خواطر

حلول سريعة لمعاناة السياحة بالبحر الأحمر ومحافظات مصر

جلال دويدار
جلال دويدار

 السعادة والاستبشار بالخير الوفير تملكانى من بداية رحلتى لقضاء إجازة قصيرة فى الغردقة درة البحر الأحمر السياحية. ارتبط ذلك بامتلاء طائرة مصر للطيران التى أقلتنى عن آخرها بالركاب الذين كان معظمهم من سياح كل الجنسيات. الحقيقة أننى اخترت أن تكون أيام هذه الإجازة فيما بعد الكريسماس وقبل رأس السنة تجنبا للزحام والضوضاء. وكما تعودت منذ سنوات طويلة فقد كانت هذه الإجازة أكثر من رائعة استمتاعا بجمال المدينة وروعة جوها. آخر مرة زرت فيها الغردقة كانت منذ سنتين وفى نفس الفندق (أرابيسك) الواقع على خليج مكادى أحد المواقع الشهيرة بالغردقة والبحر الأحمر.
 كان من الطبيعى أن يلفت نظرى حجم العمار الذى زحف على عاصمة محافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلى التطور والتحديث الذى شمل شبكة الطرق بين مدن المحافظة والتى أصبحت معظمها اتجاهين.
 منذ لحظة وصولى لاحظت أن الحديث فى الغردقة يدور ويتركز حول حفل جوائز (الكاف) اتحاد الكرة الأفريقى لعام ٢٠١٩. كان قد تم الاتفاق على هذا الحفل بين اللواء أحمد عبد الله قبل تركه لمنصبه محافظا للبحر الأحمر ورئيس الكاف أحمد بن أحمد. مراسم هذا الاحتفال بحضور أبطال الكرة الأفريقية على مستوى العالم وأقيم فى أحد فنادق كامل أبو على رئيس مستثمرى البحر الأحمر.
 من المتوقع أن تساهم إقامة هذا الحفل فى تعظيم جهود التسويق والترويج للغردقة كمقصد رياضى سياحى عالمى. يقال إن تكلفة إقامة هذا الحفل الكروى العالمى ستصل إلى مئات الآلاف من الدولارات. لا جدال أن الاتفاق على أن يكون الحفل بعد أعياد رأس السنة كان مفيدًا حيث تتسم الأسابيع الأولى من السنة بهدوء حركة السياحة.
 من الظواهر المقلقة التى لمستها خلال وجودى بالغردقة من جانب العاملين فى الوسط الفندقى.. عمليات التدنى بالأسعار. استمرار هذه المشكلة بلا حل ألحقت وتلحق خسائر فادحة بالمستثمرين والاقتصاد القومى.
بشكل عام على مستوى مصر كلها، كذلك هناك معاناة من التعقيدات والجنوح إلى فرض الإتاوات خاصة من جانب وزارة البيئة وهو الأمر الذى يؤدى إلى تعطيل عمليات التطوير والتحديث للمشروعات الفندقية.
 يضاف إلى ذلك شكوى أصحاب سفن الرحلات السياحية ومنها سفن الغطس من قرارات مفاجئة بفرض أعباء مالية جديدة عليهم. كان من نتيجة ذلك إقدامهم على وقف نشاطهم على كل سواحل الغردقة.
من حسن الحظ أن الفرصة أتيحت لعرض كل هذه المشاكل من جانب مستثمرى البحر الأحمر فى الاجتماع الذى عقده د.خالد العنانى وزير السياحة والآثار معهم بالغردقة.. قبل اجتماع الرئيس السيسى به.
 حول هذه الأزمة فإنه يستوجب توجيه الشكر إلى الوزير العنانى لتحركه السريع لإنهاء شكاوى البحر الأحمر. تجسد ذلك فى اجتماعه بكل من طارق كامل محافظ البنك المركزى ود.ياسمين فؤاد وزيرة البيئة. تم فى الاجتماعين الاستجابة لمطالب المستثمرين فى الأنشطة السياحية بالبحر الأحمر وكل المحافظات. شمل ذلك مزيدا من التسهيلات فيما يتعلق بالقروض لدعم السياحة كما وعد بزيادتها إلى ١٠٠ مليار جنيه. أما بالنسبة للرسوم التى فرضتها وزارة البيئة فقد اتفق على تأجيل بعضها وخفض قيمة البعض الآخر.