الحفاظ على آثارنا مسئولية الدولة والشعب

  متى يتوقف العدوان على تاريخنا وتراثنا؟، هذا العدوان يؤدى إلى التدمير والتشويه. أحد الأمثلة على ذلك ما حدث لطريق الكباش فى معبد الكرنك بالأقصر ومنطقة مجرى العيون بمصر القديمة والكثير والكثير من آثارنا. هذا السلوك إن دل على شيء فإنما يدل على غياب الوعى والإحساس بالانتماء الوطنى والقومى.
 إن مسئولية هذا السلوك الإجرامى لا تقع على مرتكبيه وحدهم وإنما يتحمل الجانب الأكبر منه الأجهزة الرسمية المسئولة عن المراقبة والحماية. إن الإخلال بهذه المسئولية يعكس فى معظم الأحوال أن وراءه الانقياد لنزعة الفساد التى تقضى بغض النظر عنه فى مقابل المعلوم.
>>>
 إن التوعية بأهمية وقف هذا العدوان الذى يدل على التخلف أمر ضرورى لصالح التاريخ والتراث. مواجهة هذه الظاهرة السلبية يتطلب اضطلاع المجتمع المدنى النزيه وكل أجهزة الإعلام بدورها فى هذا المجال مستعينة فى مهمتها بالمتخصصين القادرين على الإقناع.
 إن أى مواطن أتيحت له فرصة السفر إلى الخارج وشاهد كيف يتعاملون مع تراثهم وآثارهم التى لا تساوى شيئا بالنسبة لما نملك.. لابد أن يشعر بالحسرة والمرارة لسوء سلوكنا وتصرفاتنا.
>>>
 فى هذا الإطار فإن على حملات التوعية المأمولة التركيز والتوضيح أن تراثنا وآثارنا ثروة تاريخية لا تقدر بمال وأن عوائد الحفاظ عليها لا حدود لها حاليا ومستقبلا. يضاف إلى ذلك القيمة المعنوية وتأثيراتها الإيجابية على الشعور بالفخر والانتماء الوطنى.
 كما معروف فإن وزارة الآثار ومعها وزارة الثقافة تتحملان إداريا المسئولية المباشرة تجاه الحماية والحفاظ على هذه الثروة الفريدة. بالطبع فإن القيام بهذه المهمة الوطنية على الوجه الأكمل يتطلب أن يكون هناك تعاون وتنسيق من كل أجهزة الدولة. إن ذلك يحتم أيضا حتمية توفير الإمكانات المالية اللازمة.
>>>
 إن ما يحسب لصالح الدولة إقدامها على العديد من الخطوات الفاعلة الإيجابية نحو إزالة ما تعرضت له بعض المواقع التراثية والأثرية من اعتداءات. هذه الجهود المشكورة شملت إزالة التعديات على طريق الكباش بالأقصر وكذلك بدء نقل المدابغ وملحقاتها من منطقة سور مجرى العيون بمصر القديمة. كما يحسب لها أيضا اهتمامها بتراثنا الإسلامى والخديوى.
تمثل ذلك فى تطوير شارع المعز وكذلك شارع عماد الدين بوسط القاهرة حيث الكثير من العمارات الخديوية. حول هذا الشأن لاشك أن أجهزة الدولة على علم بوجود أماكن أخرى ذات قيمة أثرية وتراثية امتدت إليها هذه المحنة بالعبث والتشويه. إن عليها وفى إطار الاهتمام بمقومات تراثنا التاريخى الثمين.. اتخاذ كافة الإجراءات وإصدار وتفعيل القوانين التى تضمن الحفاظ على هذه الثروة الفريدة الغالية.