نيويورك تايمز: تردد ترامب في استخدام القوة بالشرق الأوسط يمثل فرصة سانحة لإيران

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنهم يسعون لاستعادة استراتيجية "الردع" لمعاقبة إيران، بيد أن تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في استخدام القوة في الشرق الأوسط قد يمثل فرصة سانحة لطهران.

وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن ترامب شدد خطابه تجاه إيران وحملها "المسئولية الكاملة" عن الهجوم الذي شنه المتظاهرون العراقيون على مجمع سفارة الولايات المتحدة في بغداد.

ورأت الصحيفة أن الأزمة المتزايدة أضعفت ترامب من خوض حرب مع إيران وعزوفه عن الانخراط في الشرق الأوسط بشكل عام، بما في ذلك العراق.

وقالت إن ترامب يواجه ضغوطا من حلفائه الصقور في واشنطن لمواجهة إيران بقوة، بينما تلوح ذكريات الهجوم الذي استهدف المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي شرق ليبيا في أفق الإدارة الأمريكية .

ونقلت عن العديد من المحللين قولهم إن قادة إيران دفعوا إدارة ترامب لاستئناف مساعيها وأجبرت ترامب على دخول عام إعادة انتخابه باتخاذ قرارات غير مستساغة بشأن التصعيد وخطر نشوب صراع على نطاق أوسع.

واستشهدت الصحيفة الأمريكية بتغريدة كتبها ترامب مساء أمس على خلفية الهجمات الأخيرة؛ حيث قال "هذا ليس تحذير، إنه تهديد." في واحدة من أكثر خطاباته جرأة هذه السنة تجاه إيران.

ونقلت عن فالي نصر المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية والباحث الأكاديمي في شؤون الشرق الأوسط وعميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جونز هوبكنز، قوله: "يعتقد الإيرانيون أن ترامب أظهر أنه لا يريد خوض حرب.. قادة إيران جعلوا الرئيس ترامب يدرك أن هناك مخاطر وتكلفة لسياسته المتمثلة في فرض عقوبات على الاقتصاد في البلاد".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الحصار المفروض على السفارة الأمريكية تسبب في أزمة عطلة غير مرحب بها لترامب، الذي قضى الأسبوع الماضي بعيدا عن الأنظار يمضي وقته بين منتجع مار لاجو في فلوريدا ونادي الجولف الذي يبعد بضعة أميال.. ولم يتحدث ترامب مع المراسلين منذ عشية عيد الميلاد، وكان غائبا عن مؤتمر صحفي مساء الأحد، في مار لاجو والذي ناقش خلاله ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن القومي الغارات الجوية الأمريكية ضد ميليشيا عراقية تدعمها إيران .

لكن البيت الأبيض أعلن أمس أن ترامب تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ليطلب منه المساعدة في حماية الأمريكيين في البلاد .

وعلى الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة التي تشهدها العراق خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن ترامب لم يترك مجالا للشك في أنه يحمل إيران مسؤولية الهجوم على السفارة ، وقال: " إيران تدبر هجوما على السفارة الأمريكية في العراق.. سوف يتحملون المسئولية الكاملة". كما أمر ترامب فرقة من المارينز بحماية الأمريكيين هناك .

ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسؤولين ومحللين سابقين القول إن تعهدات ترامب العلنية بانسحاب الولايات المتحدة من الحروب في الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه .