بسم الله

بسمة مع مرتبة الشرف!

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

أعلم وأقدر المجهود الكبير الذى تبذله هيئة الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد ، وكذا ما تقوم به منظومة الشكاوى الحكومية برئاسة مجلس الوزراء ، لكن الحقيقة المرة تقول أنه لا يمكن أن تصل شكاوى المواطنين إلى هذه الجهات بسهولة ويسر ، كما يصعب التواصل بين المظلومين فى مختلف أنحاء الجمهورية ، من هنا يأتى دور الإعلام لنشر شكاوى المواطنين مما يقع عليهم من ظلم ، وللحقيقة ما من شكوى نشرتها إلا وكان هناك رد فعل إيجابى سواء من هيئة الرقابة الإدارية أو من منظومة الشكاوى الحكومية.
واليوم أقدم لهم باختصار حكاية بسمة على أحمد عبد ربه ، الشابة المصرية التى تقطن بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية ، والحاصلة على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من كلية العلوم بجامعة الإسكندرية ، تقدمت وكلها طموح لشغل إحدى الوظائف من الأربعة التى أعلنت عنها شركة المكس للملاحات ، والتى أجرت اختبارات للمتقدمين ، ثم فجأة حولتنا إلى الشركة القابضة بالقاهرة فى 13 نوفمبر الماضى ، تقول بسمة فوجئت بسلبيات عشتها بكل مرارة ، وأنا أرى بأم عينى أعمالا مخزية من الواسطة والمحسوبية السافرة والعلنية. لقد سعيت للعمل لان والدى على المعاش ، ولا يقدر على مصروفات اسرتنا ، وليس لى دخل لكى احقق طموحى فى مواصلة التعليم بالدراسات العليا والحصول على الماجستير، وهذا يضطرنى للعمل بوظائف لا تحقق طموحى. ويقودنى هذا لأن أسأل هل الشباب الذى حصل على الوظائف أفضل منى ومن تقديرى امتياز مع مرتبة الشرف، لماذا لا يكون هناك اختبار حقيقى بمعايير محترمة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية ؟! العدل وسيادة القانون ، وتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى، يفرضون منع المجاملة وتجريم المحسوبية واستغلال السلطة ، كما اعلن الرئيس اكثر من مرة.
بسمة نموذج للشابة المصرية الطموحة، والتى تسعى للعمل بشرف ، ومثلها الكثير ممن يريدون خدمة وطنهم ، لكن العقبة تنتشر فى مجال التعيينات بأجهزة الدولة المختلفة ، فالضمير الغائب يفرض الواسطة والمحسوبية ، وهو ما يحتاج إلى أن نضرب من حديد على هؤلاء الفسدة.
دعاء : رﺑﻨﺎ إﻧﻚ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻮم ﻻ رﻳﺐ ﻓﻴﻪ إن اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ اﻟﻤﻴﻌﺎد.