارس «ديفيد جيمس» الذي كان حينها حارس المنتخب الإنجليزي الأول.

 

لتأتي أولى اللعنات يوم 25 أغسطس من ذات العام، حيث خسر السيناتور «تيد كينيدي» حربه مع مرض السرطان، ليعلن خبر وفاته بشكل رسمي بعد هدف رامزي بثلاثة أيام.

 

آنذاك؛ لم يربط أحد بالتأكيد بين الهدف ووفاة السيناتور، لن مع تكرار نفس النسق مع شخصيات عامة أخرى، بدا من السهل تتبع أهداف اللاعب منذ ظهوره والربط بينها وبين الشخصيات التي توفت بعد تسجيله.

 

وربط الصحفيون بعد ذلك بين الأهداف وبين الشخصيات المتوفاة، حيث أنه في الثاني من أكتوبر عام 2011، كان رامزي يشارك رفقة فريقه بأحد ديربيات لندن أمام العدو اللدود توتنهام، ورغم خسارة أرسنال إلا أن رامزي استطاع أن يسجل هدف الفريق الوحيد في المبارة، لتأتي اللعنة بعدها بثلاثة أيام بوفاة ستيف جوبز مؤسس شركة آبل.

 


رامزي تحت المجهر
بشكل عام، لم تكن أعوام 2011 و2012 أكثر الأعوام التي شهدت رحيل شخصيات شهيرة بعد تسجيل رامزي أهدافا، لكنها كانت الأعوام التي بدأ عندها الصحفيون والمتابعون ملاحظة الربط بين الأمرين، خصوصًا بعد وفاة مغنية البوب «ويتني هاوس» في فبراير من عام 2012 بعد ساعات من هدف رامزي في شباك ساندرلاند.

 

عاما 2016 و2017 جاءا كأكثر الأعوام التي شهدت ضم أسماء لقائمة لعنة رامزي، بعد أن زار رامزي شباك نادي مانشستر سيتي، يوم 10 أغسطس 2014، وفي اليوم التالي راح ضحية هدفه الممثل الأمريكي الكوميدي الشهير روبن ويليامز، لحق بروبن أحد أبطال سلسلة هاري بوتر «ألان ريكمان»، بالإضافة لمغني الروك «ديفيد بوي»، وتنضم لهما «نانسي ريجان» زوجة الرئيس السابق للولايات المتحدة رونالد ريجان، والفيزيائي الفذ «ستيفن هوكينج» الذي قدم فيلم Theory of everything سيرته الذاتية، كل هؤلاء ماتوا بعد ساعات من تسجيل رامزي لأحد أهدافه.

 

بخلاف هؤلاء لعنة رامزي كان لها نصيب في وفاة الممثل البريطاني، سير ريتشارد أتينبورو، يوم 23 أغسطس 2014، حينما تمكن رامزي من التسجيل في اللقاء الذي جمع فريقه بنادي إيفرتون.

 

يوم 9 يناير 2016 زار رامزي مرمى نادي ساندرلاند الإنجليزي، ومع نظرة الجميع لأهداف كنذير شؤم، توفي في اليوم الموالي مغني الروك البريطاني ديفيد بوي بعد طول معاناة مع مرض السرطان الذي انتصر عليه بعد يومين فقط من إصدار ألبومه الأخير “blackstar”.

 

وفي عام 2013 جاء في قائمة لعنة رامزي كلا من نجم كرة السلة العالمي الشهير راي ويليامز، والرئيس السابق للأرجنتين خورخي رفاييل فيديلا، والممثل الأمريكي بول وولكر إثر حادثة سير مروعة بسيارته.

 

 

ينضم لقائمة لعنة رامزي أيضا، آية الله هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق الذي توفي في 8 يناير 2017، بعد يوم واحد من تسجيل رامزي أحد أهداف فريقه أمام مضيفه بريستون نورث إند، في الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، في 7 يناير من ذات العام.

 

 

وفي الخامس من أبريل من عام 2018، كان فريق أرسنال على موعد مع مواجهة نظيره سيسكا موسكو بمنافسات الدوري الأوروبي، وفي الدقيقة 28 من عمر المباراة كان النادي اللندني متفوقًا بهدفين مقابل هدف، لكن عرضية رائعة من مسعود أوزيل، وجدت طريقها إلى لمسة سحرية من كعب رامزي قبل أن تسكن شباك الفريق الروسي، ولم تمر سوى دقائق إلا وتم إعلان خبر وفاة لاعب السهام الإنجليزي الشهير «إيريك بريستو» قد انتشر سريعًا.

 


أمر سخيف
«آرون رامزي»، حينما سئل عن اللعنة التي تلتصق بأهدافه، قال: «إن الأمر برمته سخيف، بل هو أسخف شيء سمعته في حياتي، فأنا أحب أن أسجل أهدافًا، ولا أحب بطبيعة الحال أن يموت أحد».

 

مؤكد أن رد رامزي أصاب كبد الحقيقة، فالأمر كله لا ينبغي أن يخرج عن إطار الفانتازيا، حتى بعد أن نال اهتماما جماهيريا وإعلاميا كبيرا، فالأمر لا يخرج عن كونه صدفة تتكرر أحيانا، وتغيب في أحيان أخرى.

 

الأمر الأغرب، أن «لعنة رامزي» استفزت أقلام بعض الباحثين العلميين، ففي عام 2015 نشر الباحث بجامعة جون مورس ليفربول «روب جاندي»، مقالا على موقع الجامعة يناقش فرضية أن تسجيل رامزي لهدف قد يتسبب في وفاة شخص ما، وقد لخصت المقالة إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد «فزورة» يعرف الجميع حلها، لكنهم يتظاهرون بأنهم لا يعرفون فقط، لتبقى «فزورة».

 

الآن ومع انتقال اللاعب الدولي الويلزي «آرون رامزي» في يوليو من العام الحالي إلى يوفنتوس الإيطالي لمدة 4 سنوات، في صفقة بات بعدها رامزي أغلى لاعب بريطاني في التاريخ على مستوى الأجور.. من الضحية القادمة لقدمه؟!.