مقالات القراء| هل أصبح محمد رمضان ظاهرة؟

صورة تعبرية
صورة تعبرية

تنشر بوابة أخبار اليوم، مقال للشاعرة سناء سراج، ضمن إبداعات القراء بتبويب صحافة المواطن.

 

أصبح محمد رمضان كالحصان الجامح الذي فقد الفارس المتحكم في خط سيره وفك منه اللجام وصار يمينا وشمالا يطيح بعادات وتقاليد مجتمعية ودينية وفنية متأصلة لدى الشعب المصري العظيم

لقد أفسد الذوق العام وشَردَ عن الركب وأصبح يَرجُل بدون قيود أو حاكم ورابط لماذا.. هنا السؤال لماذا يترك من يسانده ويقف في ظهره حتى طغى،، كيف يقيم حفل في مكان مرموق مثل قاعة المنارة،، هل هو مغني أصلا أو مطرب؟؟ وهل صوته مستساغ والكلمات التي يغنيها أو يؤديها تستحق أن يلقيها في قاعة المنارة،، هل يجب أن يقيم حفلا أو حشدا بجوار النصب التذكاري،، ومرقد الشهداء الأبرار والأبطال الذين سُقيت الأرض و ارتوت بدمائهم الطاهرة حتى يَعزُو الوطن ويرفعوا رؤوس ذويهم على مر السنيين..

هل فعلها عظماء الفن الذي فنيت أجسادهم منذ عقود ومازال فنهم والدرر التي تركوها من ألحان وكلمات وطرب يغذي النفس البشرية المصرية والعربية بالراحة والاستمتاع والرقي مثل عبد الحليم حافظ عندليب القلوب أو موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أو قيثارة الشرق أم كلثوم هل نفتقر إلى الأصوات والحناجر الذهبية ونفتقد الشعراء والمؤلفين العظام والموهوبين، أين على الحجار، محمد الحلو، خالد عجاج وغيرهم الكثير والكثير أين أنت يا نقيب الموسيقيين أين رومانسية وشجن هاني شاكر الذي كم تغني عن الحب وللحب ..

لماذا تصمت عن هذا وتتنصل من المسئولية وتلقى بها على المصنفات الفنية وغيرها.
ألم يشبه محمد رمضان بيكا وشطه والطفيليات الصاعدة والمنتشرة في المجتمع لماذا يُمنع البعض منهم ويُترك هو، بماذا عوقب محمد رمضان بعد قيادته للطائرة وبها ركاب وعرض حياتهم للخطر لمجرد إنه (بيلعب بيتمنظر) ، ما هذه النرجسية والأنا التي طغى وتكبر وتجبر بها، صور فيديو وتم نشره ليستفز أغلب المصريين، وتم عقاب الطيار ومعاونيه، ولم نعرف ما العقاب الذي وقع على محمد رمضان، هل يُترك لأنه أصبح آلة للهو الشباب الذي مع الأسف يعتبره بعضهم أيقونه لهم ويتمثلون بأفعاله ويقلدونه في أشياء كثيرة فجه، لماذا لم يفكر المفكرين والعلماء النفسيين أنه أحد أسباب انتحار الشباب حيث يأتي بملايين الجنيهات من الهواء وشراء الفلل والعربات الفارهة بدون أي تعب أو مجهود، إن ما يكسبه يفوق تجارة المخدرات أليس هذا عامل من عوامل الإحباط والاكتئاب الذي يصيب بعض الشباب مثل الشاب المهندس المتفوق الخلوق الذي فضل أن يلقي بنفسه من فوق قمة برج القاهرة على الحياة والدونية التي يشعر بها بعد تعب وسهر وشقى سنين هو وأسرته و الإحباط الذي أصابه بعد تخرجه من إيجاد عمل مناسب لتخصصه ويرى هذا النموذج وأمثاله يعيشون الرفاهية المفرطة بدون قيد أو شرط.

 أتعرفون شعور العلماء والمخترعين والمتفوقين والكادحين من أجل الحفاظ على الحياة الكريمة الشريفة بدون انحراف أو فساد ومعاناتهم اليومية ليحافظوا على سلوكياتهم ويبثوا هذه الروح في أولادهم واحفادهم وبعضهم يعيش على فتات الأموال مقارنة بحمو بيكا وشطه ورمضان، ماذا قدم هؤلاء لبلدهم؟ ، هل ساهموا في بناء مدارس وخففوا من التكدس أو مستشفيات لعلاج السرطان والحروق والأمراض المستوطنة والتي تعيش مع المصريين يومياتهم هل هرعوا لبناء مسجد أو مصنع لإنتاج شئ نافع والمساهمة في الحد من البطاله هل تكفل بدار أيتام بدلا من استعراض العضلات والسيارات الفارهة هل تكفل بزواج شباب وفتيات متعثرين في الزواج سنوات وسنوات بسبب ضيق الحال أو فك سجن الغارمين والغارمات الذين فضلوا السجن عن ترك بناتهم من دون تستر وعَفُوا أبنائهم عن الحرام،، ماذا قدموا هؤلاء وأمثالهم من أبحاث واختراعات ودراسات، بل يقدمون ما يهدم القيم المجتمعية ويرسون قواعد البلطجة والتدني في الفن والذوق العام وغرس ألفاظ ومفردات تشكل مجتمع غريب عن مجتمعنا المصري الأصيل وعراقة وحضارة المصريين القديمة والحديثة.

فليضع المسئولون حدآ لهذه الظاهرة أو المهزلة.

سناء سراج