حبر على ورق

الفقر أخطر أنواع العنف ضد المرأة

نوال مصطفى
نوال مصطفى

دعتنى الكاتبة الصحفية ماجدة محمود، مقررة المجلس القومى للمرأة فرع الجيزة إلى المشاركة فى احتفالية ختام الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة الذى يقيمه المجلس القومى للمرأة فرع الجيزة. كانت المناسبة هى ندوة حول مناهضة العنف ضد المرأة بمكتبة مصر العامة، جمهورها الرئيسى هم طالبات وطلاب المدارس الإعدادية والثانوية، أما المتحدثات فكن النائبة البرلمانية منى منير، الفنانة منال سلامة، الأستاذة ماجدة محمود وأنا.


أثارت النائبة البرلمانية منى منير قضية فى غاية الخطورة وهى ما أسمته بـ»العنف الإلكترونى» الذى يمارس ضد الفتيات؛ مما يعرضهن للابتزاز، وقالت محذرة الفتيات اللاتى حضرن الندوة «موبايلك دا اعتبريه جزء منك متسبهوش لحظة»؛ وذلك بسبب التلاعب بواسطة البرامج التكنولوجية الحديثة التى تخترق الخصوصية، وتعرض حياة الفتيات للخطر. الجميل إنها ركزت على الحل وطالبت الفتيات بالاتصال بخط نجدة الطفل (16000)، والذى يعمل على مدار اليوم أو الاتصال بالخط الساخن لتلقى شكاوى السيدات بالمجلس القومى والمرأة (15115)، والذى يحافظ على سرية المعلومات. وقالت: لا تخافى.. اتكلمى. وسوف تجدين من يحميك دون أن يفشى السر، أو حتى يسأل عن اسمك.


أما أنا فقد ركزت فى كلمتى على ضرورة اهتمام الصحافة والإعلام بالقضايا المجتمعية الحقيقية، بدلا من البحث عن الإثارة الجوفاء التى لا تبنى ولا تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع. وأكدت على أن الفقر هو أشد أنواع العنف التى تمارس ضد المرأة، وهل هناك عنف أشد من أن تجد إنسانة بريئة من أى جرم نفسها وراء القضبان دون ذنب إلا الفقر وانعدام الوعى بالقانون. إنهن (سجينات الفقر) اللاتى اكتشفت وجودهن أثناء مشوارى الطويل فى عالم السجون.


وفيما يتعلق بالشق القانونى، تحدثت عن أهمية التحالف الوطنى لحماية المرأة بالقانون، الذى تأسس بمبادرة من جمعية رعاية أطفال السجينات، وهدفه تعديل بعض نصوص القانون لتواجه مافيا القروض، هؤلاء الذين يستغلون جهل النساء؛ وقد دشنت الجمعية حملة توعية قانونية تحمل اسم (ما تمضيش على بياض)، كذلك قدمنا مشروع قانون للبرلمان لتعديل المادة الخاصة بإيصال الأمانة فى القانون المصرى، وشطب السابقة الأولى التى تسجن فيها المرأة بسبب «إيصال الأمانة»، واستبدال عقوبة الحبس بالعقوبة البديلة.


ووجهت الفنانة منال سلامة، رسالة إلى الفتيات بأن العمل هو سلاحهن الأهم فى الحياة، والذى من خلاله سوف يواجهن العقبات، كما أنه يصقل شخصياتهن ويقويهن، كما شجعت الفتيات للانخراط فى العمل، فى أى مهنة يحببنها منذ الصغر، ضاربة المثل بنفسها؛ وقالت إنها التحقت بعدة أعمال بسيطة منذ كانت شابة صغيرة حتى تعتمد على نفسها ولا تطلب نفقاتها من أهلها فعملت فى محل كوافير وفى صيدلية وغيرها من الأعمال.


أوضحت منال سلامة دور الفن فى تسليط الضوء على قضية العنف ضد المرأة من خلال العديد من الأعمال الفنية المهمة ومنها على سبيل المثال (أريد حلًا - أحلام هند وكاميليا - شيء من الخوف - عفوًا أيها القانون - الجراج).


شرحت الكاتبة ماجدة محمود السبب فى إطلاق اليوم العالمى للعنف ضد المرأة، وقالت إنه يرجع إلى عملية الاغتيال الوحشية عام 1960 للأخوات ميرابال، الناشطات السياسيات فى جمهورية الدومنيكان، بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافائيل تروخيل؛ وفى عام 1981 قررت الناشطات النسويات أن يكون 25 نوفمبر هو يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، وفى 17 ديسمبر 1999 أصبح التاريخ رسميًا بقرار من الأمم المتحدة.