حكايات| قطعه لأجزاء صغيرة.. «أرمين» يطلب متطوعًا للذبح والأكل

قطعه لأجزاء صغيرة.. «أرمين» يطلب متطوعًا للذبح والأكل
قطعه لأجزاء صغيرة.. «أرمين» يطلب متطوعًا للذبح والأكل

اصطحب أرمين صديقه براندز إلى منزله وأدخله تلك الغرفة التي أعدها خصيصًا لتناول لحمه بعد تقطيعه، هز الصديق رأسه تعبيرًا عن موافقته ومد يده في جيبه ليلتقط مجموعة من الحبوب المهدئة التي جلبها خصيصًا من أجل تلك اللحظة.

 

وما إن سقط الصديق بعد مجموعة كبيرة من المهدئات، بدأ أرمين في تقطيع جسد براندز، ثم تناول قطع صغيرة من لحمه بل وإعطائه قطعاً هو الآخر ليأكل جسده بنفسه، إلا أن النزيف منعه من تناول المزيد.

 

جريمة عجيبة حيرت العالم، ليس لبشاعتها وإقدام الجاني على قتل والتهام جسد ضحيته، فقد كان المجني عليه أكثر جنوناً ووحشية، فعند الرجوع إلى تلك الغرفة التي جمعت أرمين وبراندز على أحد المنتديات على شبكة الإنترنت، والمحادثات التي دارت بينهما قبل الحادث، تظهر كيف كان المجني عليه متلهفاً ومتشوقاً كي يقتل ويؤكل.

 

ففي رسالة سأل فيها براندز صديقه القاتل: «ماذا ستفعل بدماغي؟»، ليرد الجاني: «سأتركه.. لا أريد أن أكسر جمجمتك»، فيرد براندز مرة أخرى: «من الأفضل أن تبحث عن مكان تدفنه فيه أو ربما عليك سحقه، ويسكت برهة ثم يقترح عليه أن يستعملها كمنفضة سجائر حتى يظل يتذكره». 


لم تكن تلك الرسائل المتبادلة بين الجاني والضحية هي أغرب ما في الأمر، فالقصة برمتها غريبة بداية من تعارف أرمين على براندز، وتسجيل الأول لواقعة تقطيع والتهام الثاني بواسطة كاميرا ليوثق ما حدث، والأغرب من كل ذلك الطريقة التي تعارف بها الاثنان.

 

في مارس عام 2002، قرر الألماني أرمين ميفز والذي يعمل مهندس كمبيوتر أن يضع إعلانًا على شبكة الإنترنت، عنونه بـ«مطلوب شخص كي يذبح ويلتهم»، ثم تعمق في تفاصيل الإعلان فكتب مطلوب شخص متطوع قوي البنية ما بين 18 - 30 عامًا.

 

 

أغلق أرمين حاسوبه بعد أن أطمأن على نشر إعلانه وكتابة كافة التفاصيل الدقيقة للشخص المطلوب، ثم ذهب إلى فراشه ونام نومًا عميقًا غير عابئ بما قد يجر عليه هذا الإعلان في حال وقع في يد الشرطة.

 

في صباح اليوم التالي استيقظ أرمين ثم توجه إلى المطبخ؛ حيث أدار ماكينة النسكافيه، وقرر أن يستثمر تلك اللحظات التي تستغرقها الماكينة كي تنتهي من عملها في تصفح بريده الإلكتروني، قبل أن يلوج إلى صفحة البريد تذكر إعلانه بالأمس، فنقر زر الخروج ليفتح نافذة جديدة ثم تصفح إعلانه على المنتدى، وحين فتح صندوق الرسائل الخاص بإعلانه ليجد رسالة عنونت بتلك الكلمات القليلة «أنا جاهز للأكل يا صديقي».

 

صاحب الرسالة مهندس ألماني، شخص غريب الأطوار، يدعى بيرند براندز يبلغ من العمر 43 عامًا، ثبت فيما بعد أنه شاذ جنسيًا.

