مجمـع الإعاقـة الشامل.. صرح جديد لتأهيلهم

مجمـع الإعاقـة الشامل.. صرح جديد لتأهيلهم
مجمـع الإعاقـة الشامل.. صرح جديد لتأهيلهم

أسماء ياسر

يمثل المجمع الشامل للإعاقة بعين شمس بداية جديدة للعشرات من الأطفال المعاقين حياة لهم بعد أن تم افتتاحه فى أبريل 2018 على مساحة ألف متر، ليستوعب العديد من الأطفال على فترتين صباحية ومسائية، وتتنوع خدماته ليتم تأهيلهم، «أخبار اليوم» رصدت فى جولة أهم الخدمات التى يقدمها المجمع والذى يعد أكبر صرح لتقديم خدمات تأهيل الأشخاص ذوى الاعاقة فى مصر.

ما أن وطأت أقدامنا بوابة المجمع وجدنا سلالم تقودنا إلى الباب الرئيسى الذى بمجرد تخطيه وقعت أعيننا على لافتة كبيرة كُتب عليها «مركز رعاية وتأهيل حالات الشلل الدماغي»، وعدة كراسى متراصة بجانب بعضها البعض يجلس عليها بعض أولياء الأمور منتظرين وقت دخول أطفالهم لجلساتهم اليومية، بعد خطوات قليلة وجدنا غرفتين الأولى كبيرة تنقسم للعديد من المكاتب على كل منها أخصائية وأمامها طفل صغير تدربه على الفهم والتخاطب وتنمية المهارات بطريقة سلسة ومرحة تجعلك تقف مبهورًا عند رؤية ضحكة هؤلاء الأطفال التى تشبه الملائكة، وبعد تلك الجلسات يذهب الأطفال إلى الغرفة الأخرى وهى غرفة العلاج الطبيعى ليبدأوا مع الدكتور الخاص بهم جلسات جديدة تساعدهم على الحركة بشكل أفضل.


وعن طبيعة عمل مركز الشلل الدماغي، تقول شريهان الدسوقي، مدير مركز رعاية وتأهيل حالات الشلل الدماغي، ان عند استقبال أى حالة جديدة يتم عرضها على الأطباء لمعرفة مدى إصابتها بالضمور وتأثيره على الحركة الخاصة بالطفل وفتح ملف جديد له ثم اخضاعه لاختبارات ذكاء من قبل الأخصائى النفسي، ليبدأ بعد ذلك تنمية المهارات عن طريق أخصائى التخاطب، ثم بعد ذلك العلاج الطبيعي.. وتضيف الدسوقى أنه يتم استقبال جميع الإعاقات عدا حالات الإعاقة البصرية والتوحد لوجود مركز خاص بهم فى المجمع، لافتة إلى أن المركز يستقبل فى حدود 90 حالة شهريًا وهناك متابعة مستمرة لحالات الأطفال.. بعد ذلك انتقلنا إلى الحضانة الدامجة لنجد فى طريقنا مساحات خضراء شاسعة شُيدت فيها مدينة ملاهى صغيرة لترفيه الأطفال.


توضح هالة كمال، القائم بالأعمال فى الحضانة الدامجة، أنه يتم استقبال الأطفال من الساعة الثامنة صباحًا حيث يتم استقبال 35 طفلا وطفلة شهريًا تختلف حالاتهم ما بين الطبيعيين، متلازمة داون، تأخر النمو، فرط الحركة، وتأخر العقل البسيط.


ورش حرفية


اتجهنا بعد ذلك إلى مؤسسة التثقيف الفكرى ذلك المكان الذى يستحوذ على المساحة الأكبر من المبنى الرئيسى ويتكون من دورين ويحتوى على العديد من الفصول، بالإضافة إلى حجرات الرعاية وعدة غرف للورش وفى كل غرفة عدد من الشباب يمارس المهنة الخاصة به بحرفية شديدة وكأنه تعلم تلك المهنة منذ الكثير من السنوات، كانت البداية من غرفة التطريز والتريكو التى امتلأت بالعديد من الأعمال الفنية التى أبدع فى تطريزها الشباب والفتيات أيضًا وأغلب تلك الأعمال يتم عرضها فى المعرض الخاص بهم ويتم بيعها، وعلى بُعد خطوات قليلة غرفة الخياطة التى كانت جميع الفتيات بها منهمكات فى العمل أمام آلات الخياطة.


وتوضح أمانى مرسي، مدير مؤسسة التثقيف الفكرى بالمجمع، أن المركز ينقسم لقسمين قسم مهنى والذى يحتوى على الورش، والقسم الثانى هو الأكاديمى ويكون عبارة عن الفصول للرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية، ويكون الهدف من الورش   تأهيل الأبناء الموجودين على الحرف والمهن المختلفة.


تخصصات حديثة


مبنى على مساحة واسعة يلفت نظر كل من يراه يتكون من دورين، عُرف عنه أنه أكبر مركز للتوحد على مستوى الشرق الأوسط من حيث المساحة وعدد التخصصات، خاصة الإضافات الخدمية التى تعتبر الأحدث فى الشرق الأوسط وهما غرفتا السيكوموتر والتكامل الحسي، حيث إن غرفة السيكوموتر تساعد فى تطوير مفاهيم الطفل مثل الفراغ والمسافات والأبعاد، أما غرفة التكامل الحسى فتساعد الأطفال على تنمية العجز فى بعض الحواس، وتستخدم أيضًا فى علاج صعوبات التعلم وفرط الحركة ونقص الانتباه.


ويستقبل مركز التوحد الأطفال من سن الثلاث  سنوات حتى سن العاشرة، ويتم عمل تقييم نفسى مبدأى لمعرفة نسبة التوحد والتى يتم على أساسها تحديد عدد الجلسات التى يحتاجها كل طفل، وتقدم الخدمات على فترتين الفترة الأولى صباحية وتستوعب 40 حالة شهريًا والثانية مسائية وتستوعب 60 حالة شهريًا، ويحتوى المركز على 26 أخصائيا تختلف مهامهم، إلى جانب تعدد التخصصات الموجودة فى المركز ومنها تنمية المهارات، التخاطب، التكامل الحسي، السيكوموتر، علاج وظائفي، تعديل سلوك والعلاج بالفن.


وفى ختام الجولة التقينا سحر حسين، مدير مجمع خدمات الإعاقة الشامل بعين شمس، التى تؤكد أن المجمع قائم على تقديم خدمات رعاية وتأهيل لفئات مختلفة من ذوى الاحتياجات الخاصة، يتبع للمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع، وينقسم إلى مجموعة من المؤسسات والمراكز وهى مؤسسة التثقيف الفكري، الحضانة الدامجة التى يتم فيها دمج جزئى بين الأطفال الأصحاء وذوى الإعاقات من خلال الأنشطة المختلفة، مركز رعاية وتأهيل أطفال التوحد الذين يعانون   مرض طيف التوحد، مركز الشلل الدماغي.


وتضيف أنه تم رفع كفاءة مركز الشلل الدماغى وسيتم قريبًا افتتاح المبنى الجديد له وللعلاج الطبيعى ملحق به العلاج الوظائفى والعلاج المائي، إلى جانب وجود مركز القياس السمعى والبصرى والذهنى وهو من المراكز الجديدة تمامًا ويقدم خدمات القياس، كل ذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى ومنظمات المجتمع المدنى، لافتة إلى أن أبرز المشاكل التى تواجه المجمع هى المشاكل التى تواجه فئة الإعاقة الذهنية عامة وهى التأمين الصحي.