سلطان الأثقال المصري: لم أسع للتجنيس.. وسافرت من أجل «لقمة العيش»

محمد سلطان
محمد سلطان

يستمر مسلسل هروب نجوم الرياضة المصرية، الذين تركوا منتخباتهم وسافروا بحثا عن حلم للشهرة والحصول على الإمكانيات، أمثال طارق عبدالسلام لاعب منتخب المصارعة والذي توج مع منتخب بلغاريا بذهبية أمم أوروبا، وغيره الكثير من النجوم الذين لم يجدوا بديلا إلا الهروب من المعاناة وعدم توفير الإمكانيات، للبدء من جديد في دول أخرى توفر لهم الدعم لتحقيق أحلامهم.

كان آخر هؤلاء البطل المصري السابق بمنتخب رفع الأثقال محمد سلطان، الذي حصل على 3 ذهبيات في نهائي بطولة أمريكا المفتوحة لرفع الأثقال، والتي تعد من أكبر بطولات اللعبة بالولايات المتحدة، كما فاز البطل المصري بلقب أفضل لاعب بالبطولة وهو ما يعد انجازاً كبيراً للاعب.

وحاورت «بوابة أخبار اليوم » اللاعب محمد سلطان لإطلاق ناقوس الخطر من جديد في محاولة قد لا تكون الأخيرة أمام وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي ورئيس اللجنة الأولمبية للاهتمام وحل مشاكل اتحاد رفع الأثقال المصري في محاولة جديدة للحفاظ علي الأوناش المصرية ثروة مصر الرياضية، وإلقاء الضوء على قصة نجاح «سلطان الأثقال المصري»، وكشف الحقائق حول ما تعرض له خلال وجوده في اتحاد رفع الأثقال، ورأيه في الأزمات التي يتعرض لها حاليا، وخاصة بعد استبعاد مصر رسمياً من أولمبياد طوكيو 2020 بسبب أزمة المنشطات الأخيرة ورسائله لأبطال طوكيو الذين استبعدوا وعلى رأسهم محمد إيهاب وسارة سمير.

متى كانت بدايتك وما هي البطولات التي حصلت عليها حتى وصولك العالمية؟

بدأت عام ٢٠٠٣ في رفع الأثقال مع الكابتن محمود فياض في مركز شباب روض الفرج، ثم انضممت لمنتخب الناشئين ٢٠٠٥ ثم منتخب الكبار ٢٠١٠، ثم في عام ٢٠١١ أصبحت ثالث العالم في بطولة الجامعات ثم بطولة العالم للكبار ٢٠١١، وحصلت علي المركز الثامن.

وفي ٢٠١٣ حصلت على ميداليتين برونزيتين في بطولة البحر المتوسط، ثم حدثت لي مشكلات عديدة تم خلالها إيقافي عدة مرات لخلافات داخل الاتحاد، خاصة من رئيس الاتحاد محمود كمال، ثم حصلت على بطولات جمهورية وكأس مصر والقاهرة والجامعات، واشتركت في كل البطولات، وحصولي على المراكز من الأول إلي الثالث وهذه البطولات التي تحققت خلال مشواري الذي استمر لمدة ١٦ سنة وفي القوه البدنية مركز أول أفريقيا في شهر أكتوبر الماضي في جنوب إفريقيا، وآخر بطولة شاركت فيها هي بطولة أميركا في كاليفورنيا، وحصلت علي المركز الأول ثم سافرت أمريكا بعد معاناة تعرضت لها في مصر ونجحت هناك.

ما تعليقك على قرار إيقاف مصر دوليًا ومنعها من المشاركة في البطولات الدولية؟

بالطبع هي كارثة بمعنى الكلمة للرياضة المصرية، وكان يمكن تجنب كل هذا الإيقاف لولا تجاهل العقوبة وعدم سداد الغرامة المقررة وتجارة المكملات الغذائية والمنشطات وخاصة واقعة المطار المعروفة والتي صودرت فيها كمية ضخمة منها، وقرار حل الاتحاد الذي لم ينفذ، فكل هذا أدى إلى تفاقم الوضع إلي ما وصلنا إليه وخسارة مصر لسمعتها، خاصة ونحن كنا من مشاهير العالم في هذا النشاط.

بصراحة.. هل سفرك لأمريكا هو بداية للتجنيس؟

عرض عليّ التجنيس أكثر من مرة وكنت أرفض تمسكا مني بعلم مصر، أما بالنسبة لرجوعي لمصر الآن فهو مستبعد، لأن اللعبة متوقفة في مصر وبالتالي العودة ليس لها مبرر وليس هناك مشاركات، فهل أعود للتدريب لمدة عامين دون مشاركة وأيضا ليس لي مصدر معيشة، فلا راتب لي من ناد أو اتحاد، فكيف أعيش وهناك بطولة قوى بدنية ستقام في بيلاروسيا وبحثت عن راعٍ لي فلم أجد لا تكريم ولا شهادة من الاتحاد أو من الوزارة بعد رفع علم مصر أفريقيًا.

