احم احم !

حوار مع أحدب نوتردام !

هشام مبارك
هشام مبارك

انتهزت فرصة وجودى فى باريس لإجراء حوار مع واحد من الشخصيات التى أحببتها جدا على الورق ألا وهو «كوازيمودو» بطل رائعة فيكتور هوجو الشهيرة «أحدب نوتردام» لذا توجهت على الفور إلى مقر كنيسة نوتردام على نهر السين وقرعت الباب وفتح لى»كوازيمودو»بشحمه ولحمه وكان هذا الحوار:
- عمت صباحا سيدى الأحدب.
- شكلك ناوى تسخر من أولها لماذا تتحدث بهذه الطريقة؟
- أنا قلت يعنى بما أننى عدت بك إلى الوراء كل هذه السنين حيث كنت تعيش فى 1840 ميلادية تقريبا فخشيت ألا تفهمنى لو كلمتك بلغة عادية.
- لا خليك على راحتك يا إتش بس إنجز وبلاش كلكعة
- الله انت كمان عارفنى؟
- طبعا وعارف إنك هنا من كام يوم المهم خير عايزنى فى إيه؟
- بصراحة نفسى أعمل معاك حوار صحفي.
- طب ماتروح تعمل الحوار مع فيكتور هوجو أحسن.. هو إللى كتبنى وأفتكر إنه حايفيدك أكتر منى، أنا شخصية وهمية.
- لا ياكوتوموتو بالعكس متقولش على نفسك كده انت جميل ومش شخصية وهمية بل من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس.
- يعنى إيه كوتوموتو دى؟
ـ بادلعك ياخى ولا انت يعنى محدش يدلعك غير أزميرالدا يامكار؟
- متفكرنيش يا إتش آه لو تعرف ازميرالدا دى عملت فيا إيه، بس قولى الأول انت ليه متعاطف معايا تكونش أحدب زى حالاتى مثلا؟
- الحدبة مش بس نتوء أو عاهة فى ظهر بنى آدم ياكوايزمودو.ممكن تكون عاهة فى أخلاق الشخص وأفكاره.
- لا أرجوك قولى ياكوتوموتو أحلى بس فهمنى قصدك إيه من كلامك.
- قصدى واضح،لا أريد أن أصفك بالقبح أو الدمامة مثلا لكن ربما كان شكلك مختلفا عن الطبيعى لدرجة أن الغجر لم يجدوا من هو أجدر منك بلقب زعيم الحمقى والمجاذيب لكن الجمال الإنسانى الذى بداخلك جعلك شخصا رومانسيا غير عادى.آه لو رأيت رومانسيتك وأنت تضع يدك على الجزء المشوه من وجهك حتى لا تمتنع أزميرلدا عن تناول الطعام أمامك،هل نسيت ياكوتوموتو كام مرة حاولت تضحى بحياتك عشانها؟ إن من يصفك بعد كل ذلك بالأحدب الدميم لهو وعمرى دميم الأخلاق والإنسانية.
- أزميرلدا يا إتش هى الشرارة إللى خلتنى أتحدى هؤلاء الذين أرادوا سجنى وراء أسوار عاهتى وخلونى حبيس الكنيسة ربع قرن أدق الأجراس ولا أعرف ما الذى يدور خارجها،حولونى إلى كيان منعزل عاجز عن الفعل حتى ظهرت أزميرالدا فخرجت عن عزلتى وفعلت أشياء لا يصدق أحد أنها من الممكن أن تصدر عن كوازيمودو
- بس متنكرش إنك حبيتها.
- ومين فينا محبهاش ياصاحبى إنت مشفتش راعى الكنيسة كان متشحتف عليها ازاى؟على الأقل أنا حبيتها لإنسانيتها وأنا مدرك استحالة اللقاء لكن هو كان بيشتهيها ومش بيحبها الحب إللى أعرفه،أنا عشقتها،واسأل عن العشق كوازيمودو يا إتش.
- ماشى ياعم الرومانسى غريب إن واحد زيك يعيش بالفكر الراقى ده فى العصر المظلم المخيف فى أوروبا.
- دى بصراحة عبقرية هيجو.انت برضه مش حاتقابله ولا خايف يعمل معاك زى سارتر ويدبسك فى المشاريب؟
- الله انت عرفت موضوع سارتر منين؟
- يا إتش هى باريس كلها قد إيه،دى كلها أوضتين وصالة.ولا أقولك سيبك من سارتر وهيجو والكتابة والكلام الفارغ ده والحق اشتريلك هدمتين للبنات وأم البنات قبل البلاك فراى داى مايخلص وترجعلهم فاضى ويخلوا أيامك كلها بلاك مش بس الفراى داى.!