دموع صاحبة الجلالة حزنًا على فراق الكاتب «محمود صلاح»

الكاتب الصحفي الراحل محمود صلاح
الكاتب الصحفي الراحل محمود صلاح

فقدت الصحافة المصرية بشكل خاص والصحافة العربية بشكل عام واحدًا من كتابها الكبار على كافة المستويات، الكاتب الصحفي محمود صلاح عن عمر يناهز 69 عامًا، رحل رائد الصحافة المتخصصة في مصر وتحديدًا صحافة الحوادث واحد مؤسسي مجلة أخبار الحوادث.

حياة حافلة بالجهد والتعب والإثارة عاشها محمود صلاح ويمكن الجزم كل تفاصيل حياته كانت داخل أروقة شارع الصحافة، نجح بجهد وصبر الجبال أن يحفر اسمه بحروف من نور في بلاط صاحبة الجلالة.

نشأته وميلاده

ولد الراحل محمود صلاح في حي مصر القديمة الذي شهد طفولته وصباه، في ‏١ مايو ١٩٥٠‏، ومنذ صغره كان يهوى قراءة الشعر والأدب والبلاغة، لكن رغبه أسرته كانت مختلفة في الالتحاق بإحدى كليات القمة آنذاك، لكن صلاح كان له رأي آخر، تمسك بحلمه في أن يحمل لقب صحفي، كانت الكتابة الأدبية والروايات والقصص هي ميوله الأساسي، وتهيأت له الظروف القدرية بشكل غريب حيث قررت جامعة القاهرة إنشاء كليه الإعلام وأعلنت عن قبول الدفعة الأولى لطلاب كلية الإعلام من خريجي الثانوية العامة.

حلم الالتحاق ببلاط صاحبة الجلالة

 وجد صلاح ضالته فور قراءته لهذا الإعلان الذي كان يمثل طوق النجاة بالنسبة له، ورغم أن مجموعه كان كبيرًا إلا أن حلمه الكبير في العمل بمهنة الصحافة كان له عنصر الحسم رغم معارضة أسرته في بداية الأمر نظرًا لان كليه الإعلام آنذاك كانت من الكليات الجديدة، التحق صلاح بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1971 وتخرج في 1974 وانضم إلى مؤسسة دار أخبار اليوم، وعمل في قسم الحوادث وحقق نجاحات منقطعة النظير وخبطات وانفرادات صحفية لعل أهمها تطهير منطقة الباطنية من تجارة المخدرات بعدما انتحل صفة تاجر مخدرات، وأجرى عددًا من الحوارات الصحفية المهمة مع أباطرة الإجرام في مصر مثل خُط الصعيد، وعزت حنفي إمبراطور النخيلة، كما تسبب في منع بيع الملابس العسكرية في المحلات إلا بعد تقديم ما يفيد بالصفة العسكرية بعدما قام بمغامرة صحفية لشراء زي رجال الشرطة وتقمص دور ضابط مرور، ...إلخ إلى غيرها من الخبطات الصحفية.

مقاومة المرض

استمرت نجاحات صلاح حتى أصبح رئيسًا لقسم الحوادث، وظل يتقلد الدرجات الوظيفية المختلفة حنى تولى رئاسة تحرير مجلة أخر ساعة خلال الفترة من 1999 وحتى 2002، لمدة أربعة سنوات، بعدها تولى رئاسة تحرير مجلة أخبار الحوادث خلال الفترة من 2002 وحتى 2011 حيث غادر منصبه بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011، بعدها كان الكاتب الصحفي محمود صلاح يطل على متابعيه عبر السوشيال ميديا من خلال كتاباته، التي طالما تعلق جمهوره بها، خصوصًا مع  أسلوبه الشيق والمُثير في سرد الحوادث ومدرسته الفريدة المتميزة التي جعلت له عشاق ومحبين من جمهوره الذي كان يتلهف لمتابعته وينتظر قصته الإنسانية.

نهاية الرحلة

وخلال الرحلة الصحفية لمحمود صلاح كانت له صولات وجولات مع المرض وأصبح ضيف دائم عند أطباء القلب والشرايين لكنه كان متمسك بالحياة وبمقاومة المرض حتى داهمته الآلام المبرحة خلال الشهور الأخيرة من حياته حتى عجز جسده عن المقاومة ووافته المنية في 16 من ديسمبر بعد حياة حافلة بالعطاء والسيرة الطيبة.