نهار

محسن حلمى..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

هو (الاحتفالي) الساخر، الممتليء بالبهجة والناس.. وهو (المبدع) من قبل أن نحدد خصوصية إبداعه المسرحي..وهو المصرى الأصيل(ابن البلد) من قبل أن نعرف انحيازه للمسرح الشعبي، واهتمامه ببهجة الاحتفال والفرجة الشعبية...وهو(المتمرد) الحالم بالتغيير والتجريب والتجديد...أول أعماله المسرحية، وهو لايزال طالبا بكلية حقوق جامعة عين شمس١٩٦٧ كان المسرح التسجيلى الوثائقى فى مسرحية (النار والزيتون) لألفريد فرج، حول القضية الفلسطينية، انطلاقا من فهمه المبكر للمسرح كفعل سياسي...
رحل المخرج المسرحى محسن حلمي (أول أمس) عن ٦٧عاما و٣٠ عملا مسرحيا، أخرجها للمسرح الجامعى ولمسارح الدولة، ولمسرح القطاع الخاص (تحديدا للمسرح المستقل مع لينين الرملي)... حملت كل هذه المسرحيات على تنوعها واختلافها، ملامحه وأفكاره ومواقفه.. قدم المسرح السياسى فى (المخططين) ليوسف إدريس، (عريس بنت السلطان) لمحفوظ عبد الرحمن، (الساحرة) ليسرى الجندي... وقدم المسرح الغنائى على مسرح الأوبرا ٢٠١٥ فى (ليلة من الف ليلة) لبيرم التونسي، والتى أعيد عرضها على المسرح القومى العام الماضي، بطولة يحيى الفخراني.... ولعروضه المسرحية الشعبية خصوصية تجريبية مصرية، فى مشواره المسرحي، وفى تاريخ المسرح المصري، تميزت بالتنوع والرؤى المبدعة فى تناول التراث المسرحي... مسرحية (دقة زار) فى استنادها على الطقس الشعبى للزار، وتناولها للصراع بين العلم والخرافة...ومسرحية (فرقع لوز) فى استخدام أشكال الفرجة الشعبية....ثم التجربة الأهم فى مسرحية (المحبظاتية) التى افتتحت مسرح الهناجر ١٩٩٢..وكانت نموذجا تجريبيا للإحتفالية الشعبية المصرية فى تقديم اللعبة الشعبية،وخيال الظل،والأراجوز، والموال الشعبى وشاعر الربابة، والإرتجال، والتحبيظ بالطبع.