رحلة

هل حان الوقت.. لحل مشاكل السياحة ؟

جلال دويدار
جلال دويدار

 ثبت يقينًا أن لا حل لمشاكل السياحة ومستثمريها.. إلا بأن يحظى هذا الملف بالرعاية المباشرة من جانب القيادة السياسية. يأتى ذلك باعتبار أن هذا النشاط الواعد اقتصاديا واجتماعيا.. يعتمد بشكل عام على فرص التعاون والتنسيق بدون تعقيدات لصالح السياحة بين كل أجهزة الدولة. هذا الأمر يتطلب من هذه الأجهزة الإدراك والإيمان بأهمية السياحة لتحقيق الصالح الوطنى. لا جدال أن التدخل الرئاسى يعد الوسيلة الفاعلة لضمان الحل الحاسم لكل ما يعانى منه هذا النشاط من مشاكل. بالطبع وعلى ضوء ما تتحمله هذه القيادة السياسية من أعباء أخرى ثقيلة.. يمكن القول إن مباشرتها لهذه المهمة ستكون مؤقتة إلى أن تستقر الأمور على أساس اداء كل جهة فى الدولة واجباتها ومسئولياتها تجاه السياحة.
>>>
إدراكًا من جانب الرئيس السيسى لهذه الحقيقة وفى إطار متابعته اللصيقة لكل شئون الدولة جاء لقاؤه بًوزير السياحة والآثار د.خالد العنانى بحضور رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى. تم فى هذا الاجتماع المهم بحث كل مشاكل السياحة ومتطلباتها بالإضافة إلى استثمار الرابطة الوثيقة بين أهداف السياحة والآثار لتعظيم التنمية السياحية. كان الرئيس حريصا أن يسمع من وزير السياحة والآثار عن استراتيجيته للنهوض بهذين القطاعين المهمين وما يحتاجه لتحقيق الأهداف المرجوة. من ناحيته قدم الرئيس رؤيته وأصدر توجيهاته بضرورة العمل على التكامل بين السياحة والآثار مع توفير الدعم والمساندة لهما لاثراء المسيرة الاقتصادية. تناول الاجتماع تنمية كل إمكانات مصر السياحية بما تشمله من مقاصد سياحية لم يتم استغلالها وتتوافر فيها الكثير من عوامل الجذب السياحى. من بين ما تم بحثه فى الاجتماع أيضا أهمية تضافر الجهود لتعظيم القدرة التنافسية للمقاصد السياحية المصرية. هذا يتطلب الاهتمام بعمليات التسويق والترويج والتى من بينها المشاركة فى المعارض والمناسبات الدولية المتخصصة.
>>>
كانت فرصة طيبة أضافت المزيد من الإيجابية.. ان يتم كل هذا فى أعقاب أول اجتماعات وزير السياحة والآثار مع قيادات العمل السياحى والفندقى فى واحد من أهم مقاصدنا السياحية وهو البحر الأحمر. كان هذا الاجتماع قد عقد بالغردقة بحضور المحافظ اللواء عمرو حنفى وعدد كبير من السياحيين والفندقيين من الغردقة وسفاجا ومرسى علم المقصد الواعد للسياحة المصرية. كان مهما لحسن الحظ ان يستمع الوزير إلى المطالب والمشاكل قبل الاجتماع الرئاسى حيث أتيحت الفرصة لعرضها فى حضور رئيس الوزراء لاتخاذ ما يلزم من قرارات وتوجيهات. كان من أهم ما تم عرضه من جانب السياحيين والفندقيين ضرورة تسهيل شروط الدعم المقدم من الدولة من خلال البنك المركزى ليشمل الجميع دون افتئات المستثمرين الكبار على الصغار منهم. شملت المطالب أيضا إزالة التعقيدات ونزعة التربص بالسياحة وفرض الاتاوات من جانب بعض أجهزة الدولة مما يؤدى لتحميل القطاعات السياحية أعباء كبيرة. يأتى ذلك دون مراعاة لما ترتب على السنين العجاف التى عاشتها السياحة نتيجة الأزمات التى تعرضت لها. كل ما أثير فى اجتماع البحر الأحمر فى الغردقة من جانب مستثمرين جرى طرحه فى الاجتماع الرئاسى وهو ما أشاع حالة من التفاؤل بسرعة إنهاء المعاناة التى يعيشها قطاع السياحة.