خبيرة تنمية بشرية: 11 نصيحة للابتعاد عن الأفكار الانتحارية.. وأهمية دور الأسرة

«نهلة عبد السلام» خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري
«نهلة عبد السلام» خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري

تعددت حالات الانتحار بين الشباب في الآونة الأخيرة، بالعديد من الطرق التي وثقتها بعض كاميرات المراقبة، سواء بالقفز من أماكن مرتفعة أو تناول حبوب الغلال السامة، أو أسفل عجلات المترو، مما يجعلنا نلتفت إلى مثل هذه الوقائع بسؤال المختصين في مجال التمية البشرية والإرشاد الأسري عن الأسباب والدوافع التي تدفع بعض الأشخاص إلى الانتحار.


في هذا الصدد، قالت «نهلة عبد السلام» خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري: أن الشعور باليأس وفقدان الأمل والرغبة في الخلاص من الدنيا، كل هذه المشاعر السلبية تأتي نتيجة مجموعة من الأسباب منها ضعف الوازع الديني والتعرض للظلم والتعرض الدائم للانتقاد، والخوف من كلام ونظرات الآخرين وعقدة النقص والمقارنات بالغير والخوف من المجهول والضيق المادي والإحباط والفشل في بعض المواقف سواء دراسة أو عمل أو زواج  أو تجارب سابقة في الماضي وعدم الثقة الحقيقية بالله سبحانه وتعالي، والجهل بقدرات النفس والشعور الدائم بالذنب وجلد الذات والتفكك الأسري.. وغيرها، من الأسباب التي من الممكن أن تجعل الإنسان  يفقد رغبته في الحياة ويقسو على نفسه وتستولى عليه الأفكار الانتحارية.

 

 أشارت «عبدالسلام» خلال تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، إلى أنه للتغلب على هذه الأفكار والمشاعر السلبية هناك دور يقع على الإنسان نفسه ودور يقع علي الأسرة والبيئة المحيطة به منها.


1- البداية، التصالح مع النفس والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتسليم بالقضاء والقدر فكل هذه الأمور تريح القلب والنفس معاً وتجعل الإنسان  أكثر راحة وطمأنينة.


2- عدم الاهتمام بكلام ونظرات الآخرين واجعل آرائهم هي فقط مجرد وجهة نظر ولا تعبر عنك في الواقع.


3- لو تعرضت للتنمر والسخرية من الآخرين أو من يحاول استغلالك أو من يتعالى ويتحدث بالسوء عليك مثل هؤلاء الأشخاص هم مرضى وغير أسوياء ويستحقون الشفقة ولا تجعلهم يهزمونك نفسياً لأن الهزيمة النفسية مرض أخطر من السرطان.


4- تخلص من عقدة شعورك المستمر بالذنب واعلم أن محاسبة نفسك شئ إيجابي لكن جلد الذات وتضخيم الأخطاء والتأنيب المستمر للنفس يسحب منك ثقتك بنفسك، وإذا كان هذا الشعور نتيجة ذنب ومعصية ترتكبها اعلم أن الله غفور رحيم سيغفر ذنبك فقط أنت توقف وخذ القرار ولا تسمح  لنفسك أن تكون ذليلة لشيطان وتذكر قول الله: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".


5- مراعاة مشاعر الآخرين لكن إذا وصلت بك مراعاة مشاعرهم لإيذائك النفسي توقف فوراً.


6- لا تختزل حياتك بين خيارين إما سعادة مطلقة أو تعاسة وجحيم فالحياة تحتمل خيارات أخرى فلا تفقد الأمل.


7- صاحب المتفائلين وأبعد عن المتشائمين لأن كلاهما معدي و وصاحب ومن يشبهك في روحك وليس فقط صفاتك.


8- لا تسمح لأحد لإيذائك وابتزازك نفسياً وابعد عن الشخص الذي يحرف كلامك ويضخم أخطائك ليضغط عليك لتنفذ أوامره حتى لو دون إرادتك.


9- اخرج من مفرمة العادات والتقاليد والقيود البالية فقط دينك هو معيارك في التعامل والحياة ليرتاح  قلبك وعقلك من أمور كثيرة تفوق طاقتك وقدرتك كإنسان.


10- عند شعورك بفقدان رغبتك في الحياة استعن بالله ولا تترد وأذهب لطبيب نفسي فكما يمرض الجسد، النفس والروح أيضاً تمرض.


11- الصحة النفسية مرتبطة بصحة الجسد اهتم بغذائك وممارسة الرياضة وابعد عن التدخين وكل العادات السيئة.


«دور الأسرة»


أما دور الأسرة في حماية أبنائها من هذه الأفكار هو احتواء الأبناء من حنان وحب واهتمام  وعدم التخلي عن دور الأم والأب الأساسي في التربية وغرس القيم والتعاليم الدينية السليمة وتنمية الصحة النفسية لهم ومنها مساعدة الأبناء على استعادة الثقة بالنفس وتجنب التفرقة في المعاملة والمقارنة بين الأخوات وعدم فرض أحلامنا علي أبنائنا وترك لهم مساحة من الحرية للتعبير عن رغباتهم واهتماماتهم والصبر على أخطائهم، وفتح مجال للحوار باستمرار داخل الأسرة وعدم الانشغال عن الأبناء بالعلاقات الاجتماعية الزائفة ومساعدة الأبناء في اختيار الأصدقاء والصحبة الصالحة، ومتابعتهم دراسياً وملء أوقات فراغهم في أشياء ممتعة ومفيدة لحمايتهم من أي انحرافات فكرية أو أخلاقية.