رؤية

النداء الآلى يصطاد خطأ لطبيب

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- لو أنا مكان نقيب الأطباء وعملت بالقسم، لن أسكت عن الأخطاء التى يقع فيها أى طبيب يثبت تشخيصا خطأ لمريض يعالجه، قد يكون هذا المريض ضعيفا فيبيع عفش بيته ويُصرف على العلاج الغلط.. تحت يدى واقعة لمواطن بسيط مقيم فى أحد مراكز القليوبي، ظل يعالج بالغلط لمدة ٢٥ يوما على أنه مصاب بالتهاب رئوى هكذا شخصه طبيب عندهم فى المركز تخصصه كما هو على باب العيادة أنه أخصائى صدر وحميات وباطنة، فكان أهل المريض ينقلون مريضهم بالتكتوك وكل مرة يعطيه روشتة جديدة، يشترى أدوية يدفع فيها دم قلبه ومعظمها بالدين من الجيران.. المواطن المريض اسمه «خالد السلاوى» أب لخمس بنات وعلى الله..
- لكم المفاجأة، الأشعة التشخيصية كشفت وجود «خراجين» فى الرئة وليس مصابا بالالتهاب الرئوى، ولكم أن تتخيلوا أيضا أنه ظل ٢٥ يوما والصديد يأكل فى خلايا الصدر، وأن حالته تحتاج إلى تدخل جراحى سريع أو دخول مستشفى متخصص، والذى اكتشف هذه الكارثة النداء الآلى لطوارئ وزارة الصحة، وتولى الدكتور محمود إبراهيم شقوير مدير مركز الخدمات بوزارة الصحة مهمة تدبير سرير له عاجل فى مستشفى متخصص من مستشفيات الدولة.. أما كيف توصل إلى هذه الخطوة.. أقول قدره حتى يتخلص من الجريمة التى تعرض لها ووقع فى مصيدة خطأ طبيب للأسف أنه مشهور عندهم فى المركز..
- أذكر أن قريبا له نجار الموبيليا «أحمد جلال» اتصل بى وهو يستغيث من ضغط مصاريف العلاج ويبحث عن مستشفى حكومى لأن المريض بدأ يبيع فى عفش بيته، وعنده كوم لحم.. طلبت منه مهلة، واتصلت بالدكتور شريف وديع مستشار وزيرة الصحة، الرجل لأنه وديع الخلق ومتواضع جدا طلب منى أن أعطى أهل المريض تليفونه الشخصى ليسمع منهم تفاصيل الحالة، وقد حدث، فطلب منهم أن ينتظروا تليفونا من وزارة الصحة، ومركز الطوارئ سيقوم باللازم..
- عن نفسى لم أصدق أن وزارة الصحة ستتصل بمريض، تصورت أنها زحلقة منهم، وإذا بصديق المريض يتصل بى ويؤكد أنهم طلبوا أن يحملوا المريض فورا إلى المركز القومى للحساسية والصدر فى إمبابة، وبالفعل نقلوا المريض وبعد الأشعة التشخيصية اكتشفوا الكارثة.. وأصبحت المشكلة فى البحث عن سرير، جميع الأسرة مشغولة، لا فى الرعاية ولا فى الأقسام العادية، فهمت لماذا تشكو الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة من تدنى الخدمة الطبية فى المستشفيات الحكومية، وتطالب بالدعم المادى، إنسانة تمتلك عقلا وقلبا، كل الشغل الشاغل لها كيف تنقذ مريضا من المرض المفاجئ..
- اليوم عرفت لماذا أصر الرئيس عبد الفتاح السيسى على كسر قائمة الانتظار وإجراء العمليات الجراحية المؤجلة بسبب نقص المادة يعنى «الفلوس»، وكون أن رئيس الدولة يتكفل ويدبر هذه المبالغ وينقذ آلاف المرضى «جزاه الله خيرا»، فالرئيس محظوظ بوزيرة الصحة التى نسيت أنوثتها وأصبحت تعمل أكثر من ١٨ ساعة شأنها شأن الرجل، هالة زايد صورة مشرفة للمرأة المصرية نجحت فى تنفيذ جميع مبادرات الرئيس من أجل رعاية صحة المواطن سواء رجلا أو امرأة أو طفلا..
- على أى حال القادم أحلى، بعد تعميم التأمين الصحى ويصبح إجباريا، المعدم الذى لا دخل له ستتحمل الدولة حصته فى التأمين الصحى، هذا التأمين سيضم حالة خالد السلاوى وغيره سرير فى أى مستشفى، يعنى إحنا فى الطريق الصحيح، وأى عبء تتحمله وزيرة الصحة ومساعدوها وأطباء الوزارة يستحقون أجرا كبيرا من الله، عن نفسى أحيى وزيرة الصحة التى لا تنام، فالإرهاق سطر خطا أسود تحت جفونها، كان الله معها.. وتحية منى لمساعديها وعلى رأسهم دكتور شريف وديع، وأطباء الطوارئ وأخص الدكتور إبراهيم حسن رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة وكل من يعمل فى النداء الآلى ١٣٧، وحتى أكون منصفا لابد أن أشكر الدكتورة هناء سرور رئيس قطاع الرعايا والتى نجحت فى توفير رعاية متخصصة فى إدارة الحضانات وإدارة السموم والحروق والمركز القومى لحساسية الصدر، ما شاء الله عندنا قوى بشرية فى الصحة فى حاجة إلى دعمهم، ومن هنا نقضى على ما يسمى بالإهمال..
- قبل أن أستأذنكم.. فى انتظار رد من الأستاذ الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء عن هذه الواقعة..