سوق السيارات| توقعات انخفاض الأسعار تتسبب في تراجع المبيعات

 حيرة وترقب فـى سوق السيـارات
 حيرة وترقب فـى سوق السيـارات

تخفيضات جديدة فى يناير المقبل


تطورات كبيرة سيشهدها سوق السيارات المصرى خلال الفترة القادمة، خاصة فى ظل تراجع الدولار أمام الجنيه، الأمر الذى دفع كثيرا من الزبائن الراغبين فى الشراء للانتظار لشهر يناير من العام القادم، للاستفادة من هذه التخفيضات وفق توقعات مسئولين بشعبة السيارات وأصحاب المعارض، لتستمر حالة الركود تخيم على حركة البيع والشراء خلال الفترة الحالية.

جولة «بوابة أخبار اليوم»

خلال جولة «بوابة أخبار اليوم» على معارض السيارات الزيرو بالقاهرة والجيزة، رصدنا حالة من الركود التام أصابت مبيعات سوق السيارات الجديدة حتى أصبحت « للفرجة فقط،»، وأجمع أغلب التجار أن حالة الركود ارتفعت بشكل كبير، حيث انخفضت نسبة المبيعات ٣٥٪ خلال شهر ديسمبر الحالى إذا تمت مقارنته بذات الشهر من العام الماضي.

وداخل أحد المعارض، أكد باسم شاهين مدير مبيعات بأحد المعارض، أن حركة البيع والشراء انخفضت بنسبة تصل إلى 35% خلال شهر ديسمبر الحالي، إذا تم مقارنته بالشهر ذاته من العام الماضي، نتيجة انتظار وترقب أغلب المواطنين الراغبين فى الشراء لبداية العام الجديد، أملا فى انخفاض الأسعار مرة أخرى.

وأضاف شاهين، أن هناك عددا من الموديلات انخفضت أسعارها خلال الفترة الماضية ما بين 5 آلاف وحتى 50 ألف جنيه للسيارات، حيث انخفضت رينو لوجن 26 ألف جنيه للفئة الأولى الثانية وسجلت الأولى 198 ألف جنيه مقارنة بـ224 ألف جنيه، بينما سيارات الفورد كوجى فئة أولى بلغ حجم التخفيض 40 ألف جنيه، وسجلت 457.5 ألف جنيه، والفورد فيجن فئة أولى هبطت 50 ألف جنيه، وسجلت 425 ألف جنيه، والفورد إيكو انخفضت 30 ألف جنيه وسجلت 270 ألف جنيه للفئة الأولى.

وأشار شاهين إلى أن شيفروليه أوبترا الفئة الثانية السعر الرسمى للسيارة 220 ألف جنيه ومتوافرة بكثرة داخل السوق المعارض، أنهم يقدمون بعض التخفيضات عن السعر الرسمي، لجذب مزيد من الزبائن كما أن هناك عروضا خاصة للبيع بالتقسيط للزبائن الراغبين فى الشراء وقد تصل إلى تخفيض 5 آلاف جنيه عن السعر الرسمى حتى تنتعش حركة السيارات مرة أخرى.

وبين أن هناك أسعار سيارات فى متناول الموظف البيسط ومن بينها اللادا حيث سجل سعر الفئة الأولى موديل 2020، 157 ألف جنيه مانوال، بينما الفئة الثانية أوتوماتيك تبلغ 178 ألف جنيه، كما أن أسعار الـ BYD، الرسمى 173 ألف جنيه وقد تزيد ألف جنيه عند عملية البيع.

وأوضح شاهين أن من أهم العوامل التى تعمل على انخفاض أسعار السيارات تقليل الجمارك على أسعار قطع الغيار، بالإضافة إلى تصنيع السيارات بشكل نهائى داخل الدولة المصرية، الأمر الذى يؤدى إلى انخفاض أسعار أغلب السيارات وسيحدث حالة من الانتعاش داخل سوق السيارات.

