رؤية

هل تتنازل السياحة عن العمرة والحج للأوقاف؟

صبري غنيم
صبري غنيم

ما من وزير يحمل حقيبة السياحة إلا ودخل فى دهاليز الحج والعمرة، ووجد نفسه مرغما على رعايتهما على حساب السياحة الخارجية، مع أنهما جزء من السياحة الدينية والمفروض أن تتبع وزير الاوقاف كما هو معمول به فى جميع الدول الاسلامية..
الذى يؤسف له أنهم فى مصر يعتبرون الحج والعمرة من اختصاص وزارة السياحة ولا أعرف لماذا تجاهلوا وزارة الاوقاف، هل لأن الذى يقوم بها شركات السياحة التى تدخل فى حضن وزارة السياحة وبالتالى تخصص لهما غرفة السياحة حصصا فى تأشيرات دخول السعودية خلال مواسم العمرة وفى موسم الحج..
وهنا أسأل وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى وهو شاب مثقف جدا، واجهة مشرفة للسياحة جانب الآثار باعتراف شيخ الأثريين وعمدة الآثار المصرية دكتور زاهى حواس، وزاهى «حجّة» معترف به دوليا لذلك هو خير من يسوق اسم مصر دوليا ويرى شبابه فى الدكتور العنانى الذى يتمتع بعقلية لا تقل عن عقلية توت عنخ آمون.. وحتى لا يضيع منى السؤال.. أسأل ما المقصود بمسمى سائح.. هل القادم إلى مصر ويضخ دولارات لزيارة آثارنا والاستمتاع بمناخنا وحضارتنا هذا هو الذى يطلق عليه لقب سائح والذى تسعى وزارة السياحة إليه أم المصرى الذى ينوى العمرة أو الحج ويبحث عن دولارات يشتريها من البنوك ليضخها فى السعودية.. هل هذا الشخص يستحق لقب سائح وهو فى داخل بلده؟..
وقفة عقلانية وليست وقفة مصالح، وأعرف أن أول الغاضبين سيكون من العاملين فى السياحة لأنهم هم المستفيدون من تنظيم الحج والعمرة، أما شركات السياحة وبالذات التى تخصصت فى السياحة الدينية لا يهمها إن كانت تعمل تحت إشراف الأوقاف أو السياحة، الذى يهمها أن تجد حصتها من التأشيرات من غير استجداء أو استعطاف أو نزاع، المهم ألا يحدث تحريض لهذه الشركات، وليفهم الجميع أن تبعية العمرة والحج للسياحة ليست تبعية شرعية لانعدام الصفة، فهى سياحة دينية شأنهم شأن حجاح اندونيسيا وتونس وماليزيا وبقية الدول العربية..
لو كانوا أعطوا رانيا المشاط السياحة بدون الحج والعمرة لحققت نجاحات فيها، لأنها مثقفة جدا، لديها وجه يتمتع بالقبول أيضا خارجياً، لغات عشرة على عشرة والذى يقول كلمة حق فيها هو الوزير الحالى للسياحة والآثار، ولأن الدكتور خالد العنانى ابن أصل ومن عيلة لها جذور وأصول فهو لا يسقط حق رانيا المشاط فى الانجاز الذى حققته قبل أن تترك حقيبة السياحة لتحمل حقيبة التعاون الدولى ربما كثيرون لا يعرفون كم من الجنيهات المصرية التى تخرج من مصر ويضخها المعتمرون والحجاج المصريون فى السعودية، آخر إحصائية بلغت  ٤٠مليار جنيه فى السنة ثم ندعى الفقر.
- بالله عليكم لمَ مثل هذه المبالغ تخرج سنويا من مصر باسم العمرة والحج، كم من المبالغ مطلوبة من وزارة السياحة أن تكون عائدا من السياحة الوافدة، على اى حال أقول اذا أردتم نجاح الوزير الشاب الدكتور خالد العنانى فى السياحة والآثار معا، ارفعوا عنه مشاكل العمرة والحج، التى أصبحت مثل الصداع النصفي، وكم وزير ترك الوزارة وكانت مشاكل العمرة والحج السبب فى خروجه..
مع أن وزارة الداخلية والجمعيات الأهلية تقوم كل منهما بتنظيم أفواج للحج والعمرة على طريقة وزارة السياحة، يعنى عندنا جهات أخرى تعمل بعيدا عن السياحة، وفى كل عام ينجح التفويج فى رحلات وزارة الداخلية ورحلات وزارة التضامن ولم نسمع أنهما استعانا بقطاع الشئون الدينية بالسياحة، معنى كده أن تنازل وزير السياحة عن الحج والعمرة للأوقاف لن يكون له تأثير على التفويج بل سيشد اهتمام فضيلة وزير الأوقاف بتوسعة دائرة الاختصاص فى السياحة الدينية ولن تكون له شروط بل سيكون قريبا من مشاكل الشركات المتخصصة فى السياحة الدينية وسيكون داعما لها..
فى النهاية أقول.. اعقلوها وتوكلوا.