يوميات الأخبار

أنا.. بالبيجاما

مفيد فوزى
مفيد فوزى

مفيد فوزى

حتى جاء القائد الجسور الوفى عبدالفتاح السيسى فأعاد الاسم والمكانة والدور للسيد يوسف صديق

لنا «هاشتاج» متواضع على الفيس بوك، حنان مفيد فوزى وأنا. وأعترف انها صاحبة الفكرة فهى -كشابة- رأت أن المستقبل للموبايل وليس للتليفزيون! هذه الشاشة الصغيرة- شاشة الموبايل سوف تختزل العالم. ولأنى مازلت أحترم شاشة التليفزيون ومخلص لها ومازلت حريصا على قراءة الصحف اليومية الورقية، اقتنعت بأفكار حنان بصعوبة وكل يوم ان «شاشة النت» فيها الاخبار والحكايات مما يؤكد ان المستقبل لها. لشاشة الموبايل! ومنذ عام ونصف وهناك موعد محدد لنسجل حلقات هاشتاج «مفيد وحنان» وكل يوم يزداد المتابعون لهذا الجهد. ورفضنا أن ندفع أية مبالغ لزيادة المتابعين.
اعتمدنا على جاذبية ما نقول وكنا سباقين فى الفكرة، حتى انها تعرضت للنشل الأنيق بعنوانها القديم «أنا وابنتى» وصرت متحمساً عندما فوجئت بأصدقاء يناقشوننى فى موضوعات تكلمنا فيها حنان وأنا. تحمست اكثر للحوار على النت! صرنا نلتقى كل شهر مرة ونختار قضايا مطروحة فى المجتمع، نتناولها بطريقة مبسطة لاتزيد الحلقة الواحدة عن ٩ دقائق. نعم، هذا هو الاسلوب المحبب لمن يتابع الهاشتاج، تماما عندما فطنت إلى طريقة كتاب جديد صدر لى عن «الصدمات العاطفية». لم أكتب الكتاب بطريقة المقال بل لجأت الى اسلوب التغريدة. وصدر الكتاب فى شكل تغريدات!
ومنذ أيام، هاتفنى مندوب موقع جريدة الوطن وقال إنه تلقى بعض الاعتراضات على حلقات ظهرت فيها بالبيجاما وأحيانا ظهرت وأنا أمسح حذائي!
وقلت لموقع الوطن: هأنذا أظهر فى بيتى بالبيجاما وليس فى مصلحة حكومية أو مكان رسمى. ومن الطبيعى أن أظهر فى بيتى بجلباب أو بيجاما.
وإذا كنت أظهر فى الهاشتاج وأنا أمسح حذائى، فهذا طبيعى جداً ولاغرابة فيه. فحذائى، نظافته من شئونى الخاصة ولا أطلب من مديرة البيت تنظيف حذائي! وقلت لموقع الوطن: ان التليفزيون فى العالم يتجه الآن الى تليفزيون الواقع أى مجاراة الطبيعة والعادية فى محاكاة الحياة. وقال مندوب موقع الوطن؛ تعودنا ان نرى الاستاذ بملابس كاملة. وقلت له: ولكن التسجيل الذى يجرى موقعه فى البيت ومن الطبيعى أن يكون بملابس البيت.
وناقشنى مندوب موقع الوطن فى موضوعات الحوار وقلت أننا من منصة وطنية نناقش أى شئ مسكوت  عنه بشجاعة ونعرف حدود الصراحة والصدمة، خصوصا ان حنان مارست على مدى سنوات مهمة «المذيعة» التى تتلو مقدمات تكتبها بنفسها، وتختم الحلقة برأى أو تعليق. بمعنى أنها تعرف الايجاز الذكى لمانقوله فى هذه «التغريدة المرئية» إن صح التعبير!
لقد آمنت بالفكرة بعدما علمت أن هناك برامج تذاع على اليوتيوب ولها «متابعون» بالآلاف بل بالملايين. واحيانا أنفصل عن حنان وأقدم تغريدة صادمة صادقة وأتحمل مسئولية ما أقول. ثم أعود الى «الهاشتاج»، بيتى ومنبرنا معا أنا وحنان كل يوم جمعة.
جحود جهل!
الأستاذ محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ٤١، رجل مهذب أنيق الملبس وأنيق الكلمة. كل من يقابله يشيد بأخلاقه، فالرجل صوته منخفض وهو قادر على تهدئة نفسه اذا هبت عليه عاصفة غضب أو توتر. وهو مبتسم دائما وأهم من ذلك شخص متواضع لايرفض طلبا. ولكن محمد حفظى ابن ناس ولا يتدخل فيما لايعنيه. ولهذا لم يشغل باله بتاريخ المهرجان الذى يرأسه على مدى دورتين. لا يعلم أنه ذات مساء جلس أربعة هم: كمال الملاخ وفوميل لبيب والكاتبة إيريس نظمى وكاتب هذه السطور جلس الأربعة يفكرون فى أمور الثقافة وكانوا شعلة من الحماس. وانتهى التفكير الى انشاء جمعية لكتاب ونقاد السينما. قلت: الفكرة بديعة، فهل المجتمع يتقبلها؟ قال فوميل لبيب: إنها فكرة فريدة، وقليلة الجمعيات المهتمة بالسينما. وقالت ايريس نظمي: أنا عملية، فكيف يولد المشروع؟ قال كمال الملاخ بطريقته الخاصة التى تشى بالأمر والرجاء: مفيد فوزى يتولى مع عبدالمنعم سعد تسجيل الجمعية فى وزارة الشئون الاجتماعية. قلت بحماس: أنا أعرف الاستاذ أنور أحمد الذى وافق على الظهور السينمائى فى فيلم مصطفى كامل وسوف يتقمص شخصية الزعيم الوطنى مصطفى كامل. هنا هتف الملاخ قائلا: يبقى كده مشروعنا شاف النور وخصوصا ان أنور أحمد مهتم بالفن. وذهبنا بعد يومين عبدالمنعم سعد وأنا الى مكتب أنور أحمد وكان يشرف على مجلة المجتمع المصرى التى تصدرها وزارة الشئون وكنت اكتب فيها بعض الوقت ومن هنا كانت علاقتى بأنور أحمد الذى قابلنا وكان مضيافا وأرشدنا الى شروط تسجيل جمعية جديدة، دوافعها ثقافية وكان متحمسا. ونفذنا الشروط وولدت الجمعية تحت ترخيص له رقم، وبدأنا نبحث عن المكان وكان أول اقتراح فى شارع عرابى، وكنا سعداء أن الفكرة لاقت قبولا، وجاءت الكاتبة حسن شاه وقالت «أخيرا صار لنقاد السينما مكان ومكانة». وبدأ الملاخ يحصى عدد نقاد السينما فى ذلك الوقت واختارنى للاتصال بزملاء المهنة ليكونوا اعضاء.
وجلس كمال الملاخ وعبدالمنعم سعد يفكران فى «تمويل» الجمعية، جمعية كتاب ونقاد السينما التى بدأت نشاطها فى صورة محاضرات بدأها الناقد المثقف د.مصطفى درويش وكان يشغل منصب مدير الرقابة. وشهدت المحاضرات والندوات جمهورا كبيرا عندما كان الناس لهم ولع بحب فن السينما وحرصوا على رؤية النقاد يواجهون النجوم. واقترح كمال الملاخ ان يكون هناك حفل موسمى يعتمد على التبرعات وجزء من وزارة الثقافة وجزء من المحافظة التى ترعى الحفل. واقترحنا أن يقابل فوميل لبيب المحافظين لحضهم على التبرع وأطلق عليه كمال الملاخ مهرجان القاهرة السينمائى، كل هذا التاريخ لايعرفه محمد حفظى.. ويجهله.
ولذلك أغفلنى فى دعوته للمهرجان!
قناعات
١- بعض آرائى ينطبق عليها: ٢ صاد «أى صادق وصادم»
٢- نحن نحشو معداتنا وقد نصاب بالتخمة أو السمنة لأنه ليس لدينا ثقافة ما يدخل الفم.
٣- كان الكاتب السودانى العظيم والروائى الطيب صالح تطلق عليه غادة السمان: متواضع كالعشب.
٤- عبدالحليم حافظ يخاطب مشاعرنا بعذوبة وعمرو دياب يخاطب البنات بالإلحاح.
٥- البعض يصرون على أن بليغ حمدى «ملحن الأجيال» وأنا أحب بليغ حمدى ولكن موسيقار الأجيال هو محمد عبدالوهاب.
٦- عيب الشباب الرغبة فى الثراء السريع.
٧- زرت مصنعا سوريا حديثا فى العاشر من رمضان، ينافس المصانع المصرية خامة وأسعارا. السوريون شطار.
٨- كان  رشدى أباظة «يصالح» أى امرأة بباقة ورد.
٩- ما أثقل عقارب الساعة البطيئة حين يزورنا شخص غير مرغوب فيه.
١٠- لابد -تربويا- من حماية أولادنا فى المدارس من «التنمر» وهو مرض نفسى شائع.
١١- النفاق الفج، آفة تصنعها بعض الأنظمة وتعانى منها بشدة.
١٢- ذهب الزمن الذى كانت قصيدة لحافظ إبراهيم تنشر فى الصفحات اليومية الأولى للجرائد.
١٣- أعجتنى هذه العبارة: «إن الجروح، تطيب مع الدعاء».
١٤- أكره من يختزلون «عبقرية» أداء سعاد حسنى فى قصة عاطفية ربطتها بعبدالحليم حافظ.
١٥- عندى شعور أن «الميكنة» والتكنولوجيا، سيخلقان بطالة كثيفة.
١٦- قالت لى ابنة نزار قباني: أبى مات يوم كف عن كتابة الشعر.
١٧- لازال يثير دهشتى أن وزيرا للداخلية الألمانى كان كفيفا وقابل حبيب العادلى حين كان يمارس المسئولية.
١٨- توجيه الرئيس السيسى للقارة السوداء إفريقيا خلق اهتماما عالميا باعتبارها قارة بكراً للاستثمار.
١٩- رأيت فيديو قديماً جمع بين أم كلثوم وعبدالوهاب وهما يتسلمان أنواط حفل جوائز وكان عبدالناصر يمنح هذه.
٢٠- بعض الصداقات تعمرها المصالح وعندما تنتهى المصالح تموت، يبدو أنها قاعدة الحياة.
وفاء لا أكثر..
> قالت لى ليلى صديق وكنا قد تقابلنا من أيام: تتذكر أنى أشكو لك من تجاهل سيرة أبى المتعمدة وكنت حزينة لأنه كان له دور فى ثورة يوليو وكان من يسمعوننى يتعاطفون معى وربما ألاحظ نظرات إشفاق تطل من عيونهم، حتى جاء القائد الجسور الوفى عبدالفتاح السيسى فأعاد الاسم والمكانة والدور للسيد يوسف صديق والد الصديقة ليلى يوسف صديق بعد طول تهميش.