الجزائر.. 3 أيام قبل انتخابات رئاسية مصيرية تواجه شكوك نجاحها

علم الجزائر
علم الجزائر

تعيش الجزائر حالة من الجدل السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، التي ترسم ملامح مرحلة ما بعد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي رحل عن منصبه في شهر أبريل الماضي، بعد ضغوطاتٍ شعبيةٍ كبيرةٍ ضد ترشحه لولايةٍ رئاسيةٍ خامسةٍ، أدت إلى تنحيه عن حكم البلاد.

ويُنتظر أن يعرف الجزائريون رئيسهم، الذي سيتولى دفة الأمور بالجزائر، بعد حقبة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، والتي دامت لعشرين عامًا بين عامي 1999 و2019.

وتأجلت الانتخابات الرئاسية هذا العام في مناسبتين، الأولى بعد استقالة بوتفليقة، وكان مقررًا لها 18 أبريل، والثانية في 4 يوليو، بعد عزوف الساسة عن الترشح  للانتخابات آنذاك، قبل أن يتم تسمية الثاني عشر من ديسمبر موعدًا نهائيًا للانتخابات الرئاسية في البلاد.

رفض لإجراء الانتخابات

ولكن مع ذلك، يرفض قطاعٌ كبيرٌ من الحراك الشعبي في الجزائر، إجراء الانتخابات الرئاسية هذا العام، ويصر على عدم إجراء الاستحقاق الرئاسي تحت من يعتبرونهم المحتجون رموزًا لنظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

ويطالب المحتجون أيضًا برحيل باقي رموز الحرس القديم، ومن بينهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وعدم إشرافهم على أي خطوةٍ في المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

ورغم الاحتجاجات الطلابية والشبابية المتواصلة ضد إجراء الانتخابات، إلا أن إجراء الانتخابات مضى قدمًا، وأصبح يفصلنا عن إجرائها ثلاثة أيام فقط.

رهان المشاركة

ويوم الخميس المقبل 12 ديسمبر سيصطف الجزائريون أمام صناديق الاقتراع، لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد، ودعوات المقاطعة تخلط أوراق المشهد، وسط شكوكٍ حول نجاح المشهد الانتخابي.

ويبقى التعويل على زخم الحضور في الانتخابات الرئاسية، ونسبة المشاركة من قبل الناخبين، والتي تعتبر عاملًا رئيسيًا لإنجاح الانتخابات، وإكساب الرئيس المنتخب الشرعية الحقيقة من قبل الشارع الجزائري.

لكن انخفاض نسبة المشاركة في هذه الانتخابات سيلقي بالجزائر في مصيرٍ مجهولٍ، ويُلقي بالمشهد السياسي في البلاد في صورةٍ ضبابيةٍ يصعب التكهن بتباعتها.

المرشحون للانتخابات

وحول الاستحقاق الانتخابي، يقتصر السباق الرئاسي على خمسة مرشحين من أصل 26 مرشحًا قدموا أوراق ترشحهم للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، لكن الآخرين لم يستوفوا شروط الترشح فتم إقصائهم من مشهد الانتخابات، والتي من بينها جمع توقيعات من 25 ولاية من ولايات الجزائر البالغ عددها 48 ولاية.

والمرشحون الخمسة هم رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة لثلاثة أشهر بين 25 مايو و15 أغسطس 2017، حين تم إقالته ليخلفه أحمد أويحيى، آخر رئيس وزراء في حقبة بوتفليقة.

وعز الدين ميهوبي، وزير الثقافة السابق في الجزائر، والذي شغل منصبه خلال الفترة ما بين مايو 2015 ومارس 2019، ورحل مع سقوط حكومة أحمد أويحيى على إثر الاحتجاجات الشعبية في البلاد هذا العام، والتي حالت دون تمكن بوتفليقة من الترشح لولايةٍ خامسةٍ.

وعبد القادر بن قرين، وهو وزير سابق للسياحة في البلاد، إبان حقبة الرئيس الأسبق اليمين زروال، وقد تولى حقيبة السياحة في يونيو عام 1997، وهو زعيم الحركة الإسلامية.

وعلي بن فليس، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في البلاد بين عامي 2000 و2003، مع بداية حكم بوتفليقة للجزائر، ونافس بوتفليقة في انتخابات الرئاسة عام 2014. وآخر المرشحين هو عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.

وبدأ الاقتراع الانتخابي في الخارج يوم السبت الماضي، وأشار علي ذراع، مسؤول الإعلام باللجنة المستقلة للانتخابات بالجزائر، يوم الأحد، إلى أن نسب المشاركة المسجلة في تصويت الجالية الجزائرية بالخارج في الانتخابات الرئاسية، معقولة ومقبولة، دون أن يفصح عن مزيدٍ من التفاصيل حول تلك النسبة.