بسم الله

فساد الفكر

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

لا تظن أن الفساد فى الذمم فقط، بل يمتد إلى العقل والفكر، فليس كل الفساد الحصول على ما ليس من حقك، أو إهدار المال العام أو الحصول على رشوة، أو اختلاس أموال الدولة. لكن من ينشر أفكارا غير سوية، ويخوض فى كلام من الشائعات أو لإلهاء الشعب والوطن بأمور تافهة مثل لبس المرأة، أو خناقات كرة القدم، أو طلاق الفنانة «س» من الفنان «ع»، والخوض فى الأعراض والخصوصيات. وهو فى نفس الوقت أعمى العين والعقل عما يجرى فى الدولة من مشروعات قومية فى إنجاز غير مسبوق، فهذا سفه وتبذير وتضييع لوقت من يعمل من أجل بناء الولة المصرية الجديدة والتى انهارت قواعدها فى سنتين فقط بعد ثورة 25 يناير 2011.
العجيب أن المعركة طاحنة من هؤلاء المفسدين فكريا، وتدبج المقالات فى سلسلات متعاقبة، وتقوم الفضائيات ولا تقعد، لتناقش الحجاب والنقاب، وكأن الأمة وقفت عند هذه القضية التافهة، ثم تهيج المقالات والفضائيات بحثا عن فضيحة الفستان العارى للفنانة فلانة، وطلاق الفنانة علانة، والتى خلعت الحجاب، والتى لبست الحجاب. أليس فيكم رجل رشيد يا أهل الفكر والإعلام؟، أليس فى وطننا عمل مجيد يستحق الكلام؟، ألا تتدبرون ما يجرى على أرض مصر من أعمال فى سمات الإعجاز؟، ألم تروا ما حدث فى علاج أكثر من 10 ملايين مريض من فيروس الكبد القاتل «سى»؟، ألم تروا حجم المحاور والطرق التى فتحت أبوابا جديدة للاستثمار والإنتاج، وفتحت فرص عمل جديدة للشباب؟، ألم تروا كم الأنفاق التى تيسر للناس العبور إلى سيناء شمالها وجنوبها؟، ألم تتفكروا كيف عادت مصر إلى حضن العرب وإفريقيا والعالم أجمع؟، فكروا لحظات فى الموقف الدولى المشرف لمصر وسط بلدان العالم.
ألا يستحق ما يحدث من إعجاز كلمة منكم؟، ألا يستحق شعورك الآن بالاستقرار والامان أن تتذكر شهداء ضحوا بأنفسهم من أجلك؟. أرجو أن نعود إلى رشدنا، ونفتح أعيننا وعقولنا لنرى مصر على حقيقتها الآن.
دعاء: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون.