حكايات| اكتئاب الشتاء لا يرحم.. الأكل الكثير مؤشر على اقتراب الانتحار 

 اكتئاب الشتاء لا يرحم.. الأكل الكثير يقودك إلى الانتحار 
اكتئاب الشتاء لا يرحم.. الأكل الكثير يقودك إلى الانتحار 

إذا كنتم ممن فتنهم سكون الشوارع في الشتاء، ورفعوا رؤوسهم وفتحوا أزرعهم لاحتضان أمطاره.. إليكم هذه المفاجأة: «الشتاء فصل الاكتئاب الموسمي.. فاحذروا».


في مثل هذه الأيام من كل عام، أي نهاية الخريف مع بداية الشتاء، يشكو كثيرون من «إحباط مفاجئ» يدفعهم يومياً لكتابة استقالتهم من عملهم، أو الكسل المصاحب بـ«تكشيرة» شبه متواصلة.

اضطراب مزاجي يضرب عقل الإنسان، عادة ما يسبقه اضطراب عاطفي موسمي في فصلي الخريف والشتاء، ولا يتركهم إلا مع حلول الربيع أو أوائل الصيف، وهو ما يصفه علماء النفس بأنه «اكتئاب موسي».


إلى الآن لم يتوصل العلماء إلى سبباً مباشراً لمثل هذا الشعور، لكن غالبيتهم أقر بأن قلة ضوء الشمس خلال الخريف والشتاء تؤدي إلى قلة هرمون السيروتونين، المسئول الأول في جسم الإنسان عن مسارات الحالة المزاجية في الدماغ.

 

ولكونها مادة كيميائية فإنه عندما لا تعمل مسارات الخلايا العصبية في الدماغ، والتي تنظم الحالة المزاجية بشكل طبيعي، قد ينتج عن ذلك الشعور بالاكتئاب مصاحبة بأعراض التعب وزيادة الوزن.

 

أما دائرة الشعور بالاضطراب فتتزايد حول من وصل بهم العمر إلى سن البلوغ، وهو أكثر شيوعًا عند النساء، ويعاني بعض الأشخاص المحظوظين من أعراض خفيفة مثل عدم الارتياح أو الانزعاج فقط، لكن من تبدو عليهم أعراض أكثر قسوة تؤثر على علاقاتهم وأعمالهم، وفقًا لما أكده العلماء.

 

كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب؟.. علماء النفس حذروا من تجاهل بعض الأعراض، مثل: «طاقة أقل، صعوبة في التركيز، شعور دائم بالإعياء، شهية أكبر، زيادة الرغبة في الوحدة، حاجة كبيرة للنوم، زيادة الوزن»، مطالبين بضرورة استشارة أحد الأطباء للحصول على مساعدة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| متلازمة داون للحيوانات.. سر زواج الأقارب بين ذوات الأربع

 

الحصول الضوء الطبيعي في كل صباح، واتباع نظام غذائي متوازن يساعد على الحصول على مزيد من الطاقة، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع، مع الإبقاء على اتصال مع الأقارب والأصدقاء..جميعها طرق يكاد الأطباء النفسيون يجمعون على أنها أفضل الحلول لمواجهة اكتئاب الشتاء. 


ومن أحدث طرق العلاج لمواجهة أعراض هذا الاضطراب العاطفي الموسمي، «العلاج بالضوء» وفيه يتم تعريض المصاب لمصدر ضوء صناعي، ويستخدم لعلاج حالات أخرى، بما في ذلك اضطرابات النوم وأنواع أخرى من الاكتئاب.


وببساطة يعوض العلاج بالضوء التعرض لأشعة الشمس التي يُعتقد أنها مرتبطة باضطراب الاكتئاب الشديد ذي الأنماط الموسمية، وستجلس بالقرب من صندوق ينبعث منه ضوء قوي، عادة ما يحاكي أشعة الشمس الطبيعية.


استشاري الطب النفسي ومؤسس قسم الطب النفسي بمستشفى 57357، الدكتور محمد الشامي، أكد بدوره أن الاكتئاب الموسمي هو الذي يحدث في مواسم معينة من السنة مثل الصيف أو الشتاء.


ورغم أن هناك أسبابا بيولوجية للاكتئاب الموسمي مثل غيره من الأنواع، إلا أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تتسبب في حدوث هذا النوع من الاكتئاب مثل التفضيل الشخصي للمواسم من حيث الحب أو الكره، أو ارتباط موسم معين بذكرى مؤلمة سابقة، بحسب الشامي.


نهى العطوي استشاري الدعم النفسي والصحة النفسية أوضحت بدورها أن فترة الاكتئاب الموسمي من السهل السيطرة عليها، ولكن إذا تعرض المريض لصدمة في هذا الوقت يمكن أن يصبح الوضع أصعب، لأن شعور الإحباط وقت الاكتئاب يدمر الشخص.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| رضاعة بدون زواج.. أمر يمكن تحقيقه بالعلم والشرع

 

وتحكي الدكتورة العطوي عن أنها تعاملت مع طبيب يعاني من الاكتئاب الموسمي وقت افتتاحه لمشروعه الخاص وكان كاره لعمله ولمشروعه وسيطر عليه إحساس الفشل وأن مشروعه لن ينجح.. «لكني تعاملت معه بالدعم النفسي ومحاولة شرح ما يمر به في هذه الفترة وعمل خطة يومية يمارس فيها المريض شغفه وموهبته، يستطيع المريض بسهولة التخلص من فترة الاكتئاب».