«قتلوا ابني بدم بارد»..أم كردية تروي معاناتها مع ميليشيا الأتراك 

السيدة الكردية «شارة سيدو»
السيدة الكردية «شارة سيدو»

«وصلتني رسالة على الهاتف حملت صورة لأبني المقتول تخبرني بأن أذهب لكي استلم جثته»..تروي السيدة الكردية «شارة سيدو» والتي تبلغ من العمر 65 عامًا كيف قتلت الميليشيا السورية المدعومة من تركيا ابنها بينما كان عائدًا إلى قريتهم القديمة «رأس العين» ليجلب مزيدًا من الملابس والمتعلقات الخاصة بهم.

عندما دخلت جنود تركيا إلى الحدود السورية التي يسكنها الأكراد، وتحديدًا مدينة رأس العين التي  تقع شمال محافظة الحسكة، اضطر الكثير من الأكراد إلى ترك ديارهم وأرضهم بحثًا عن مكان أكثر أمانًا بعيدًا عن الجنود الأتراك، وهنا اضطرت عائلة شارة للهروب مع غيرها الكثيرون إلى مدينة القامشلي.

أخرجت شارة هاتفها المحمول لتريه لمراسل وكالة فرانس بريس، الذي أوضحت له: «هذه صورة المقاتل السوري الذي أعرف أنه قتل ابني بدم بارد مدعومًا بالأتراك».


تقول شارة: «في 9 أكتوبر عندما بدأ الغزو التركي لبلادنا كان علينا الهروب بأقصى سرعة ممكنه، فأخذت أبنائي الخمسة وخرجنا من رأس العين متجهين إلى القامشلي، ولكن بعد أسبوع أراد ابني «رزان» والذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 38 عامًا العودة إلى منزلنا القديم ليجلب بعض من متعلقاته وأغراض أبناءه الشخصية، لكن الميليشيات منعته من العبور وأطلقوا النار على سيارته، مما أدى لمقتله هو والسائق.»

وتابعت: «سأفضح جرائمهم أمام العالم كله».

ويقول تقرير وكالة فرانس بريس أن قصة شارة ليست الوحيدة بين الأكراد الذين اضطروا للرحيل وهجر منازلهم خوفًا من العنف التركي، فينتشر بينهم أفكار أن الأتراك دخلوا إلى قراهم وأراضيهم لأنهم يسعون لتغير الخصائص الديموجرافيه  للبلاد، وأن هدفهم في الحقيقة التخلص من الأكراد والقضاء عليهم.

خلال الشهريين الماضيين، أعلنت تركيا أنها أنشئت منطقة آمنه على عمق 120 كيلومتر على حدود البلاد لإعادة توطين اللاجئين السوريين.

وأعلنت وسائل الإعلام التركية عن عودة 70 كردي إلى مدنهم من بينهم نساء وأطفال، وتحديدًا منطقة رأس العين، في خطوة أولى لعودة المُهجرين بسبب الغزو. وعلى الجانب الآخر أشارت الأمم المتحدة إلى إن حوالي 200 ألف كردي تم تهجيرهم من هذه المنطقة، نصفهم على الأقل يحاول العودة مرة أخرى.

وعلى الرغم من كل هذا فإن منظمات حقوق الإنسان السورية تؤكد في تقاريرها أن العائدين لرأس العين معظمهم من عرب سوريا فقط، وليسوا من الأكراد.