في مؤتمر صحفي بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا..

سفير مصر لدى الكويت: الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا بالقارة السمراء

صورة جماعية عقب المؤتمر الصحفي
صورة جماعية عقب المؤتمر الصحفي

أكد سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، أن الاحتفال بيوم أفريقيا هذا العام، له وقع خاص علي قلبه وقلب كل مصري، خاصة في ظل مرور تسعة أشهر علي تسلم مصر رسمياً مسئولية رئاسة الاتحاد الإفريقي، وما شهده من انجازات على المستوى الإقليمي والدولي، في ظل الاهتمام الذي يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي للقارة الأفريقية.

ونوه القوني – في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الخميس بمناسبة الاحتفال ب"يوم أفريقيا" يوم الأحد المقبل - إلى أنه خلال الفترة الماضية، شهد الاتحاد عدداً من الإنجازات الإقليمية والدولية التي ساهمت في تنمية وتقدم القارة؛ وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاستمرار في العمل علي توسيع دائرة التعاون بين الجهات الدولية مع القارة الأفريقية، ومد جسور التواصل مع كافة شعوبها، وتسخير الإمكانات المصرية لصالح القارة، تحقيقاً للمصلحة المشتركة، خاصة فيما يتعلق بقضايا التنمية والتكامل الاقتصادي وصون السلم والأمن.

وأضاف القوني قائلا، :"إن مصر دائماً وأبداً، ما أولت أهمية كبرى للقارة الأفريقية؛ حيث انعكس ذلك خلال رئاستها للاتحاد، عندما قامت على سبيل المثال لا الحصر، بإدخال اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز النفاذ، وهو ما تم في يوليو الماضي بتصديق 49 دولة، ليضاعف حجم التجارة البينية داخل القارة السمراء، كما اهتمت مصر بالإعداد والترتيب لعدد من القمم العالمية، مثل قمة روسيا – أفريقيا، لنقل الخبرات الروسية وتسويق المنتجات الأفريقية في السوق الروسية، وقمة الصين - إفريقيا لتنمية حجم حركة التجارة المتبادلة؛ حيث تعهدت الصين بتخصيص 60 مليار دولار للاستثمار في الدول الإفريقية، وقمة اليابان / أفريقيا "التيكاد 7" في يوكوهاما، تحت عنوان (دفع التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار)، فضلا عن المشاركة الفعالة في القمم والاجتماعات التى عقدت مع مجموعة الدول الصناعية، والتي قامت مصر خلالها بدفع أجندة العمل الأفريقي والدفاع عن مصالح القارة".

وأشار سفير مصر لدى الكويت، إلى أنه علي الصعيد التنموي، قامت مصر بدعم مشروعات البنية التحتية في إفريقيا، وعلى رأسها طريق القاهرة - كيب تاون، المتوقع أن يكون أطول طريق بري في العالم، ليربط شمال إفريقيا وجنوبها بمسافة تتعدى العشرة ألاف كيلومتر، والسعي لإعادة تأهيل نهر النيل، ليكون أطول خط ملاحي نهري في العالم، من خلال مشروع (البحر المتوسط إلي بحيرة فيكتوريا "ميدفيك")، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري مع دول حوض النيل، بالإضافة إلي مشروعات الربط الكهربائي، وخطوط السكك الحديدية، للمساهمة في تعزيز الاندماج القاري.

وشدد القوني على أن اهتمام مصر بمحور الأمن الغذائي لم يغب أيضا في إطار اهتمامها بالقارة السمراء، من خلال تطوير منظومتي التصنيع، والزراعة الإفريقية؛ حيث قامت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، في تقديم المساعدات التنموية، وتوفير برامج التدريب، وبناء القدرات، ونقل الخبرات المصرية المتاحة في كافة المجالات، مشيرا إلى أن عدد الدورات التي تقدمها لكافة دول القارة، بلغ أكثر من 500 برنامج تدريبي في كل المجالات، بالإضافة إلى إيفاد الآلاف من الخبراء المصريين في مختلف المجالات إلى دول القارة.