 

وفي اليوم المحدد التقى أرمين وبراندز، ليصطحبه إلى منزله، ودخلا تلك الغرفة التي أعدت خصيصاً لتكون بمثابة غرفة الطعام على شرف براندز.

 

بابتسامه عريضة عبر براندز عن رضاه واقتناعه بما سيحدث، وقرر على الفور تناول تلك الحبوب المهدئة التي اصطحبها معه، وبدوره قام أرمين ليدير بتشغيل كاميرا أعدها خصيصاً توثيق أحداث تلك «الوليمة». 


قبل أن يبدأ أرمين مراسم وجبته قوبل بطلب غريب من براندز، حيث ترجاه بأن يقطع عضواً حساسًا بجسده ليتناولاه سويًا، وبالفعل فعل أرمين ذلك، ثم وضعه في مقلاه مضيفاً القليل من الفلفل والملح والثوم، وقدم لبراندز حصته، إلا أن الأخير لم يستطع أن يكمل الوجبة لضعفه الشديد جراء فقدان جزء كبير من الدم، فقد على إثرها الوعي. 

 

لم يستعجل أرمين في تناول لمزيد من لحم براندز، بل تركه ينزف لساعات، ثم قام بسحبه في غرفة خاصة رتبها لتكون بمثابة مقصب (الخاص بتعليق الذبيحة)، ثم قام بتعليق براندز من رقبته وقام بتقطيع وتصنيف لحمه، قبل أن يخزنه في الثلاجة، بعد أن أمن وجبات تكفيه أكثر من 6 شهور على الأقل من لحمه.

 

لحم براندز قارب على النفاذ 

 

ظل أرمين يتناول لحم براندز حتى أوشك على النفاذ، فأراد تأمين كمية جديدة من اللحم، فقام في ديسمبر 2002 بنشر إعلان جديد يطلب فيه متطوعاً جديدا للأكل، إلا أن الإعلان وقع في يد أحد المحققين، والذي قام بملاحقة أرمين وقام بتفتيش منزله ليجد أجزاء من جسد براندز.

 

 

رغم كل ذلك إلا أن المحكمة واجهت مشكلة حقيقية في إدانة أرمين بسبب خلو القانون الألماني من أي مواد تدين أكل لحوم البشر، ولم تستطع توجيه تهمة القتل لأن الضحية هو من تطوع للأكل، وهو موثق على شريط فيديو مدته ساعتين قدمه أرمين ليثبت أن براندز تم أكله بكامل رضاه.

 

وجه الإدعاء تهمة القتل لأرمين من أجل اللذة الجنسية وانتهاك حرمة الموتى وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، قبل أن تعاد محاكمته من جديد عام 2006 لبشاعة الجريمة والرعب الذي سببه للرأي العام كون أن الضحية كان يعاني من اضطرابات جنسية وعقلية، وهو ما أثبتته المحكمة، إضافة إلى إدمانه الكحول والمخدرات، واتهمت المحكمة أرمين باستغلال الضحية واستدارجه وقتله ووجهت له تهمة القتل وأدين وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

 

عشرات المتطوعين!

 

تبين لاحقاً أن أرمين ميفز كان مختلا عقليًا؛ حيث اعترف بأن تفضيل والده لأخيه الأصغر سبب له عقداً نفسيه، وقد كان يتخيل منذ الصغر أنه يقوم بقتل أخيه الأصغر وزملائه في المدرسة والتهام أجسادهم.

 

رغم كل التفاصيل الغريبة لقضية أرمين وتطوع براندز للأكل، يظل الأغرب أن هناك أكثر من 200 شخص قد تواصوا مع أرمين وأرسلوا موافقات على الإعلان، إذ أكد القاتل في اعترافاته أمام المحكمة أنه التقى بخمسة منهم واصطحبم إلى المنزل إلا أنهم تراجعوا في اللحظات الحاسمة.