أصحاب الهمم.. نماذج ملهمة لا تعرف المستحيل

أصحاب الهمم.. نماذج ملهمة لا تعرف المستحيل
أصحاب الهمم.. نماذج ملهمة لا تعرف المستحيل

نماذج ناجحة لم تعرف المستحيل بل إنهم تغلبوا على إعاقتهم وتحدوا الصعوبات وقرروا المضى قدما نحو الأفضل وإضفاء بصمتهم الخاصة على المجتمع، «أخبار اليوم» التقت بنماذج من هؤلاء الشباب ليتحدثوا عن إنجازاتهم.

كانت بمثابة صدمة بالنسبة لوالدتها خاصة أنها طفلتها الأولى ولا تعرف المرض المصابة به ولكنها تخطت تلك الصدمة سريعًا بعد أن قرأت عن مرضها واستشارت العديد من الأطباء فعلمت أنها مصابة بمتلازمة داون بسبب طفرة فى الكروموسومات، وبدأت فى تنمية مهاراتها ورعايتها ذاتيًا وتدريبها على التخاطب من خلال العديد من الدورات التدريبية للتعرف على كيفية التعامل معها، ولكن مع التحاقها بالمدرسة كانت الطامة الكبرى لها فلقد كانت فلذة كبدها تتعرض للصعوبات بسبب التنمر والمضايقات التى كانت تواجهها من زملائها خاصة مع عدم وجود فكرة الدمج وقتها، لتقرر تغيير مجال دراستها وإلحاقها بمدرسة التربية الفكرية.


ريشة فنية


مريم وجيه، فتاة فى ربيعها العشرين، التى قررت والدتها إلحاقها بالمجال الرياضى وبالفعل تفوقت فى السباحة لتصبح بطلة العرب فى السباحة لعام 2014، وتحصل على 50 ميدالية اتحاد وأولمبياد، ولكن مع مرور الوقت لم تكن ترى نفسها فى ذلك المجال خاصة أنها تحب التلوين منذ نعومة أظافرها بطريقة دقيقة ودمج الألوان بشكل ملفت ورائع فكانت والدتها تقف عند تلك الموهبة التى توارت وراءها.


«مريم كانت بتحب الألوان من صغرها وبتعرف تفرق بينهم ولما وصلت 10 سنين كان الكل بينبهر برسوماتها» بتلك الكلمات بدأت هناء أمين، والدة مريم، حديثها قائلة إنها قررت أن تساعد ابنتها للوصول إلى ما تريد حتى جعلتها تشارك فى أول ملتقى دولى للفنون وهو ملتقى أولادنا للفنون لذوى الاحتياجات الخاصة، وكرمت مريم فى ذلك الملتقى بشهادة تقدير على مستوى 34 دولة أوروبية وأفريقية، ثم بعد ذلك بدأت فى تدريبها على يد الفنان رضا فضل للتعرف على كيفية استخدام الفرش واستخدام التقنيات الخاصة بالرسم بطريقة دقيقة، وبعد التدريب المكثف شاركت للمرة الثانية فى نفس الملتقى ليشيد بلوحتها دكتور أشرف رضا وكيل كلية الفنون الجميلة، ويكرمها بدرع الملتقى مع إعطائها منحة للدراسة فى كلية الفنون الجميلة لتصبح مريم أول متلازمة داون تلتحق بكلية الفنون الجميلة دراسات حرة بمنحة مقدمة من وكيل الكلية إلى جانب دراستها فى أكاديمية الفنون بالصف الثالث قسم باليه.


وتضيف أمين أن بعد ذلك شاركت ابنتها فى عدة مسابقات كثيرة دولية ومحلية مثل الملتقى الدولى للفنون على مدار ثلاث  سنوات متتالية لتفوز بمراكز متقدمة على مستوى الدول العربية والأفريقية والأجنبية فى موهبة الفنون التشكيلية، ثم بعد ذلك شاركت فى مسابقة حوار الأديان التى تتبع لمشيخة الأزهر الشريف وهى مسابقة فريدة من نوعها لمشاركة مسلمين ومسيحين فى مسابقة تتبع لهذا الصرح العظيم، وفازت مريم بالمركز الرابع بالرغم من أن لجنة التحكيم لم تعرف أن مريم من ذوى القدرات الخاصة، وأهدت اللوحة لفضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب، لافتة إلى أنها أيضًا لها أعمال كثيرة من لوحاتها معلقة فى معظم وزارات مصر مثل وزارة الشباب والرياضة، ووزارة البيئة، والسفارة الأمريكية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.


«بنتى أمنية حياتها تتكرم من الرئيس عبدالفتاح السيسي» بتلك الكلمات اختتمت والدة مريم حديثها متمنية أن يتم تحقيق حلم ابنتها لتسعدها أكثر.


«مروة» .. نموذج لذوى الاحتياجات الخاصة


بعد ولادتها بثلاثة أشهر اكتشفت والدتها أن ابنتها الرضيعة مصابة بشلل الأطفال بسبب تطعيم فاسد، فبدأت معاناتها فى البحث عن علاج لطفلتها سواء كان علاجا طبيعيا أو جهازا تعويضيا لقدميها، فكان تشجيع والدتها بمثابة حافز قوى لتتعايش الطفلة الصغيرة مع إعاقتها وكأنها شيء طبيعي، بل واستطاعت التغلب عليها من خلال الاعتماد على نفسها وتنمية الهوايات التى أحبتها مثل التطريز وتطوير اللغة الإنجليزية لديها، ولم تقتصر على ذلك فقط بل تفوقت فى دراستها لتكمل مسيرتها التعليمية وتتخرج من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج.

