الخليفة الصهيونى!.. أقر بأن القدس عاصمة إسرائيل وخدع العالم بأزمة «مرمرة»

أردوغان يصافح  شارون
أردوغان يصافح شارون

تاجر بالقضية الفلسطينية نهارا وخان وطبع مع إسرائيل ليلًا.... ناشد بعودة دولة إسلامية موحدة جهرًا وطعن فى الدين ليلًا. صدر نفسه نهارًا أنه خليفة للمسلمين وحاميهم وناصرهم وأنه المخلص للأقصى وناصر القضية الفلسطينية وليلًا يطعن ويتحالف مع من هم أعداء القضية.. ليستحق لقب «الخليفة الصهيونى»! .

 

ابتسامته الدموية


بداية القصة تعود لمنتصف عام 2005.. رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان آنذاك بالكاد يخطو خطواته فى منتصف العام الثالث لولايته الأولى، إلا أنه فاجأ الجميع بزيارة إلى إسرائيل.

 

تساؤلات كثيرة وحيرة ما سبب هذه الزيارة خاصة أن أردوغان كان قد وصف شارون رئيس وزراء إسرائيل حينها بأنه إرهابى..  فى المقابل شارون رجل المذابح ينتظر رئيس الحكومة التركية فى القدس بدلا من تل أبيب بابتسامته الدموية التى عرف بها ليس هذا فحسب بل إنه بادر أردوغان مصافحا قائلا له «أهلا بك فى القدس عاصمة إسرائيل» لتأتى الطامة الكبرى برد فعل أردوغان عندما اكتفى بالابتسامة مصافحا إياه دون أن يستنكر ذلك أو يبدى أى انفعال .

 

ويضيف إلى ذلك كارثة أكبر بعد لقائه وزير الخارجية الإسرائيلى سيلفان شالوم بعد أن أكمل العثمانلى صدمته للملايين ممن يكرهون الكيان الصهيونى قائلا «إن الحزب الإسلامى الذى يتزعمه يدين معاداة السامية»، وقال «إن معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية، هذا ما كان يعتقد أجدادى وهذا ما يقوله دينى، ونحن الأتراك نتصرف دائما على هذا الأساس».

 

أكذوبة القرن

 

كيف أمحو عار الزيارة؟.. كيف استعيد مشروعى بإعادة الخلافة العثمانية؟.. هل ضاع الحلم بالتأكيد هناك حل؟!..أسئلة ظل يبحث عنها أردوغان خاصة أن زيارته لإسرائيل دمرت كل ما يحلم به، لتأتى الإجابة بعد 5 سنوات من هذه الزيارة التى أسقطت قناع النضال من وجهه.

 

مستغلا آفة النسيان التى تصيب مجتمعنا، ويقوم بارتداء ثوب المناضل مرة أخرى بعد أن قام فى 31 من مايو بإرسال سفينة «مرمرة» بحجة أنها مساعدات ترسلها تركيا إلى غزة فقط تعويضا عن الحصار اللذى يعانون منه متغافلا الضفة والتى تعانى من أشد عمليات التنكيل. 

 

ولكى يرتدى ثوب البطولة أصر أردوغان أن تعبر هذه السفينة دون استئذان الجانب الإسرائيلى والذى قام بدوره برفض ذلك معلنا أنه لن يسمح لـ»مرمرة» بالمرور وأن السبيل الوحيد لدخول المساعدات هذه عليها أن تمر بتل أبيب أولا لتفرغ حمولتها ومن ثم يتولى الصليب الأحمر مسئولية توزيعها.

 

ولكن أردوغان استمر فى عناده وإصراره أن تعبر دون استئذان لتكون المحصلة أن الجانب الصهيونى قام بمهاجمة السفينة وقتل أكثر من 9 أشخاص وأصاب ما يقارب 20 شخصا، ليقوم الجانب التركى بقيادة وزير الخارجية بطرد السفير الإسرائيلى وقطع العلاقات بين البلدين لمدة قاربت على 3 سنوات حتى اعتذر الجانب الإسرائيلى فى مارس عام 2013 ووعد بأنه سيتم تعويض الضحايا. 

 

ومن هنا يكتمل المسلسل الكاذب الذى نسجه أردوغان فبرغم عدم وجود تمثيل دبلوماسى إلا أن العلاقات التجارية فى هذا التوقيت حققت طفرة غير مسبوقة فوفق ما أعلنه براك كرانوت المتحدث باسم وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية حينها أن التبادل التجارى قفز من 300 مليون دولار عام 1997 إلى 3.1 مليار دولار فى 2010 بزيادة 30 % مقارنة بعام 2009 أيضا .

 

ليس هذا حسب بل إن تركيا احتلت فى هذه الفترة المرتبة السادسة من المستوردين من إسرائيل بقيمة مبالغ تخطت مليارا وربع مليار دولار؛ ناهيك على أن هذه الفترة شهدت أيضا وفق ما أكدته «يديعوت أحرونوت» أن السفينتين التجاريتين واللتين يملكهما أحمد أردوغان أبحرتا أكثر من مرة بين موانئ تركيا وإسرائيل نقلتا فى هذه الفترة العديد من البضائع وذلك ما أكدته سجلات سلطة الموانئ فى تركيا أيضا.

 

أضف إلى ذلك تصريحات وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس والذى أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العلاقة بين الجانبين التركى والصهيونى قوية فقال .. «إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يلعب مع إسرائيل بمصطلح الصديق العدو»، وأضاف «أنه نحن نتعايش معه بالرغم من ذلك، ونعرف أنه يعتبر نفسه قائد الإخوان المسلمين بالعالم ويحاول أن يقود العالم الإسلامى، ولكن التجارة التركية معنا بمبالغ كبيرة وخيالية، لم تتأثر بذلك.