احم احم !

مع طه حسين على باب السيربون!

هشام مبارك
هشام مبارك

لم أصدق عينى وأنا أراه واقفا أمام الباب وكأنه ينتظرنى فتقدمت منه وصافحته فمد يده وكان هذا الحوار:
ــ معقولة الدكتور طه حسين؟ حضرتك بشحمك ولحمك لسه هنا فى السيربون؟ أنا خايف أكون باحلم!
ــ يا إتش تحب الطشك قلمين عشان تصدق هاهاهاها.
ــ لالالا أنا كده فعلا مش مصدق بس حضرتك تعرفنى ازاى هى باريس دى مابيتبلش فى بقها فولة؟
ــ باريس ملهاش دعوة والناس هنا كل واحد فى حاله محدش بيشغل نفسه بالتانى أنا عرفت من الفيس بوك بتاعك.. ارحمنا شوية يا جدع ده انت ناقص تتصور وانت فى حمامات باريس.
ــ هاهاهاها قلت لو عملت كده حايقولوا عليا اتجننت.
ــ طبيعى تتجنن بعد ما قابلت سارتر وأحدب نوتردام وانا إللى كنت فاكرك حاتجيلى أول واحد هنا؟
ــ أنا قلت أخلى الحوار مع حضرتك مسك الختام.
ــ مفيش فايدة فى بكش المصريين طب ماتخلينا نعمل الحوار ده فى مصر أحسن؟
ــ لالا أرجوك فى مصر حضرتك مش حاتكون فاضى ثم بصراحة كده يا دكتور طه أنا كل ما اسمع اسم السيربون مايجيش على بالى غير اسم طه حسين ولا اخفيك قولا أن احترامك تضاعف اليوم آلاف المرات عندما رأيت جامعة السيربون العريقة.. كيف تمكنت وأنت الرجل ال...
ــ كفيف قصدك؟ قلها ولا تخجل.
ــ العفو العفو يا سيادة العميد أنا أصلى مفتون بقصة كفاحك وعندما رأيت السيربون بنفسى اليوم لأول مرة تعجبت من قوة إرادتك التى جعلتك تكافح حتى تصل لمكانتك الرفيعة.
ــ بمناسبة القراءة والكتابة اسمحلى أسألك بما أنك كاتب كم تقرأ من الكتب قبل كتابة مقالك الأسبوعى؟
ــ طب وليه الإحراج ده يا شيخ طه على رأى عريف الكتاب الذى كان يناديك هكذا؟
ــ لأنى كم تمنيت أن يقرأ الكاتب أكثر مما يكتب.
ــ يا دكتور طه ظروف الإنسان بقت صعبة وأنا على قلة وقت القراءة راضى عن نفسى والحمد لله.
ــ إياك والرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول وإياك والعجب فإنه يورطك فى الحمق وإياك والغرور فإنه يظهر للناس نقائصك كلها ولا يخفيها.
ــ حضرتك كده بتشلفطنى يا سيادة عميد الأدب العربى فكأنك تعرف عنى أكثر مما أعرفه عن نفسى.
ــ أحسن المعرفة معرفة لنفسك وأحسن الأدب وقوفك عند حدك، كم عمرك يا إتش؟
ــ لو بلحظات الحزن والهم فأنا شيخ كبير ولو بلحظات الفرح فأنا شاب يافع.
ــ بورك من جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ. المهم لا تكن كمن كان يعتمد على نفسه ما واتته قوة الشباب فلما أدركته الشيخوخة اتخذ من التملق عصا يدب عليها!
ــ طب كلمنى عن الحب، قولى بصراحة كيف أحببت سوزان؟
ــ منذ أن سمعت صوتها لم يعرف قلبى الألم، بدونها أشعر أنى أعمى حقا.. أما وأنا معها فإنى أتوصل إلى الشعور بكل شيء وإنى أمتزج بكل الأشياء التى تحيط بى.
ــ ماذا كنت تقول لها وأنتما تسيران سويا فى باريس الساحرة؟
ــ إننا سوف نسير من جديد أقوياء بهذا الحب نحو المستقبل الذى ربما سيشبه الماضى أو لعله سيكون أفضل منه أو ربما أسوأ منه ولكن ما همنا؟ سوزان، لنتابع المسير، اعطنى يدك.
ــ ماذا ينقص البشرية لتسعد من جديد؟
ــ أن يكتشف العلم هذه الجراثيم المعنوية التى تفسد الود وتفتك بالحب وتقطع أمتن ما يكون بين الناس من صلات.
ــ ده من رابع المستحيلات يا شيخ طه.. عموما شكرا لك على وقتك الغالى وأتمنى أن أراك قريبا سواء فى مصر أو باريس.
ــ بس الله يكرمك لو جيت هنا تانى عايز منك حاجة واحدة.
ــ خير حضرتك تؤمر.
ــ عايزك تقفل الفيس بوك بتاعك وإلا متزعلش منى حاضطر أعملك بلوك!