«القديسة دميانة» أقدم أديرة العالم للرهبنة النسائية.. يزوره 2 مليون سنويًا

دير القديسة دميانة
دير القديسة دميانة

يعد دير القديسة دميانة أقدم أديرة العالم للرهبنة النسائية، فالدير يقع بقرية دميانة التابعة لمركز بلقاس وهو أحد أهم المزارات الدينية بالدلتا.

 

القديسة دميانة سبقت عصرها لأنها فكرت فى الرهبنة وفي تأسيس دير وقادت الراهبات في حياة النسك والعبادة، في وقت لم يكن فيه أديرة أو رهبان واستطاعت أن تجتذب جميع صديقاتها الروحيات إلى طريق الرهبنة بقوة تأثيرها على المحيطين بها حتى استشهدت مع الـ40 عذراء فى نهاية القرن الثالث الميلادي.

 

فهل يتم وضع الدير على الخريطة السياحية العالمية خاصة وأن السياحة الدينية تحظى بمكانة كبيرة داخل مصر؟

يقول القمص ديسقورس شحاته وكيل مطرانية الدير، إن القديسة دميانة بدأت مع مجموعة من العذراء في الرهبنة وقد استشهدت في عصر الإمبراطور دقلديانوس في أواخر القرن الثالث الميلادي ومعها 40 راهبة من العذارى وربما يكون ديرها الأصلي هو أقدم دير أنشئ في العالم كله.

 

وأضاف أن القديسة دميانة والعذارى، أصبحن مصدر إلهام للكثيرين حيث كانت تتصف بالحكمة فحينما أحاطت جيوش الإمبراطور بالقصر أخبرت العذارى أنهم قادمون للقبض عليها لأنها هى بنت الوالى التى أرجعت والدها إلى الإيمان ثم طلبت منهن أن يتركن المكان حتى لا يواجهن هذا الموقف حتى استشهدن جميعا .

 

وأوضح شحاته بأن القديسة دميانة ترمز للكنيسة القبطية ، حيث وقفت وجهاً لوجه ضد الشيطان لذا فإن احتفال الكنيسة بها لايعد احتفالا براهبة صارت شهيدة فقط إنما احتفال بشخصية تعتبر رمزاً للكنيسة القبطية.

 

ويشير إلى أن الإمبراطورة هيلانة قدمت فى القرن الرابع إلى برارى بلقاس وشيدت مقبرة خاصة بالقديسة دميانة والأربعين عذارى كما شيدت كنيسة على هذه المقبرة وقد دشن هذه الكنيسة البابا إلكسندروس الــ19 .

 

وتم إعادة بناء الدير فى عهد البابا خائيل الأول البطريرك 46 من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى دشن الدير أيضاً .

وعندما تولى الأنبا بيشوى رئاسة الدير تم رسامة 25 راهبة عام 1978، بعد ذلك اعترف المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ديراً للراهبات عام 1979 .

ويؤكد بأنه أثناء زيارة العائلة المقدسة لمصر مرّت بمنطقة البرلس - قادمة من سمنود- حيث منطقة البرارى التى أُريقت فيها - فيما بعد - دماء القديسة دميانة والأربعين عذراء.

وفى القرن الرابع نشأ الدير بحرى مدينة الزعفرانة التى كانت بمثابة عاصمة لمنطقة البرلس، وبها كرسى أسقفى، وفى القرن السادس فى عهد الأنبا يوحنا أسقف البرلس كتب مخطوطة تشمل تتابع أحداث سيرة القديسة دميانة وخبر تكريس كنيستها فى أيام قسطنطين الملك.

وبعد ذلك عندما أعيد البناء فى أيام الخليفة سنان وتوجد نسخ من هذه المخطوطة فى مكتبة الدير. ويضيف بأن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكدنرية وبطريرك الكرازة المرقسية رسم الأنبا ماركوس - الأسقف العام بحدائق القبة - أسقفا على مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى ودير القديسة دميانة خلفا للأنبا بيشوى .

وقد شهد الدير تطورات فى عهد الأنبا ماركوس حيث تم بناء دار للضيافة بجوار الدير، وجار استكمال السور المحيط بالدير والذى بدأه الانبا بيشوى.

وأشار القمص فيلبس أسعد كاهن بالدير إلى أن الدير يحظى بمكانه عالية وسط المنطقة من المسيحيين والمسلمين، مؤكدا بأنه آن الأوان لوضعه على الخريطة السياحية العالمية فهو ثالث أقدم دير على مستوى العالم وأول دير فى العالم للرهبنة النسائية، وأن القديسة دميانه لها محبة خاصة داخل قلوب الجميع ففى الاحتفال بأعيادها تشهد تكاتفا وتلاحما بين الجميع من أبناء القرية للحفاظ على أمن وسلامة الاحتفال ويقدم شكراً خاص لوزارة الداخلية على المجهود الذى تبذله خلال تلك الفترة .

 

ويضيف القس اثناسيوس ذى الكاهن بالكنيسة أن الدير من أعظم أديرة العالم و يزوره سنويا قرابة 2 مليون سائح من مصر وغيرها من دول العالم، وتستمد المنطقة شهرتها واسمها من اسم القديسة دميانه ومرور العائلة المقدسة من هنا قد اثرى الدير كثيرا.

ويشير عماد ميلاد مسئول علاقات عامة بالدير بأن الدير يحظى بمكانة كبيرة على الخريطة السياحية المحلية، لما له من تاريخ أثري وأن وضعه على الخريطة السياحية العالمية أصبح ضرورة خاصة وأن مصر تسعى جاهدة لتنشيط السياحة والدير يشهد إنشاءات وتجديدات ستؤهله لذلك قريباً.