ورشة ثقافة الطفل العربي تكشف حقائق مذهلة عن التحول الرقمى

ورشة ثقافة الطفل العربي تكشف حقائق مذهلة عن التحول الرقمى
ورشة ثقافة الطفل العربي تكشف حقائق مذهلة عن التحول الرقمى


كشفت ورشة عمل "العالم الرقمي وثقافة الطفل العربي الإقليمية" حقائق مذهلة عن التحول الرقمي فبفضل إتقان مهارات المستقبل والتكنولوجيا الحديثة، وما ستتيحه الثورة الصناعية الرابعة من أدوات ستختفى ٧٥ مليون وظيفة من بينها سائق الشاحنات والكاشيير والبنكيون نظرا لصعود التعامل بالعملات المشفرة، ولكن فى المقابل ستنشأ ١١٣ مليون وظيفة جديدة تتعلق بالتسوق الرقمى الاستراتيجى وكافة مجالات التعامل مع البيانات من جميع جوانبها .


وأوضحت الورشة -التى نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون والتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"-، أن هناك 3 من الوظائف الحالية ستزدهر فى المستقبل ، هى (وظيفة المحامى حيث سيزيد معدلات جرائم القرصنة والجرائم الإلكترونية ،والعلاج الطبيعى ، والأطباء النفسيون)، حيث ستسهم الثورة الصناعية الرابعة فى زيادة عزلة الفرد ، وفقد قدرته على التعامل مع الآخرين. 

وفى هذا الصدد... أشارت الورشة إلى إعلان اليابان أنه بحلول عام 2020 والذى ستسضيف فيه المنافسات الرياضية فان مركباتها ستكون إلكترونية بدون سائق ، كما أن الإنسان الآلي هم الذى سيرشد اللاعبين بأماكن إقامتهم ، وفى عام2025 ستتضاعف المعرفة لتصل إلى 180 زيت / بايت( أى 180وأمامها 25 صفرا( .
جاء ذلك فى جلستى عمل بالورشة ، حيث رأست الجلسة العلمية الأولى الدكتورة حياة القرمازي مديرة إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو ، وتحدث فيها كل من الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق ، حول القيم والمهارات فى ثقافة الثورة الصناعية الرابعة ، والدكتور هانى تركى ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالإمارات عن موضوع قادة المستقبل والثورة الصناعية الرابعة ، واستهدفت الجلسة تحديد متطلبات التنشئة فى عصر الثورة الصناعية الرابعة لتنمية مجموعة من الْقَيِّم والقدرات لتؤسس لعلاقة عضوية بين الطفل والثورة الصناعية الرابعة فى إطار وعى كونى ليكون أطفالنا مهيئين للمستقبل ومستعدين لهذه الثورة بفرضها وتحدياتها.

وتناول الدكتور يسرى الجمل فى بحثه ، توصيفا لأهم سمات الثورة الصناعية الرابعة ، والمتمثلة في الأجهزة المحمولة وأنترنت الأشياء والحوسبة الحسابية والطباعة ثلاثية الأبعاد وتحليل البيانات الكبيرة والمنظومات الفعلية السِبرانية ، وكذلك استقراء لبعض وظائف المستقبل فى مجالا الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة والتعلم الذكى.

وفى محاولة للإجابة على تساؤل حول كيف نعد الأطفال العرب لوطائف لم تَخَلَّق بعد وباستخدام تكنولوجيا لم يتم اختراعها بعد ، أكد الجمل أهمية ترسيخ مبدأ " بوصلة التعلم " التى ستحدد الطريق للطفل من خلال المعارف والمهارات والسلوكيات والقيم ، وبها لايصل على العالم الرقمى ، مشددا على أهمية تحديد اخلاقيات للتعامل مع أدوات هذا العالم ليتحقق المواطنة التى تتسم بالعدالة والشمولية.
من جانبه ، أشار الدكتور هانى تركى إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تقترن بمجموعة كبيرة من التكنولوجيات وتَخَلَّق فرصا وتحديات غير مسبوقة للشركات التجارية والمجتمعات على حد سواء. 
وقال «إننا اليوم لانرى سوى قمة الجبل ، فيما يتعلق بأثر الثورة الرابعة على القدرة التنافسية للدول وشعوبها وطبيعة صناعاتها وشركاتها ، فالتكنولوجيا الجديدة ستغير العالم الذى نعرفه ، ولكن اتجاه هذا التغيير مازال غير مؤكد ، ومن هنا تنبع أهمية الإعداد الجيد للجيل الجديد ، ورفع مستوى مهاراتهم المستقبلية .«

وفى الجلسة العلمية الثانية ، التى رأسها الدكتور مقدادى أمين عام المجلس الوطنى لشئون الأسرة بالأردن ، تم مناقشة موضوع أثر الوسائط الرقمية على ثقافة الطفل ، وخلالها تناول الدكتور محمد الطناحي رئيس قسم البحوث والدراسات بمعهد الدراسات والبحوث العربية بالطرح موضوع الألعاب الإلكترونية وجدلية تأثيرها وحتمية المواجهة ، وواقع الوسائط الرقمية وتأثيرها على الحياة الثقافية للأطفال ، اعقبه الدكتور أحمد أوزي أستاذ التربية بجامعة محمد الخامس بالمغرب ، الذى تناول فى ورقته البحثية موضوع واقع الحياة الرقمية وتأثيراتها ثقافيا وتربويا و نفسيا واجتماعيا وجسمانيا على الأطفال، ومدى فرص الاستفادة منها. 
 
وتختتم الورشة التي يحضرها نخبة من المفكرين والخبراء والإعلاميين، أعمالها فى وقت لاحق مساء اليوم الأحد بطرح ومناقشة عدد من المفاهيم والمكونات المعرفية والعلمية لمتطلبات انخراط الطفل العربي في ثقافة الثورة الصناعية الرابعة من حيث تأثيرها على بنية المفاهيم ، والاستعدادات للقيام بدراسة تقييمية حول مدى جاهزية الأطفال العرب في امتلاك مهارات وقيم المعارف التي تأهلهم للاندماج في الثقافة الرقمية، ووضع برنامج إقليمي لتهيئة الطفل العربي ليكون قادرا على التعامل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ارتباطا بجذوره الثقافية العربية.

بدوره ، قال الدكتور حسن البيلاوى الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية إنه وفق الأهداف المشتركة نحو إعمال وكفالة حقوق الأطفال العرب، وتنمية قدراتهم ومشاركتهم، والعمل على إكسابهم مهارات وقيم تتناسب مع عصر الثورة الصناعية الرابعة، فقد جاءت الشراكة بين المجلس العربي والألكسو لتنظيم تلك الورشة تحت عنوان "العالم الرقمي وثقافة الطفل العربي" .