2019 عام الأزمات| قضية العزل تطارد ترامب وتغطى على إنجازاته الداخلية

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

يشعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالغضب الشديد لدخوله التاريخ عام 2019باتهام مجلس النواب له بإساءة استغلال السلطة في موضوع أوكرانيا وعرقلة تحقيقات الكونجرس.

رغم تقدم الاقتصاد الأمريكي وإضافة 266 ألف وظيفة جديدة واستطلاع قول أن 57 في المائة من الأمريكيين يرون أنهم في وضع مالي أفضل منذ تولى الرئيس ترامب السلطة.إلا أن عام 2019 هو عام العزل لترامب الذي لم يخضع ولم يعتذر، فرغم انه أصبح ثالث رئيس في تاريخ أمريكا توجه إليه اتهامات العزل، إلا انه يبدو واثقاً من أن الأضواء ستنتقل إليه بداية عام 2020 إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حلفاؤه الجمهوريون، حيث من المتوقع تبرئته من التهم المنسوبة إليه. وحينئذ، قد تتدهور روح المقاومة بين صفوف الديمقراطيين وتولد البراءة طاقة جديدة لدى ترامب وأنصاره.

ومع ذلك فإن ترامب قد يواجه استمرار جراح العزل إذا قرر مجلس النواب عدم إحالة قرارات الاتهام على مجلس الشيوخ إذا لم يتفق الجمهوريون والديمقراطيون على استدعاء الشهود خلال المحاكمة التي سيعقدها مجلس الشيوخ، وهى نقطة حاسمة لا تزال محل خلاف بين الجانبين. ويعنى ذلك أن اتهام ترامب بارتكاب مخالفات دستورية قد يظل اتهاماً مفتوحاً من دون تبرئة ينتظرها بفارغ الصبر في مجلس الشيوخ. وهو إن حدث فسيكون مادة دسمة للجدل والصراع الذي سيلقى بتبعاته على أجواء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

ويواصل صراعه بالطريقة نفسها التي خاض بها أزماته السابقة، معتقدا بأن إنجازاته التي حققها هذا العام لا مثيل لها. بينما يرى منتقدوه أن إخفاقاته في ملفات داخلية وخارجية لا تغتفر، كونها هددت قوة وهيمنة الولايات المتحدة في الخارج وقوضت من بعض الحقوق في الداخل

ومع ذلك يمكن القول أن ترامب حقق انجازات داخلية انطلاقاً من سياسة «أمريكا أولاً» التي تبناها منذ اليوم الأول لوصوله للبيت الأبيض، وتمكن هذا العام من تحقيق انجازات في عدد من الملفات المهمة، منها حربه التجارية مع الصين وسياسة «الضغوط القصوى» التي اتبعتها إدارته ضد النظام الإيراني وفرضت من خلالها عقوبات اقتصادية ومالية لتضييق الخناق على طهران وأدت هذه السياسة إلى تفجر الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية ضد النظام في أكثر الاحتجاجات خطورة منذ 40 الإيراني.

خلال صراع واشنطن مع إيران هذا العام أبقت الولايات المتحدة وعززت وجودها العسكري في الخليج وفي السعودية وحركت حاملة الطائرات إبراهام لينكولن إلى داخل مياه الخليج، تحسباً لأي مغامرة طائشة من جانب إيران.

كما نجح ترامب أيضا في الضغط على حلف شمال الأطلسي كي ترفع الدول الأعضاء من إسهاماتها المالية في ميزانية الحلف،كما يُحسب لترامب تمكن إدارته من قتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي.

إخفاقات في سوريا

على الجانب الآخر كان لترامب إخفاقات سياسية في سوريا ومع تركيا مثل قيامه فجأة بسحب القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا والتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية، التي قاتلت «داعش» بجانب القوات الأمريكية.لكن الضغوط الداخلية الواسعة على ترامب، دفعته إلى تعديل المسار والتنسيق مع تركيا وروسيا على الإبقاء على نحو 500 جندي أميركي لعدم استفادة الروس أو نظام دمشق من النفط السوري في هذه المنطقة.

دعم إسرائيل

كما فعل العام الماضي أثار ترامب موجة انتقادات عربية ودولية في أبريل الماضي بعدما توقيعه إعلاناً رئاسياً تعترف بموجبه الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا خلال حرب 1967. وتمادى ترامب في دعمه لإسرائيل مرة ثانية في نوفمبر الماضي بإعلانه أن المستوطنات في أراضى الضفة الغربية المحتلة لا تخالف القانون الدولي، في تراجع عن سياسة أميركية دامت أربعة عقود، وهو موقف وجد رفضاً عربياً وأوروبياً ودولياً وحتى داخل الولايات المتحدة

وهى قرارات اعتبرها محللون سياسيون في واشنطن تفيد ترامب بالأساس لأنها تدعم قاعدة مؤيديه، بين أوساط الناخبين الإنجيليين خلال سعيه إلى الفوز بدورة رئاسية ثانية في نوفمبر القادم.