«الإحصاء»: ٦٨٧ ألف حالة «عنوسة» من الذكور.. و٤٧٢ ألفا للإناث

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أظهرت مؤشرات إحصائية، صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حول نسب العنوسة في مصر، إن العنوسة هو تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب.

وتؤكد الدراسة، أنه يختلف هذا العمر من مكان لآخر، ففي حين ترى بعض المجتمعات البدوية وأهالي القرى أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانسا، تجد أن مجتمعات المدن تتجاوز ذلك إلى الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليها صفة العانس نظراً إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب. 

ويتضح أن ظاهرة العنوسة في مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيا ودينيا، مثل ظواهر الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات.

أسباب العنوسة:

وظاهرة العنوسة وفقا لتقرير الإحصاء تعود إلى أسباب عديدة منها:

أ- غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة.

ب- غلاء المعيشة وصعوبة توفير سكن.

ج- ارتفاع معدلات البطالة.

د- ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث.

هـ- الانشغال بالعمل أو الوظيفة من قبل الفتاة وعدم الرضا بمن يتقدم إليها (خروج الفتاة للعمل).

و- ضعف الأجور التي يتقاضاها الشباب.

وأظهرت نتائج التعداد لعام ٢٠١٧ أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا في فئة العمر ( ٣٥ سنة فأكثر ) بلغ حوالي ٦٨٧ ألف حالة بنسبة ٥,٤ ٪ من إجمالى أعداد الذكور فى نفس الفئة العمرية، بينما بلغت حوالى ٤٧٢ ألف حالة للإناث بنسبة ٣,٣ ٪ لنفس الفئة العمرية.

وصلت هذه النسبة لذكور الحضر ٨,٦ ٪مقابل ٤,٢ ٪ في الريف وقد يرجع هذا إلى الوضع الاقتصادي الذي يتضمن غلاء المسكن، سواء كانت مستأجرة أم مملوكة بل وتكاليف الزواج من مهر، وتجهيز المنزل.. إلخ. 

وتشير الدراسة، إلى أن هذه الالتزامات أدت إلى تقليل فرص الزواج لعدم قدرة الرجل على القيام بكلِّ هذه الأعباء.

وبلغت هذه النسبة للإناث ٢,٤ ٪ فى الحضر مقابل ٦,٢ ٪ في الريف ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوي التعليم بالنسبة للإناث في الحضر عنه في الريف فتؤجل الكثير من الإناث فكرة الزواج إلى حين الانتهاء من الدراسات العليا كالماجستير، والدكتوراه أو لكونها امرأة عاملة مستقلة بذاتها وليست فى حاجة لزوج يتكفل بها.

وبلغت نسبة الحاصلات على مؤهل جامعي فأكثر الأعلى للإناث اللآتي لم يسبق لهن الزواج فوق سن ٣٥ سنة حيث بلغت النسبة ٨,٥ ،٪ يليها من تعرف القراءة والكتابة بنسبة ١,٤ ٪ ثم الحاصلات على شهادة متوسطة وفوق المتوسط بنسبة ٢,٣ ، ٪ أما أقل نسبة كانت للحاصلات على شهادة أقل من المتوسط ٤,٢.٪.

أهم النتائج والتوصيات:

من خلال الاستعراض السابق لإتجاهات وأنماط الزواج في مصر خلصت الدراسة إلى النقاط التالية:

١ - انخفاض معدل الزواج في نهاية فترة هذه الدراسة عن بدايتها وإن كان هناك تذبذب في منتصف الفترة ما بـين الارتفاع والانخفاض حيث بلغ ١١ في الألف في عام ٢٠١٠ ليصل إلى ٣,١٠ في الألف عام ٢٠١٦.

٢ - تحظى محافظة قنا بأعلى معدل للزواج على مستوى المحافظات بنسبة ٢,١٥ في الألف يليها محافظة القاهرة بـ١٤ في الألف، أما أقل المحافظات في معدل الزواج فكان من نصيب محافظة القليوبية ومحافظة المنوفية ٢,٨ في الألف لكلاً منهما، يليها محافظة الإسماعيلية ٨,٨ في الألف.

٣ - ارتفاع السن عند الزواج الأول من 23.7 سنة فى عام ٢٠١٠ إلى 24.1 سنة عام ٢٠١٢ ثم 24.4 سنة عام ٢٠١٥ لينخفض بنسبة ١,٠ عام ٢٠١٦ ليصل إلى 24.3 سنة.

٤ - أعلى متوسط سن للزواج الأول للذكور كان في محافظة مطروح يليها محافظة القاهرة حيث بلغ (32.5، 33.2 سنة) على التوالي بينما تعتبر محافظة القاهرة هي أعلى متوسط سن للزواج الأول للإناث تليها محافظة الإسكندرية حيث بلغ (28.3، 27.4 سنة) على التوالي عام ٢٠١٦، وسجلت محافظة المنيا أقل سن للزواج الأول حيث وصل غلى (28.2 ،22.7 سنة) لكل من الذكور والإناث على التوالى يليها محافظة بنى سويف والتى كان متوسط سن الزواج الأول للذكور والإناث (28.5 ، 22.9 سنة) وذلك عام ٢٠١٦.

٥ - ارتفاع طفيف في وسيط العمر للزواج الأول للسـيدات ( ٢٥- ٤٩) سـنة مـن 20.4 عـام ٢٠٠٥ إلى 20.8 عام ٢٠١٤ ، ويظهر هذا الارتفاع كذلك في كل من المناطق الحضرية والريفية خلال فترة المقارنة.

٦ - اتجاهات الزواج للذكور وفقاً لفئات السن والحالة الزواجية ومكان الإقامة، ترتفع نسبة من لم يتزوج أبدا أو عقد قران في كل من حضر وريف الجمهورية في فئات السن الصغيرة وتنخفض كلما زاد العمر كما ترتفع أيضا في الحضر عن الريف. ويلاحظ العكس بالنسبة للمتزوجين من الذكور حيث تنخفض في فئات العمر الصغيرة وترتفع كلما زاد العمر في كل من حضر وريف الجمهورية.