ونحن على أعتاب الذكرى الغبراء

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

ونحن على أعتاب الذكرى الغبراء والتى قامت قيامتها منذ تسع سنوات على مصر وبعض الدول العربية الأخرى تحت اسم الربيع العربى، وشاءت إرادة المولى عز وجل أن تنجو مصر منها على يد خيرة أبنائها الأبطال من قوات الجيش المصرى وعلى رأسهم وزير الدفاع حينئذ المشير عبد الفتاح السيسى وحمل روحه على كفه مضطلعا بأقدس مهمة يمكن أن يتصدى لها بشر وهى حماية شعب بأكمله من بطش المتأسلمين الإرهابيين المتاجرين بالدين وإنقاذ البلاد من بحور دم لا يعلم غير الله سبحانه وتعالى إلام كانت ستطول، ونحن على أعتاب هذه الذكرى المشئومة والتى تهل علينا بعد أيام معدودات انعقدت فى مصر جلسات منتدى شباب العالم الذى يختتم فعالياته اليوم بمدينة شرم الشيخ الساحرة، ومثلما كنت أحرص على متابعة أنشطته فقد كنت أحرص فى نفس الوقت وخاصة أثناء الفقرات الإعلانية على متابعة الفضائيات المعادية وعلى رأسها قناة الخنزيرة وذلك من باب الاستمتاع بمشاهدة شوية مجانين مخابيل وهم يئنون من شدة الصفعات التى ينهال بها الرئيس السيسى على وجوههم، نجاح يتلوه نجاح يتلوه نجاح حتى صارت نجاحات السيسى المتوالية عفريتا يخيفهم ويرعبهم ويقلق منامهم، وباتوا تائهين لا يعرفون كيف يوقفون السيسى عن المضى قدما فى مسيرته السريعة للنهوض بمصر إلى الأمام.. فقد تصوروا بغبائهم الشديد والذى لا يناظره غباء آخر أنهم عندما يواظبون على مهاجمة السيسى والتقليل من إنجازاته وتصويرها على أنها كوارث كبرى أنهم بذلك سيستطيعون خداع الناس وأولهم المصريون أنفسهم فيتحقق حلمهم الذى طال انتظارهم له فى تحريك الناس ضد السيسى (وده بعينيكم يا شوية خونة).. وكانت صدمتهم الكبرى عندما أيقنوا أن كل ما سعوا إليه قد تحطم على يد السيسى ويد الجيش المصرى الذى حمى البلاد من فتنة الربيع العربى.. وعرفوا أن إرادة الله والتى تعلو كل إرادة قد شاءت أن تنجو مصر مما كان يدبر ضدها ويحاك لها، وعرفنا جميعا وخاصة هؤلاء الذين كانوا مخدوعين فى ثورة يناير وأعترف أننى كنت واحدة منهم، كيف أن أحداث يناير الأغبر كان لها تأثير بالغ على زعزعة السلم والأمن الإقليمى والدولى وهددت مفهوم الدولة الوطنية فى محيط الدول العربية نتيجة التغيير الذى تم بشكل فوضوى وعشوائى وغير منظم وكذلك إخفاق الدولة الوطنية فى القيام بمسئولياتها، رأينا أيضا كيف أدت هذه الأحداث إلى الصراعات الداخلية المميتة فى سوريا وليبيا واليمن وكم كان عدد الضحايا والمصابين والمشردين واللاجئين فى هذه الدول، وبالتالى كيف توسعت رقعة الإرهاب وكيف تمددت التنظيمات الإرهابية وفردت أجنحتها كنتيجة حتمية لهذه الصراعات، وكذلك عن طريق استقطاب الشباب المضلل لصفوف الإرهابيين تحت ستار الجهاد الإسلامى، وبالطبع فقد لعب دور البطولة فى تلك المأساة كل من الخطاب الدينى المتشدد ووسائل الاتصال الاجتماعى.. وفى الجانب الآخر علينا أن نذكر ماذا فعل الرئيس السيسى.. لعلنا مازلنا نتذكره عندما وقف يخطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ خمس سنوات فى أول عام له فى حكم البلاد وصارح المجتمع الدولى بكل شجاعة بأن عليه واجبات لابد أن يضطلع بها فى هذا الصدد، فمثلما يخطو خطوات فاعلة فى محاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله فعليه كذلك أن يحارب الدول الداعمة له والتى توفر له التمويل اللازم والملاذ الآمن والمنصات الإعلامية، وبذلك تكون الحرب على الإرهاب شاملة وحتى يتحقق هذا المطلب فليس أمامنا الآن إلا أن تسعى مختلف الدول لتحقيق الهدف الذى دعا إليه كل من شارك فى منتدى شباب العالم، ألا وهو الحرص على حماية جبهاتها الداخلية من التدخلات الخارجية وهو هدف لو تعلمون عظيم..
ما قل ودل:
مش حينفع أرمى ورا ضهرى تانى، المكان إتملا خلاص..