بسم الله

التأمين الصحى «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

رغم أنه حلم شعبى ننتظره منذ 55 سنة، إلا أنه ولد يتيما، ولهذا كان السؤال الكبير: لماذا يتردد الناس من الاشتراك فى التأمين الصحى؟!، هل لأنه لم يجد الدعاية الكاملة والمشجعة؟ أم لأنه يفرض رسوم اشتراك على المواطن؟ أم لأنه من الأمور المفروضة وعلينا الاستجابة؟!. الحقيقة من وجهة نظرى لا هذا ولا ذاك، المشكلة فى الصورة الذهنية لدى المواطن من سوء المعاملة التى تعرض لها المرضى وأسرهم سواء فى مستشفيات الحكومة والتأمين الصحى أو حتى المستشفيات الجامعية، وانعدام الثقة فى الإصلاح. هى حالة رفض أو عزوف نفسية قبل أن تكون عضوية.
وما الحل؟! كيف نمحو هذه الصورة الخاطئة من أذهان الناس؟، وكيف نقنع المواطن بأهمية الاشتراك فى التأمين الصحى؟.
لقد تابعت الحوار الممتع الذى دار بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من كبار الصحفيين والإعلاميين، على هامش افتتاح أنفاق بورسعيد ضمن عدد من المشروعات القومية، وأعجبنى منطق الرئيس وهو يتحدث عن التأمين الصحى وأهميته، ومطالبته لأن يتبنى الإعلام حملات لدعوة الناس للاشتراك فى التأمين الصحى، والذى بدأ قطاره من بورسعيد، متجها إلى محافظات أخرى ليغطى كافة محافظات الجمهورية، وللأسف حتى الآن لم أجد اهتماما إعلاميا بالتأمين الصحى، ولم أجد موضوعا يوضح للمواطن مزاياه، وكيفية الاشتراك فيه، ورسوم الاشتراك وموقف أصحاب المعاشات، ولم أقرأ موضوعا أو قصة إنسانية عن مريض أو مريضة تم علاجها بالتأمين الصحى أو نماذج من الحالات المرضية التى تعالج بمستشفياته. كل ما يذاع وينشر تصريحات كلها كلام فى كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع، بل يؤكد شكوك البعض حول أهمية التأمين الصحى.
المشكلة أعمق من تصريحات مسئول هنا أو هناك، التأمين الصحى سمعة «صورة ذهنية»، ومكان مجهز على أعلى مستوى، وطبيب شاطر، وإدارة خدمات طبية تحترم آدمية المريض. هل هذا متوفر؟! للحديث بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى.