وقفة

المحافظون الجدد والتحدى

أسامة شلش
أسامة شلش

ننتظر الكثير من المحافظين الجدد فالهدف من التغيير كما أعلن هو دفع دماء جديدة لشرايين المحافظات من أجل التنمية وتحقيق المستهدف من خططها التى تخدم ملايين الناس داخل حدودها وفى إطار الخطط القومية التى تعلنها الدولة والمشروعات التى تعلن عنها كل يوم. وننتظر أيضا نجاح التجربة التى بدأت قبل الآن بتعيين نواب للمحافظين ولكن علينا أن نحدد اختصاصاتهم على وجه الدقة حتى لا يكون هناك تضارب أو مركزية فى الأداء تبطل مفعول التجربة التى جاءت الاختيارات كما أعلن عنها بدقة كاملة. وصحيح محافظون ونواب خرجوا وتركوا المنصب وآخرون حلوا محلهم فى الحركة الجديدة ولكن علينا أن نقيم التجربة بسلبياتها وايجابياتها علينا أن ندرس ماذا قدم المحافظ السابق خلال فترة عمله وماذا أنجز من خطط العمل؟ وكم حقق من الخطط المستهدفة وفيما أخفق ولماذا؟ يجب أن يوضع هذا أمام أعيننا بدقة وأن يتم توضيح الصورة أمام المحافظ الجديد لأنه قطعاً استمرار لعمل المحافظ السابق ولكن نتمناه بروح مختلفة وليس معنى أن محافظا ترك مكانه أنه سيئ أو أنه لم يؤد دوره ولكن إعطاء الفرص لوجوه جديدة قد يكون هو السبيل لتغيير الحال والفيصل هنا هو القدرة على الأداء فالوظيفة تكليف وليست تشريفا. كلنا نعانى فى المحافظات حتى فى العاصمة من المحليات وأدائها السيئ على مستوى كل الإدارات ومن فساد الكثير منها وتأثيره على المجتمع والناس ولاشك أنها السبب الرئيسى إن لم يكن الأوحد فى تدنى أداء بعض المحافظين أو مساعديهم خاصة إذا كانت المشاكل التى يواجهونها تراكمت على مدار سنين وسنين وفشلت كل الإدارات والمحليات فى حلها عمداً أو إهمالا يصل إلى العمد وهو ما يجعلنا نؤكد عشعشة الفساد فى تلك الإدارات التى تعفنت وصارت حملا «يجب التخلص منه» ولكن كيف السبيل ولا يمكن هنا أن ننكر أن الرشاوى وتفتيح المخ هما السبيل الوحيد لإنجاز أى طلب أو إنهاء أى مسألة داخل أروقة المحليات وللأسف وجدنا الكثير من المحافظين سقطوا ضحية لموظفيهم الذين لا يؤدون عملهم. فى اعتقادى أن عمل المحافظ أو نوابه هو تنفيذ السياسة العامة للدولة فى محافظاتهم وفى اعتقادى أنه ليس من دور المحافظ أن يقوم بالمرور صباحاً ومساء على الإدارات للتأكد من وجود العاملين من عدمه أو المرور على المستشفيات للتأكد من وجود الأطباء ليكتشف أنهم انصرفوا قبل انتهاء عملهم هذا دور مديرى تلك الإدارات وهنا يجب أن نبحث عن دور المساعدين والنواب وقبل هذا تفعيل دور المديرين كل فى إدارته وهذا لن يتأتى إلا بنظام ثواب وعقاب حازم باتر يجعلنا نسيطر على مفاصل المحافظة بالكامل. لن ينجح المحافظ فى كم المشاكل التى تواجه المحافظات حاليا سواء على مستوى التعليم أو الصحة أو توفير وسائل الحياة إلا إذا كان لديه جهاز معاون قادر على تحديد الخلل والعلل وتقديم المشورة والحلول الناجزة علينا أن نستفيد من التجارب السابقة ومن أداء المحافظين الذين تركوا أماكنهم أو من سبقوهم. المحافظون الجدد أمامهم تحد كبير خاصة مع مطالبتهم بتكليفات حل المشاكل وحسن الأداء وتنفيذ الخطط الموضوعة لكل محافظة وهو تحد يجب أن يكون كل منهم أهلا له.
هناك تجارب ناجحة لمحافظين سابقين ولنواب محافظين خاصة فى القاهرة أدوا دورهم بالكامل وأنجزوا وإذا أردنا ذلك فعلينا أن نحدد الاختصاصات بدقة وقبلها تنفيذ الثواب والعقاب.