«إحياء الإنسانية والتوجه لإفريقيا».. مبادرات على طاولة منتدى شباب العالم 

 منتدى شباب العالم 
منتدى شباب العالم 

شهدت النسخة الثانية من منتدى شباب العالم التي أقيمت في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2018، عدد من الأحداث الجديدة التي تثبت تطور رؤية المنتدى من نسخة إلى أخرى واهتمامها أن تكون شاملة لكافة النواحي والتي تأتي دائما في مقدمتها الإنسانية، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، وهو ما تم في النسخة الثانية من المنتدى من خلال النصب التذكاري لإحياء الإنسانية.


"إحياء الإنسانية" مبادرة أطلقت من خلال المنتدى ومن ثم أطلق "النصب التذكارى لإحياء الإنسانية"، بعدما اجتمع 72 نحاتاً من جميع أنحاء العالم لنحت تماثيل صغيرة مستوحاة من القلب البشرى، بأساليب فنية متنوعة، مع اختيار القلب كرمز للحب والسلام.

وحرصا على أن يستمر النصب الذكاري وألا يكن حادثا ينتهي مع المنتدى، أعلن الرئيس من خلال توصياته الـ 12 التي جاءت في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، تشكيل لجنة لإدارة النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية.

لم تكن تلك الخطوة الوحيدة الي أخذها المنتدى في نسخته الثانية على عاتقه لمناقشة وإحياء الإنسانية، فكانت جلسة العمل التطوعي: نحو مجتمع أكثر مسئولية، ضمن محور التطوير، وجلسات لمساعدات الإنسانية: مسئولية دولية في مواجهة التحديات ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول واللذان جاء ضمن محور السلام.

 
ومن النصب التذكاري إلى الاهتمام بالشباب الإفريقي وفرص التنمية في إفريقيا من خلال النسخة الثانية للمنتدى والذي أعلن عن مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى للعام 2019، على أن يتم إقامة ملتقى الشباب العربى والأفريقى بها، وهو ما تم في مارس الماضي، ومع إطلاق مبادرة تعليم الشباب الإفريقي بالأكاديمية الوطنية للشباب.


وتم تكليف الأكاديمية الوطنية لوضع آلية لتدريب الشباب العربى والأفريقي في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وإعداد وتصميم منهج متكامل لتأهيل وتدريب الشباب لريادة الأعمال، وإنشاء صندوق تمويل عربي أفريقى لدعم ريادة الأعمال فى العالم العربى والأفريقى، وتشكيل آلية عربية أفريقية لمواجهة الإرهاب، وإنشاء صندوق عربي أفريقي لدعم السلام فيما بعد الصراعات، تنظيم منتدى لرواد الإعلام الأفريقي مبادرة أفريقيا واحدة لتحقيق التكامل بين دول القارة، وتأسيس برنامج تطوعي بين الدول الأفريقية في مصر.


ولم يكن الإلتفات إلى أفريقيا بشبابها من خلال التوصيات فقط إنما من خلال عدة جلسات سبقتها في نسختي المنتدى الأول والثاني ولاسيما منتدى 2018 الذي ناقش العديد من الرؤى حول إفريقيا من خلال جلسة أجندة 2063: أفريقيا التى نريدها والتي جاءت ضمن محور التطوير بالمنتدى وكذلك جلسة نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية والتي ظهرت كتفعيل لأحد توصيات منتدى الشباب العالمي في نسخته الأولى، والتي عقدت أثناء فعاليات النموذج كقمة إقليمية على مدار يومين تناقش القضايا المتعلقة بين الجانبين العربي والإفريقي، شارك خلالها ممثلين لـ 67 دولة عربية وإفريقية.


ولم يغب التعاون الإفريقي عن مناقشات المنتدى هذا العام في نسخته الثالثة، من خلال ورشة عمل استمرت لخمس ساعات تأتي تحت عنوان " سبل التعاون بين الشباب الإفريقي لتعزيز التنمية"، فضلا عن جلسة مناقشة الأمن الغذائي في إفريقيا من خلال جلسة " الأمن الغذائي في إفريقيا: كيف نحقق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.


وفي اليوم الثالث للمنتدى تأتي جلسة آفاق التنمية المستدامة في إفريقيا: فرص وتحديات، وعلى النطاق الفني اتخذ مسرح شباب العالم "الفنون .. إحياء للإنسانية" شعارا لنسخته الثانية والذي انعكس على محتوى فقراته التي تم افتتاحها الجمعة الماضي ، وشارك في ورشة عمل المسرح فنانين من 16 جنسية مختلفة غير مصر تحت قيادة المخرج المسرحي خالد جلال الذي أشرف على النسخة الأولى من المسرح، العام الماضي، وقدّم مسرحية "الزائر" على مسرح شباب العالم والتي تناولت قضية التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع.

 

لم يكن المسرح فكرة موجودة على طاولة منتدى الشباب مع انطلاق نسخته الأولى، لكنه كان أحد أشكال التطوير الفكري، إذ أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي توصية خلال منتدى 2017، بإقامة ورشة من الشباب تناقش القضايا المختلفة من خلال إطار فني هادف ومتنوع وجامع.

 

في نوفمبر 2018، خرجت تجربة مسرح شباب العالم للنور، لتبدأ فعالياته في النسخة الثانية من المنتدى ويتعدى فكرة أن يكون منصة للمشاهدين، إلى أن يقدم عدد من الأعمال المتنوعة بين العروض الموسيقية والمسرحيات الكوميدية والموسيقية والمحادثات الملهمة لينصب المسرح نفسه محورًا مختلفا للفنون والقضايا ومناقشتها بأساليب وطرق تقديم أكثر سلاسة وطرق عرض أبسط وفعاليات أكثر تنوعا.

 

لم ينحصر تقديم العروض على الفنانين المصريين فقط، بل شارك 200 فنان من مختلف الجنسيات، ليكون فرصة للشباب الموهوب حول العالم لعرض وجهات النظر من خلال الفنون المختلفة التي كان من أبرزخها عروض الـ stand-up comedy غير المعتاد إقامتها في مثل تلك الأحداث الكبرى وهو ما يعكس تفهم الدولة للغة الشباب وتطلعاتهم وطرق عرضهم لقضاياهم.

 

وضم المسرح موهوبين من ذوي الإعاقة للمشاركة في العروض، مع مراعاة أن تناسب خشبة المسرح في تصميمها احتياجات متحدي الإعاقة.

 

وافتتحت النسخة الأولى للمسرح الفنانة الأمريكية زوريل أدويل ذات الأصول الأفريقية، وهي أصغر صانعة أفلام في العالم، وتشتهر بأفلامها التي تهدف إلى الدعوة لتعليم الفتيات في أفريقيا، وحققت نجاحات واسعة في هذا المجال.

 

ولم يقتصر العمل الفني حول عروض مسرح شباب العالم فقط، فناقش المنتدى في نسخته الثانية موضوعات ذات علاقة بالفنون وتأثيرها المجتمعي من خلال جلسة دور الفن والسينما في تشكيل المجتمعات، ليبرز المنتدى دور الفنون في التعامل مع التحديات الإنسانية وكيفية تأثيره على الشباب خاصة وتوجيهم في القضايا المجتمعية التي يواجهونها.