إنها مصر

«فى زمن ليس فيه شرف» !

كرم جبر
كرم جبر

نعم سيادة الرئيس «مصر تتعامل بشرف، فى زمن ليس فيه شرف».
لم تغدر ولم تخن ولم تتآمر، ولم تدس أنفها فى شئون الآخرين، وفتحت قلبها وأرضها للاشقاء،الذين فقدوا الأمان فى بلادهم وضاقت بهم سبل الحياة، فلم تعتبرهم لاجئين مثل الدول الأخرى، بل اخوه فى بلدهم ويعيشون وسط المصريين الطيبين.
زمن ليس فيه شرف، وتكالبت فيه على أمة المسلمين عصابات إجرامية، تتخفى وراء الدين، فتذبح وتقتل وتنتهك وتغتصب، وترتكب أبشع الجرائم باسم الدين، والأديان بريئة منهم، وتلعنهم الأرض والسماء، فهم يقتلون شبابا مؤمنا يدافع عن وطنه، ويظنون ان ذلك جهاد فى سبيل الله، بينما رسولنا الكريم يقول «عينان لا تمسكهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله».
زمن ليس فيه شرف، والنَّاس يكذبون كما يتنفسون، ويخونون وعودهم وعهودهم، وإذا كان ذلك جائز الحدوث بين الأفراد العاديين، فالأغرب ان دولا ومؤسسات ومسئولين وحكاما، يفعلون ذلك دون استحياء، ويظنون ان الله غافل عنهم، وان الزمن كفيل بالنسيان، لكن صحائفهم السوداء لا يبيضها زمن ولا نسيان ٠
نتعامل بشرف، ومصر هى البلد الذى لم تتلوث يديها بنقطة دماء واحدة للاشقاء، ولم ينجح احد فى توريطها فى صراعات ونزاعات أو حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، ويدعم قراراتها مخزون استراتيجى هائل من التجارب والخبرات، فلا يستطيع احدا ان يستفزها ولا أن يفرض عليها معارك لا تريد دخولها، ولها قبلة واحدة تتجه اليها هى المصالح العليا للبلاد.
نتعامل بشرف فى زمن مفيش فيه شرف، ويتآمر علينا حفنة من الاشرار، فما الذى فعلته مصر لقطر، حتى توظف أموالها وميليشياتها مدفوعة الأجر،للتآمر ضد مصر والهجوم عليها؟، ولماذا يجن جنون إردوغان فلا ينطق إلا غلا وكراهية لمصر ورئيسها وشعبها وجيشها؟
زمن مفيش فيه شرف، ومن كان يتخيل ان الزمن سيجور على المنطقة العربية،وتصبح مستباحة بهذا الشكل المهين من جيوش الشرق والغرب؟، ينهبون ثرواتها ويشردون شعوبها، وكأنها حقل تجارب لنفوذهم وأطماعهم وأسلحتهم، وفى زمن فات لم يكونوا يجرؤون على التطاول عليها، ولما هان على العرب أنفسهم، هانوا على الآخرين ولم يعد لهم ثمن.
نتعامل بشرف، فهذه هى مصر التى يحفظها الله وينجيها من شرهم ومؤامراتهم، وكانوا يتخيلون ان سقوطها كان قاب قوسين أو أدنى، فوقفت ورفعت رأسها وتبنى مجدها، وتتعامل بشرف فى زمن ليس فيه شرف.