وتابع القوني أنه في المجال الصحي، تم إطلاق العديد من المبادرات لتعزيز الصحة العامة في القارة الإفريقية، كمبادرة علاج مليون أفريقي من (فيروس سي)، وإيفاد القوافل الطبية للدول الإفريقية، بالإضافة إلى إطلاق مصر لمنتدى الشباب الأفريقي في أسوان، متخذة من تلك البقعة المصرية الأفريقية الساحرة، مقراً للقاء سنوي يجمع شباب القارة، لكي يتبادل الرؤى والأفكار، والذي تقرر عقده هذا العام يومي 11 و 12 ديسمبر الجاري.

ومن جانبه، أكد عميد السلك الدبلوماسي سفير السنغال لدى الكويت عبدالأحد إمباكي، أن منظمة الاتحاد الأفريقي قد شهدت العديد من التحديات والتغييرات منذ إنشائها، لكنا صمدت وبقيت لتثبت للعالم أن الشعوب بوحدتها تستطيع أن تحقق كثيرا.
وأكد أن القارة الأفريقية الغنية بمواردها وأراضيها الخصبة، قادرة على تطوير نفسها، خاصة في المجال الزراعي، والموارد الطبيعية المتوفرة لديها، غير أنها تعاني من مشكلة تحسين ظروف المعيشة لسكانها؛ حيث يضطر ما يقارب من 60% من شبابها للهجرة، للبحث عن ظروف أفضل للعيش.

وأشار إلى أنه بناء على ذلك، تم تشكيل عدد من الآليات التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق السلم والأمن والتنمية، ومن أبرزها البنك الأفريقي للتنمية، والبنك العربي الأفريقي، بالإضافة إلى عدد من اللجان والآليات الخاصة لدفع عجلة التطور في القارة السمراء.

ولفت إمباكي إلى أنه في العيد الخمسين لإنشاء الاتحاد الأفريقي عام 2013، تبني الاتحاد ما يسمى بـ"إستراتيجية التنمية الأفريقية (رؤية) 2063"، وتتضمن سبعة طموحات أو تطلعات من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال الشابة، التي تسعى لتنعم بخيرات هذه القارة.

وأوضح أن المحاور السبعة، تشمل العمل على بناء أفريقيا مزدهرة، ترتكز على النمو الشامل والتنمية المستدامة، وقارة متكاملة متحدة سياسياً، تستند على الهوية الأفريقية، وأفريقيا يسودها الحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وأفريقيا يسودها الأمن والسلام، وأفريقيا لها هويتها الثقافية القوية وتراثها المشترك، وأفريقيا يتولى مواطنوها دفة القيادة وتعتمد على شبابها وأفريقيا قوية ومتحدة، تعد لاعباً وشريكاً عالمياً مرناً ومؤثرا.

وأضاف إمباكي أن هذه التطلعات تنقسم إلي أهداف تترجم التطلع إلي خطوات، وهو ما يأتي كنقطة التقاء، مع تطلعات الكويت، والتي تسير في خطوات ثابتة لتحقيق إستراتيجيته 2035، والتي أعلنتها تنفيذاً لتوجيهات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في عام 2017، مشيرا إلى أن الكويت وأفريقيا يتكاملان عندما يتحدثان عن أهدافهما؛ حيث يتضح أن الكويت بتوجهاتها الخمسة، تلتقي مع أفريقيا في طموحاتها السبعة.

ولفت إلى أن أجندة 2063 الأفريقية، تطمح في تنفيذ مشروعات عملاقة، منها إنشاء الشبكة المتكاملة لقطار فائق السرعة، وجامعة أفريقية افتراضية، وإنشاء سوق للنقل الجوي، وغيرها من المشروعات، والتي بدأت بذورها تنتج طرحاً بعد التوقيع عليه، فضلا عن انجاز التوقيع على إنشاء منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، والتي دخلت حيز النفاذ مايو 2019، لتؤسس أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية في عام 1995.