نهار

تصويب الشوارع..!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

لا هى (السياسة) الرافضة ممارسات «أردوغان» والموقف التركى.. ولا هو مسلسل (ممالك النار) المعروض حاليًا، والفاضح للغزو العثمانى لمصر... هو ما وراء المطالبة بشطب أسماء الغزاة المحتلين، والسلاطين العثمانيين تحديدًا، من أسماء الشوارع بالقاهرة والمحافظات المصرية... لكن تصويب التاريخ، والدفاع عن الهوية والكرامة المصرية.... قبل عام طالب د.»محمد صبرى الدالى» أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بتغيير اسم (سليم الأول) من لافتة أحد الشوارع الرئيسية بحى الزيتون بالقاهرة، باعتباره ـ سليم الأول ـ النموذج الصارخ لوحشية الاحتلال العثمانى لمصر.. واقتراح اسم مصرى وطنى بديل.. وبالفعل قامت محافظة القاهرة بشطب اسم (سليم الأول) من شارع الزيتون، كخطوة أولى لتغيير أسماء شوارع أخرى بالقاهرة، تحمل أسماء غزاة ومحتلين، وكثيرًا من السلاطين العثمانيين الذين بطشوا بالشعب المصرى، وكانوا سببا فى نكسة مصر طويلًا (خورشيد باشا.. الخديو توفيق.. طوسون.. عبد الحميد.. لاظوغلى..)..
وإستمرار الاسم لوقت طويل فوق لافتات الشوارع، لا يعنى استمرار الخطأ والإبقاء عليه... فعلى امتداد سنوات، كان السخف والعبث والإساءة للتاريخ فى حى الزيتون... أن يتجاور (القاتل والقتيل) فى تكريم واحد!!... شارع يحمل اسم طومان باى (آخر الحكام المماليك، الذى دافع عن مصر ضد الغزو العثمانى)... وشارع آخر يحمل اسم سليم الأول، الملقب بالدموى.. العابس.. الرهيب (قتل طومان باى وشنقه على باب زويلة)!!
تنقية أسماء الشوارع، من الأسماء الغريبة، والزائفة، والمسيئة لتاريخنا.. هى حالة من الوعى، تراجع التاريخ وتصوبه.