وبالتالي لو عدت إلي مصر سأعود من أجل أهلي وأُسرتي وليس من أجل الرياضة، وسوف أبحث عن فرصة في أمريكا أو في أي مكان وخروجي ليس من أجل التجنيس، وإنما بحثا عن الفرصة ولقمة العيش وحتى أستطيع رعاية أولادي وأوفر لهم المناخ الملائم حتى لا يتعرضوا للظلم الذي وقع عليّ.

في رأيك من المسئول عن الكارثة، هل هو المدرب أم المدير الفني.. وما سر رحيلك؟

رئيس الاتحاد الذي أكد في تصرح سابق له في إحدى البرامج التلفزيونية بأن المدرب كان يعطي اللاعبين مكملات غير مأمونة العواقب من أجل رفع مستوى اللاعبين فنيا وإن المدرب كان يلعب دور الطبيب، وهذا أكبر دليل على علم رئيس الاتحاد بما يجري ولم يحرك ساكنا وتركهم يمارسون مهامهم خاصة تغاضيه عن كارثة المطار وتهريب المكملات والمنشطات وهذا أكبر دليل علي مسئولياته مسئولية كاملة عن الكارثة هو ومجلس الإدارة الذي كان يعلم بكل شئ بالإضافة المدربين والجهاز الفني والإداري.

وما تأثير ذلك على مستقبل اللعبة؟

سيرحل الكثيرون لخارج مصر وسوف نشاهد أسماء مصرية تلمع تحت علم دول أخرى وعندما نصل إلى المشاركة بعد انقضاء العقوبة لن نجد أبطال يمثلوننا في هذا المجال

وهناك لاعبين آخرين سافروا لدواعي أخرى وأعلم أن هناك لاعبين آخرين يحاولون السفر أيضا، وهذه هي الكارثة الأكثر لأنه بذلك سيضيع جيل حالي في مصر وجيل آخر جديد ناشئ يسعى للخروج والتجنيس لدول أخرى.

بعد إحرازك للبطولة هل تعتقد إن حقك عاد إليك خاصة بعد خلافك مع الاتحاد؟

الحمد لله البطولة تعتبر إنجاز كبير على المستوى الشخصي والعام، أما بالنسبة للإتحاد والوزارة واللجنة الأوليمبية لم يقف أحد بجواري والإنجاز إنجاز شخصي ولم يمد أحدا يد المساعدة لي رغم الشكاوى المتعددة ورغم التي أوصلتنا إلى مانحن فيه الآن من انحدار والتجاوزات والمحسوبيات والمجاملات وكل شئ دون حساب أو عقاب أو مسائلة وضم البعض وإقصاء الآخر حسب الميل الشخصية دون مراعاة للصالح العام.

وأنا لم استرد حقي إلى الآن ولا يعلم أحد حجم التضحية التي بذلتها وكيف كافحت وسافرت فكنت امتلك دراجة بخارية تم بيعها واللجوء للأهل والأصدقاء لاستكمال تكاليف السفر وكنت أحاول دائما السفر والاشتراك في البطولات حتى رفعت علم مصر في البطولات الإفريقية ولم أتلق كلمه شكر أو شهادة تقدير ولا تكريم من الدولة ونفس الشئ حدث أيضا هنا وأنا والحمد لله لا انتظر شئ من أحد.

ماذا تقول للأبطال الذين أصيبوا بخيبة الأمل بعد الإيقاف مثل محمد إيهاب وسارة سمير؟

أقول لمحمد إيهاب وسارة سمير أنتم شرفتم مصر وحصلتما على بطولات عديدة لمصر ولكما على المستوي الشخصي ويكفيكم فخرا حب وتقدير الناس لكما.

ما هو مثلك الأعلى محلياً ودولياً في اللعبة؟ 

على المستوي المحلي لا يوجد لدي قدوة الحمد لله بالعكس أنا قدوة لأشخاص كثيرين في العزيمة والإرادة وتحدي الظروف الموجودة، أما علي المستوي الدولي للعبة لا يوجد أيضا لاعب معين.

هل زوجتك البطلة السابقة عبير عبد الرحمن لها دور في نجاحك على اعتبار أن وراء كل رجل عظيم امرأة؟

زوجتي هي سر نجاحي باعتبارها بطله أوليمبية سابقة وهي على دراية باللعبة بشكل جيد وهي دائما ما تحفزني وتشجعني على المواصلة في النجاح حينما أقصر في غيابي عن المنزل، وفي أوقات كثيرة كانت تتحمل المسئولية كاملة ولها تقدير في قلبي ولها الفضل بعد الله في نجاحاتي.

تتمنى مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي ما هي أول جمله تريد أن تقولها له حينما تراه؟

مقابله الرئيس حلمً كبير بالنسبة لي وتكريمه لي شرف، أنا لا أريد التحدث عن الحدث الرياضي بل وجودي كشاب مصري طموح رفع علم بلاده في المحافل الدولية ومقابلته شرف لي لأني لم استسلم للصعوبات وحبي لبلدي يجعلني أعود لمصر وأكمل حياتي بها وأعوض كل التعب الذي شاهدته.

وجملة أريد أن أقولها للرئيس عبد الفتاح السيسي: "عندنا طاقات بشرية وعندنا أبطال يجب الاهتمام بهم لأنهم طاقة تستطيع تمثيل مصر في كل المحافل الدولية وسيادتك الراعي الأول للرياضة في مصر".