 
إنها مروة عيسى ابنة محافظة سوهاج التى بعد تخرجها بدأت فى تنمية مهاراتها فحصلت على تدريبات فى جميع المجالات من ضمنها الموضة والجرافيك والكمبيوتر والتنمية البشرية وريادة الأعمال وأيضًا التطريز من المعهد الفرنسى بالقاهرة، فلقد كانت الخياطة بمثابة تحد  لها بسبب إعاقتها إلا أنها تغلبت عليها، وبعد زواجها أصبح زوجها يشجعها على الدفاع عن حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة فبدأت بالاطلاع على القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بهم لتصبح مؤهلة لذلك.


وتوضح مروة أنه تم ترشيحها لخوض الانتخابات البرلمانية والمحلية من قبل المجلس القومى للمرأة، بالإضافة إلى ترشيحها لمناقشة مسودة قانون ذوى الاحتياجات الخاصة بمجلس النواب من قبل اتحاد مصر لجمعيات الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة والمجلس القومى لذوى الاحتياجات الخاصة عن محافظة سوهاج، لافتة إلى أنها بجانب ذلك كانت تدير جمعيتها الخاصة بتعليم التطريز والصناعات التراثية والتى تهدف إلى تعليم الشباب ريادة الأعمال وحرف مختلف تساعدهم فى بدء مشروعات خاصة بهم.


وعن إنجازاتها تبدأ مروة بسردها بصوت يملؤه الفخر فتقول إنه بسبب تفوقها فى هذا المجال سافرت إلى العديد من المؤتمرات لذوى الاحتياجات الخاصة فى عدد من الدول المختلفة مثل روسيا وألمانيا واسبانيا وإنجلترا واليونان والأردن والإمارات، إلى جانب تأسيسها جمعية تمكين لحقوق ذوى الإعاقات وتنمية المجتمع من أجل الدفاع عن قضاياهم وخاصة المرأة ومن أهم أهداف تلك الجمعية هو تغيير نظرة المجتمع اتجاههم والتوعية بأن لديهم الحق فى جميع مجالات الحياة مثلهم مثل غيرهم. وتضيف عيسى أنها أيضًا ساهمت فى خدمة عدة مبادرات الخاصة بذوى الإعاقات مثل مبادرة العصا البيضاء ومبادرة محو أمية برايل بالإضاقة إلى مشاركتها فى مبادرة حاول تفهمني، إلى جانب مساهمتها فى إنشاء أماكن لانتظارات سيارات ذوى القدرات الخاصة فى سوهاج ذلك الذى يعتبر الأول من نوعه فى الصعيد.


وعما تتمناه توضح بنبرة تملؤها التفاؤل أنها تتمنى رؤية المرأة التى تعانى من أى إعاقة فى المناصب القيادية والمهمة لتصبح مثلها مثل الرجل لأنها تستطيع النجاح دائمًا.


«قد التحدى» .. مبادرة صنعت الموهوبة «أميرة»

منذ 10 سنوات كان يود تنفيذ شيء جديد فى مجال التصوير كان ذلك بمثابة شغف له يسعى لتحقيقه، فبدأ بتدريب العديد من الأشخاص ولكنه لم يشعر أنه قام بفعل شيء جديد، وعند ذهابه إلى احد المؤتمرات الخاصة  بدمج ذوى الاعاقة، وجد فتاة كفيفة تتعامل مع الكاميرا على انها جزء منها تتحسسها لتلقط الصورة وتطلب من المصور أن يصف لها المشهد ، فطرقت وقتها أبواب عقله فكرة جديدة وهى أن يقوم بنفس الفكرة وهى تعليم المكفوفين التصوير الفوتوغرافى لينشئ بعدها مبادرة «قد التحدي» ليثبت بالفعل أنهم يستطيعون التغلب على أى تحديات.  

يقول خالد فريد، الرجل الخمسيني، المصور المصرى الذى  استطاع إعادة البصر لبعض المكفوفين عن باستخدام الهندسة لمعرفة الأبعاد عن طريق استخدام حواسهم وتجسيد الصورة فى ذهنهم واستخدام خطة يتم طريق تعليمهم التصوير الفوتغرافى بطريقة احترافية مجانًا، حيث  أسس مبادرة  اطلق عليها «قد التحدي» اتباعها لمعرفة أجزاء الكاميرا التى يتم استخدامها لتحديد نسب الصورة النى سيتم التقاطها عن طريق عدسة الكاميرا.

أميرة أبو طالب صاحبة ال 28 عاما  واحدى المشاركات فى المبادرة تقول « لم اكن اتخيل اننى فى يوم سأنجح فى التقاط صورة  لأحد وبعد انتهائى من التدريب قمت بطباعة احدى الصور التى التقطتها فى احدى المنتزهات لطفلين كانا بصحبة والدتهما، وطبعتها بطريقة بارزة وتحسست تفاصيل الصورة ولم اصدق وقتها اننى نجحت فى التقاط تلك الصورة  واعلم ان لدى الكثير لكى اقدمه واتمنى ان اتقدم بمسابقات تصوير دولية.