تم الترويج

وداخل أحد المعارض الأخرى، يشتكى محمد عبدالله مدير المعرض، من حالة الركود بعد أن تم الترويج بشكل كبير على أن أسعار السيارات ستنخفض بداية من العام القادم، فأصبح من يرغب فى الشراء فى حالة ترقب دائم ويتجول داخل المعارض لمقارنة الأسعار بعضها ببعض، وأغلب من يفكر فى الشراء قرر الانتظار حتى يناير ٢٠٢٠، موضحا أن الوكيل هو من يتحكم فى سوق السيارات ويحدد الأسعار كيفما يشاء، بينما هامش ربح المعارض ضئيل جدا ويختلف حسب الأنواع.

واستكمالا للجولة، توجهنا إلى سوق السيارات المستعمل بمدينة نصر، نفس حالة الركود فى الزيرو تسيطر على المستعمل، اقتربنا من مصطفى طلعت تاجر ألعاب، بجوار سيارته كيا كارنز موديل 2010، ويرغب فى بيعها، يوضح أنه يأتى إلى السوق منذ ٤٠ يوما لكن لا يوجد زبائن ترغب في الشراء، والسوق يسيطر عليه حالة كساد كبيرة، قائلا: «بنروح السوق ونخرج علشان نكون عملنا اللى علينا.. بس مفيش شغل»، مبينا أنه بدأ فى عرض سيارته بسعر 205 آلاف جنيه وقام بتخفيض السعر حتى وصل إلى ١٩٠ ألف جنيه دون جدوى، وأضاف أن التجار المسيطرين على السوق «بيموتوا الأسعار»، فعرض أحد التجار شراء السيارة بـ١٨٠ ألف جنيه لكنى رفضت.

أما خالد جمال رجل أعمال عندما اقتربنا منه بادرنا بالسؤال «تاجر ولا زبون»، يوضح أنه يسأل الشخص القادم إليه وإذا علم أنه تاجر يرفض التحدث معه أو مشاهدة السيارة، وعن سبب تواجد التجار بأعداد كبيرة، أرجع هذا الأمر إلى حالة الركود الكبيرة التى يعانى منها سوق السيارات، لأن أغلب الزبائن ينتظرون ويترقبون بداية العام الجديد لمشاهدة أسعار السيارات الزيرو.

بينما وقف رجب كمال «عامل»، بجوار سيارته دايو نوبيرا ينتظر الفرج، أكد أنه اضطر إلى عرض سيارته للبيع لحاجته إلى المال، وأول مرة يأتى إلى سوق السيارات المستعمل لكنه لم يشاهد زبونا واحدا حتى الآن بعد مرور 4 ساعات على تواجده، ومن يتردد عليه تجار فقط، وأضاف أنه يرغب فى بيع سيارته بـ92 ألف جنيه، وسعرها يزيد عن هذا لكن حاجته أجبرته على بيعها.

ومن جانبه أكد اللواء عفت عبد العاطى رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن أسعار السيارات ستشهد انخفاضا خلال شهرى يناير وفبراير 2020، لم تتحدد نسبته حتى الآن، بعد تراجع أسعار الدولار أمام الجنيه، كما أن قرار زيرو جمارك أدى إلى انخفاض أسعار السيارات خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى العروض المستمرة من قبل المعارض التجارية وذلك بسبب تراجع البيع في الأسواق.

وأضاف عبدالعاطى أن الدولة يجب أن تدعم الصناعات المعذية للسيارت خلال الفترة القادمة، حتى يتم التفكير فى إبرام تعاقدات على صناعة السيارات داخل مصر، موضحا أن السيارات المستعملة تعتبر حلا لمواجهة غلاء أسعار الزيرو.

بينما يرى مؤسس حملة "خليها تصدي" محمد راضي، أن الحملة نجحت فى توعية المواطنين الراغبين في شراء السيارات بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بارتفاع أسعار سيارات الزيرو، الأمر الذى أدى إلى تزايد حالة الكساد بالمعارض، مما أجبر الوكلاء والتجار لتخفيض عدد السيارات التى يشترونها خوفا من عدم بيعها، وتقديم عروض وتخفيضات لجذب الزبائن، مبينا أنه يتوقع انخفاض الأسعار خلال الربع الأول من عام 2020 بعد تراجع الدولار.